هل بالرصاص نوفي الياس سكاف حقه؟ (فيديو)

يبدو ان لدى اللبناني عموماً تعّلقاً يصعب فهمه ببعض العادات السيئة والمسيئة، التي تبتعد عن الحضارة والانسانية بجميع أشكالها، وعلى الرغم من التقدم الذي طرأ على الحياة الاجتماعية في لبنان، وثورات البعض على عادات اعتبرت موروثات بالية، الا ان عادات مقيتة لا تزال متشبثة في العقول والنفوس، تخبو فترة لتعود وتظهر بطريقة فاضحة ومؤذية.

ومن هذه الظواهر اطلاق النار في الماّتم والأفراح، وكأن هناك ناحية عنفية مكبوتة تتغلغل في نفوس الجميع، ومن جميع الفئات والمناطق من دون استثناء.

ما شاهده اللبنانيون اليوم في "دار السلام"، هو مشهد غريب وغير مألوف منذ انتهاء الحرب اللبنانية، مشاهد الأسلحة الفردية المنتشرة واطلاق النار العشوائي والجعب الحربية، والمسيرات المسلحة، كان قد نسيها الزحليون، ونبذوها بعدما نالوا منها ما نالوه من كوارث في زمن الحرب، وخصوصاً في هذه المدينة التي شهدت أبشع أنواع الحصارات والتدمير.

كما ان ترافق هذه المظاهر مع جنازة الياس سكاف لأمر مستغرب، مع ما يحمله اسم هذا الرجل من "ادمية" ولا عنفية، فهو من حاول خلال حياته ابراز وجه زحلة الجميل المعتدل، وقاتل في الجزء الأخير من حياته لابعاد سطوة الأحزاب عنها، وجعلها ملتقى لجميع اللبنانيين.

وهنا نسأل، هل بهذه الاساليب نعبّر عن حزننا؟ هل بالمظاهر المسلحة نوفي الياس سكاف حقه؟ هل يكرم الرصاص سكاف؟ وهل عودة صورة الميلشيات كانت لترضيه؟ وهل ترضي هذه الصورة البشعة الأكثرية من أهالي زحلة الحزينين على فراق "البك" لمدينته.
و يبقى الأمل في ان تنتهي هذه المظاهر والمشاهد مع انتهاء الجنازة، لتبقى عروس البقاع و"دار السلام" على نهج سلمية ايلي سكاف، متجذرة على نسق شعر سعيد عقل، حضارية ثقافية متميزة على هدي أمين معلوف.