الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

انتفاضة 29 آب تجلّت وأسقطت حناجر التأليه!

فاطمة عبدالله
انتفاضة 29 آب تجلّت وأسقطت حناجر التأليه!
انتفاضة 29 آب تجلّت وأسقطت حناجر التأليه!
A+ A-

انتهت انتفاضة السبت بمشهد مزعج بعد المشهد الناصع: شبان يشاؤون الخراب، ارادوا الحراك البديع نهايات من أسى. نقلت الشاشات ثورة خارج ضريبة الطوائف، فتجلّت اللحظة التاريخية رغم عبث الشباب المنادي "ابو هادي ابو هادي".


المحطات في الميدان، منها من أعلنها ثورة ومنها من غطّى الحدث كبعض، ربما، من حرج وواجب. "أل بي سي آي" و"الجديد" نقلا الحماسة بالصورة والرهان على الشارع أيضاً. "ام تي في" رفعت مثل "أل بي سي آي" شعار "طلعت ريحتكم" أعلى الشاشة، ولكن في الستوديو مَن سأل المراسلة على الارض عن شعار رئاسي رفعه سمير جعجع. ذلك له مناسبات أخرى غير حراك يدعو الى محاسبة الكل وعدم استثناء أحد.
هوّلت "أو تي في" مشاهديها بالقول ان فريقها تعرض للاعتداء من بعض المتظاهرين، فيما كان المشهد في ذروة التألق والأمل. "المستقبل"، بدورها، توقعت مكروهاً وقع، وحَدَس قلب المراسلة بأن الوضع لن يستقر على هدوء الحال. جاء ذلك فيما ستوديو "المنار" منهمك بمحللين يشطحون في الحديث عن "محاولات التلاعب الأميركية بمشاعر الناس"، في مقابل قدرة "القوى الوطنية المقاومة" على تقويض المشروع والوقوف في وجهه. تابع الجميع التغطية في مشهد لامع جامع رائع، وسُمعت عبر الشاشات صرخات مواطنين ارادوا الشارع بداية نجاة من الهزيمة. بوعي وجمالية، دخلت الصورة الى المنازل، واستطاع الاعلام جعل القابع في منزله يتحسر على التكاسل او التردد في المشاركة.
روعة الصرخة في كونها تنبثق من حناجر خنقتها الأحزاب وضيق الطوائف، وتُردد بأن على الجميع الرحيل فيما الأمن هذه المرة ضبط اعصابه. هبط "مشاهير" الى التضامن، يتنقلون بين الشاشات ويُدلون بالأحاديث ذاتها، بعضهم طفا عليه التملق. تظاهرة أنيقة رغم الصرخات وجميلة رغم الغضب. افسد صفاءها شبان خلعوا القمصان وساروا عراة الصدور الى الشغب. أنيقة بصدقها، ونحن نتوق الى الصدق. منذ زمن، لا اثر له.


[email protected] Twitter: @abdallah- fatima

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم