الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

النفايات المهمَلة والمنتشرة في شوارعنا قد تُعيد زمن الكوليرا \r\nميكروبات وأمراض انتقالية وتنفسية وسرطانية والحرق أخطاره كبيرة

رلى معوض
النفايات المهمَلة والمنتشرة في شوارعنا قد تُعيد زمن الكوليرا \r\nميكروبات وأمراض انتقالية وتنفسية وسرطانية والحرق أخطاره كبيرة
النفايات المهمَلة والمنتشرة في شوارعنا قد تُعيد زمن الكوليرا \r\nميكروبات وأمراض انتقالية وتنفسية وسرطانية والحرق أخطاره كبيرة
A+ A-

"زمن الكوليرا" ليس اقتباساً لعنوان فيلم رومنسي مأخوذ عن رواية الاديب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، بل هو ما سنعيشه مستقبلاً اذا استمر تجّار النفايات بالعبث بصحة اللبنانيين، والخلاف بين السياسيين على تقاسم الحصص.


هم غير آبهين بما قد يصيبهم وعائلاتهم من امراض سنعددها والتي لا تمنع اصابتهم بالعدوى بها مواكبهم المحصنة او حتى طائراتهم الخاصة، او اجازاتهم في الدول الغربية. وليست الكوليرا وحدها التي ستعيدها النفايات العشوائية الينا، بل معها العديد من الميكروبات والامراض التنفسية والانتقالية والسرطانية، ولا يكفي ان يتحدث عنها المسؤولون بل المبادرة الى حلول بسيطة فعّالة كل ما تحتاج اليه رفع "الغطاء السياسي" والاتفاق على معالجة الملف.
لا معامل كافية لفرز كل انواع النفايات، ولا مواطن يبادر الى الفرز من تلقاء نفسه، علماً ان الفرز من المصدر للبلاستيك، والزجاج، الكرتون والورق، المعادن، البطاريات، والنفايات العضوية هو من الحلول الانجع وبه نرتقي الى مصاف الدول المحترمة. ولا من يستخدمها ايضاً بطريقة جيدة لتكون مصدر طاقة وكهرباء وغيرها، فنفاياتنا ممزوجة بعضها ببعض، ومع العضوية منها، لذلك ينتج عنها تفاعلا خطيرا ومسببا لمشكلات في الصحة العامة.
مرّ اكثر من شهر على أزمة النفايات من دون حل، ربما ننتظر الاحتفال باليوبيل، خصوصا وان النفايات في وضعها الحالي تؤدي الى زيادة  في الامراض الجرثومية والتنفسية والرئوية، على المدى القصير والمباشر، كما قد تؤدي الى امراض سرطانية على المدى البعيد، وفق ما اوضح لـ"النهار" الاختصاصي في الامراض المعدية والجرثومية الدكتور زاهي حلو. وقال ان ترك النفايات لمدة أطول في الطرق يسمح بتكاثر البكتيريا واكتسابها مناعة، ما يعني مقاومتها للمضادات الحيوية، وهذا يصعّب عملية العلاج ويزيد من فترة الإصابة بالمرض، فيحتاج الشخص الى علاج أطول. وعندما تكتسب البكتيريا مناعة قوية، تعجز امامها العلاجات بالمضادات الحيوية، وقد يؤدي ذلك الى الوفيات في بعض الحالات. ومن ابرز انواع البكتيريا "الشيغيلا" وتؤدي الى إسهال قوي والى ارتفاع الحرارة  و"السلمونيلا" التي تؤدي الى الإصابة بحمى التيفوئيد، ومن أعراضها ارتفاع حاد في الحرارة واسهال وألم في البطن وانحطاط عام، وكذلك البكتيريا الصعبة "كلوستريديوم" التي تؤدي الى إسهال قوي وحاد يصعب علاجه، وارتفاع في الحرارة، الى الامراض الفطرية التي تصيب الجهاز الهضمي والتنفسي. والخوف هو من عودة وباء الكوليرا المرافق للحروب الكبيرة التي تعود مع انعدام النظافة والشروط الصحيّة. كما يكثر البعوض والذباب الذي يساهم في نقل الجراثيم والبكتيريا والفيروسات على أنواعها، وتكثر الجرذان التي بدورها تنقل امراضاً عديدة ابرزها الطاعون والكلب والجرب. ويؤدي حرق النفايات الى انتقال جراثيم نتنشقها في الهواء، وتراكمها الى جانب مصادر المياه يؤدي الى تلوثها، وكذلك رميها في البحر يسبب الالتهابات الجلدية. والخوف ايضا من ان تنقل الكلاب والهررة الامراض جراء تناولها النفايات المتكدسة على الطرق وبين المنازل.
أما الاختصاصي في الامراض الصدرية والإنعاش الطبي الدكتور جورج جوفيليكيان، فتحدث عن اخطار حرق النفايات، الذي يسبب انبعاث ثاني أوكسيد الكاربون وهو مؤذٍ لمن يعاني امراض الجهاز التنفسي، من ربو وتحسس مزمن وانسداد رئوي، وهو سيكون عرضة لنوبات متكررة، حيث تصبح اعادة السيطرة على الامراض عملية معقدة ومكلفة صحيا وماديا. واعتبر ان حرق المواد البلاستيكية وكل ما يحتوي على صباغ مثل الحبر وغيرها والبطاريات التي تحتوي على المعادن الثقيلة كالليثيوم والزئبق وغيرها، يشكل خطورة على صعيد الهواء وكذلك ما يخلط بالمياه فهو لا يحرك التحسس فقط بل يؤدي الى تشوهات خلقية عند الاطفال، ويتنشق الناس مواد مسرطنة على المدى البعيد، تؤثر خصوصا على الاطفال وعلى نموهم. كل ذلك يزيد من الالتهابات الجرثومية، فتعاني القصبة من تقرحات وكذلك الجيوب الأنفية والمجاري، ما يزيد احتمال الإصابة بالامراض الجرثومية. كما تزيد المواد المؤكسدة نتيجة الحرق اخطار طويلة الامد ابرزها الإصابة بالامراض السرطانية. واعتبر ان حرق النفايات بين المنازل من اخطر الامور، فالاعتقاد السائد ان حرقها يخفف من الاخطار هو خاطئ، لأنه يحتاج الى اختصاصيين في كيفية معالجة النفايات بالحرق وعلى درجة حرارة معينة وليس عشوائيا كما هو حاصل.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم