الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

روسيا لم تقترب من الجنوب السوري... إيران تخطّط و"حزب الله" يقود

المصدر: "النهار"
محمد نمر
روسيا لم تقترب من الجنوب السوري... إيران تخطّط و"حزب الله" يقود
روسيا لم تقترب من الجنوب السوري... إيران تخطّط و"حزب الله" يقود
A+ A-

في ريف حلب الجنوبي لم يستطع الطيران الروسي أن يقهر الارهاب، وعلى الرغم من غاراته الجوية استطاع تنظيم #الدولة_الاسلامية أن يسيطر على بلدة خناصر والتقدّم نحو السفيرة، فيما استطاعت روسيا أن تساعد النظام في التقدّم واستعادة بعض الأراضي من المعارضة المعتدلة أو الاسلامية.


في ريف إدلب، لا تزال المعارك مستمرة ولم يحدث التدخل الروسي أي تغيير واضحاً. النظام تقدّم في بعض القرى ودفع مقابل ذلك ثمناً باهظاً خصوصاً بخسارته أكثر من 40 دبابة وعدد من المقاتلين، فيما استطاع "الجيش الحر" أن يتقدم في قرى أخرى، ما يعني أن التوازن حاضر. فماذا عن جنوب سوريا حيث السماء التي لم تذق طعم الطيران الروسي؟


لا ضربات روسية
هناك تغيب الضربات الروسية، لكن وتيرة المعارك ارتفعت، ولا تزال القيادة ‏الايرانية ولمسات #حزب_الله هي الطاغية، إذ تحاول #طهران أن تفرض نفسها لاعباً لا يمكن الاستغناء عنه في سوريا، فيما يبدو أن روسيا تختبر القدرة الايرانية التي سبق وفشلت في استعادة مناطق النظام.



الأصابع الايرانية واضحة في الشيخ مسكين قرب طريق #درعا وريف القنيطرة ‏الشمالي، ويقول عضو "الهيئة السورية للاعلام" المقربة من "الجبهة الجنوبية" الصحافي السوري وليد سليمان لـ"النهار": "ارتفعت وتيرة المعارك العسكرية مؤخراً على ‏جبهتي الشيخ مسكين وتحديدًا في اللواء 82، حيث يحاول حزب الله السيطرة عليه، فيما تجري هجمات ‏أخرى لقوات الأسد مدعومة بالحزب في ريف الشمالي للقنيطرة".‏



لا مساعدة روسية للنظام وإيران في هذه المعارك، خصوصاً انها تقع في منطقة تراقبها اسرائيل في شكل ‏مستمرّ بطائرات من دون طيار، ويؤكد سليمان: "لا تغيّرات بعد التدخل الروسي والطيران لم يقم حتى ‏اللحظات بأي غارة جوية على مناطق الجنوب التي تنفرد القوات المعتدلة (الجيش الحر) في السيطرة ‏عليها، ويتجاوز نفوذها في هذه المناطق الـ 90 % ، فيما ينحصر تواجد داعش في منطقة اليرموك في ‏ريف درعا وضمن بلدات اليرموك الصغيرة، كما تشهد هذه المناطق اشتباكات متقطعة في شكل شبه ‏يومي".‏


 


الشيخ مسكين الاستراتيجية
"النهار" تواصلت مع قائد كتائب "اسامة بن زيد" (أبو محمد الختيار) التابعة لفرقة فجر التوحيد في الجبهة الجنوبية، وأوضح أن "النظام حاول منذ نحو أسبوع اقتحام مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا، مستخدماً تغطية نارية كثيفة وهجومًا برّيًّا من عناصر ايرانية ومليشيات حزب الله من الجهة الشرقية للمدينة"، ويؤكد أن "النظام استطاع أن يسيطر على نقاط عدة منها كتيبة النيران ومؤخراً اللواء 82، لكن سرعان ما عملت كتائب "الجيش الحر" على استعادة النقاط التي خسرتها وتكبيد النظام خسائر كبيرة منها تدمير ثلاث دبابات وعربة بي أم بي وسيارة إسعاف كما قتل أكثر من 16 عنصراً للنظام وحزب الله، وتم اغتنام العديد من الأسلحة الثقيلة والخفيفة".



الشيخ مسكين بالنسبة إلى الختيار تعتبر "من المناطق الاستراتيجية المهمة للنظام وتعد صلة وصل مهمة لقوات الاسد وطريق امداد وتعزيز لخطوط قواته الأمامية". أما الاعلامي السوري محمد الحوراني فيلفت إلى أن "أهمية الشيخ مسكين تكمن في موقعها الاستراتيجي، فهي تتوسط محافظة درعا وتبعد عن بلدة ازرع الأمنية 5 كم وعن الاوتوستراد الدولي مسافة 4 كم وعن بلدة قرفا 10 كم. ومن الشمال السحيلية وبلدة الدلي التي تعتبر خط دفاع النظام عن مدينة الصنمين التي تبعد 30 كم عن مدينة الشيخ مسكين".


 


الأفغان حاضرون
وتحدث الاعلامي السوري محمد الحوراني عن "مشاركة لمرتزقة أفغان في المعركة واستطاع الثوار إبعاد النظام عن الكتيبة الفنية هناك التي أصبحت خارجة عن سيطرة الطرفين"، مشيراً إلى أن "النظام يسعى لاستعادة الشيخ مسكين لحماية قواته المتواجدة في منطقة أزرع (شرق المدينة) وبلدة قرفا (جنوب شرق الشيخ مسكين) فضلاً عن تخوفه من خسارة الأوتوستراد الدولي وخط إمداده الوحيد لمركز محافظة درعا". ويلفت إلى أن "خسائر النظام كبيرة وهناك جثث في منطقة قريبة من اللواء 82 لم يستطع أيٌّ من الطرفين الوصول إليها".


ولا تزال المعارك هناك مستمرة بين الطرفين، ولا حسم حتى اليوم، لكن ويقول قائد فرقة شهداء حوران بالجبهة الجنوبية العقيد احمد المهر "ابو فادي" لـ"النهار": "لا يزال الجيش الحر يرابط على الجبهات المواجهة للنظام والقوات الموالية له من حزب الله وحرس ثوري ايراني وميليشيات أفغانية وعراقية، والتي تنتشر من قرفا مرورًا بمقبرة الشهداء على طريق ازرع ومحطة الكهرباء وصولاً إلى اللواء 82 والى الشرق من مؤسسة الاسكان العسكري".


وفي رأي أبو فادي "يحاول النظام فتح ثغرات تسمح له بالخرق، لكن جميع محاولته باءت بالفشل ومنذ يومين تم دحر قوات النظام في مؤخرة اللواء بالراجمات والهاونات وقبل ذلك حاول النظام التسلل من الجهة الشمالية لمؤسسة الاسكان العسكري لكننا تصدّينا لها".


 


القنيطرة و"الكورنيت" الروسي
القنيطرة بالنسبة إلى "حزب الله" "حيوية" ويريد استعادتها بأكملها، ووفق المعلومات فإن الحزب أرسل تعزيزات تقدر بنحو 500 عنصر، وقبل أسبوعين زارَ الجنرال الايراني قاسم سليماني المنطقة التي شهدت أيضاً مقتل أحد الضباط الايرانيين.


استقدم النظام تعزيزاته المدعومة بعناصر ميليشيا الدفاع الوطني وحزب الله إلى المنطقة الشمالية من المدينة، وعلى الرغم من غياب الغارات الروسية إلا أن رائد طعمة المتحدث باسم "ألوية سيف الشام" العضو في القيادة العامة في الجبهة الجنوبية يعتبر أن "التدخل الروسي لم يكن غائباً، إذ لوحظ استخدام النظام لصواريخ "كورنيت" متطورة وروسية الصنع، تختلف عن الجيل السابق، ويعتمد النظام عليها في استرجاع المناطق المحرّرة بالتزامن مع انطلاق العدوان الروسي".


النظام استطاع في شمال القنيطرة أن يقطع الامداد عن قوات المعارضة واستعاد سرية طرنجة، ويعيد طعمة السبب إلى "عدم استطاعة قوات ألوية سيف الشام الصمود وحدها في الدفاع عن السرية بعد ارتقاء أحد القادة البارزين لدينا ويدعى "أبو عبد الرحمن العز"، وعلى الرغم من ذلك فإن استعادة النظام لمنطقة معينة لا يعني "هزيمة" بالنسبة إلى طعمة، خصوصاً أن المعارك دائماً في دائرة "كر وفر" بل هي "درس"، ويضيف: "من أساس التراجع هو استهداف دفاعات الثوار بدقة عالية فضلاً عن غياب السرعة في تحصين دفاعات المناطق المحررة حديثاً، كما أن الاقتراب من المناطق المحررة وخصوصاً التلال (القبع والأحمر) سهّل للميليشيات التي احتمت بالأحياء السكنية استهداف الثوار".



ويعتبر طعمة أن "الأسباب المذكورة اجتمعت ضد الثوار وشكّلت عقبات كثيرة أمام التنسيق عالي المستوى الذي تطلّبته هذه المعركة ولم يكن التخطيط الكلاسيكي للعمليات من الثوار قادراً على الوقوف في وجه الخطط الإيرانية، والتراجع جعلنا نعيد ترتيب القوات مع باقي فصائل الجبهة الجنوبية وإعادة دراسة المعركة لعدم تكرار الأخطاء السابقة ولنكون قادرين على المواجهة".


 


روسيا إلى الجنوب؟
في رأي وليد سليمان أن النظام يحاول أن يشتّت تركيز "الجيش الحر"، ويقول: "منذ بدء التدخل الروسي اقتصرت معارك الجنوب على الكرّ والفرّ بين قوات النظام وتشكيلات الجيش الحرّ لتشتيت تركيز الأخير في الاعلان عن معركة جديدة لتحرير منطقة استراتيجية تسيطر عليها قوات الأسد، كما ان المعارك الضارية في الشمال السوري التي يشنّها النظام بمساعدة قوات ايرانية و"حزب الله" وتغطية جوية روسية دفعت كثيرين من قادة فصائل "الجيش الحرّ" أن يترقب ما سيحدث هناك، إضافة إلى قلة الدعم العسكري الذي تقدّمه الدول "للجيش الحر" .



وعلى الرغم من المعارك القائمة في الجنوب فإن "قادة الحر والمدنيين في جنوب سوريا يتوقعون إنتقال المعارك من الشمال اليهم بمساعدة روسية"، بحسب سليمان الذي يضيف ان "قوات الأسد تريد ان تحقّق خرقًا في الجنوب بعد فشلها في تحقيقه شمالاً، وذلك بمساعدة ايرانية وميليشوية من حزب الله، لكن هذه المعركة ستكون القاسمة للقوات الغازية بعد ان استطاع مقاتلو الجيش تحصين أنفسهم وسيكون حزب الله الخاسر الأكبر لأنه سيتصدر المشهد في معارك الجنوب وستكون قواته رأس الحربة هناك كون مقاتلوه ارخص المقاتلين ثمنا بعد قوات الاسد المحدودة العدد، وخسائره ستعمل على تفكيك الحزب داخليا".


 


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم