مهرجان "نحنا والقمر والجيران" على درج الفاندوم: احتفال كبير على أربعة أيام

ثلاثة أيام من المسرح والرقص والسيرك والحكواتي وفن التجهيز والموسيقى تُقدَّم في أحد أحياء بيروت. ثلاثة أيام يحييها مهرجان "نحنا والقمر والجيران" في دورته الرابعة من تنظيم "مجموعة كهربا"، مهرجان في الفضاء الطلق مجاني ومتاح لكل فرد أو مجموعة، في 28، 29، 30 آب عند السابعة مساء على درج الفاندوم، مار مخايل.

البرنامج حافلٌ فعلاً. أول ما يتبادر إلى ذهننا هو الحاجة الكبيرة الى التنسيق والتنظيم، ومدى التعب للقيام بكل ذلك على أكمل وجه. أورليان زوكي، أحد مؤسسي "مجموعة كهربا" والمدير الفنّي للمهرجان يعترف بأنّ الأمر ليس سهلاً لكنّه ممتعٌ في الوقت نفسه. "المهرجان يعتمد على علاقات إنسانية وعلى لقاءات وعلى حوار يدور بيننا وبين فنانين نلتقيهم في مسار عملنا، فتولد مشاريع ويتم تبادل أفكار، فندعوهم للمشاركة معنا في المهرجان. البعض الآخر من الفنانين هم من أركان المهرجان ويهمّهم أن يكونوا جزءاً منه، ومعنا يحملون هذا الحدث بمختلف مستوياته وبطبيعته الشعبية وبنوعية عروضه. روح التعاون الكبير هذا سمح لنا باستضافة عدد كبير من الفنانين اللبنانيين، بالإضافة إلى فنانين أجانب وعالميين وافقوا، بل تحمّسوا كي يكونوا معنا".
إقبال الناس على هذا المهرجان كبير، على حد ما يقول أورليان، وحماسة الجمهور هي ما أوصلهم إلى ما هم عليه اليوم. "الناس أحبّوا كثيراً فكرة تقديم عروضٍ في الهواء الطلق، في زوايا الحَي. الجمهور مختلط يجمع بين أهالي الحَي والجيران، وبين أشخاص يتابعون نشاطاتنا، وبين أناسٍ يأتون لمشاهدة أحد الفنانين المشاركين معنا".

ما يميّز هذا المهرجان أنّه مبني بشكلٍ أساسي على التطوّع؛ الفنانون المشاركون يقدّمون أعمالهم مجاناً، والمنظّمون يحضّرون كل شيء من دون مقابل، والجيران يساعدون في تحضير الطعام للجمهور... "كل هالشي بيجعل من المهرجان عزيمة كبيرة، إحتفال كبير، والجمهور بيشعر إنّو هو ضيف أو حتّى جزء من الإحتفال، وما بِحِس إنّو جايي يستهلك مجرد نشاط ويفِل".

بعض النشاطات تُقدَّم لليلةٍ واحدةٍ فقط، والبعض الآخر لليلتين أو ثلاث. هناك أكثر من عرضٍ يُقدَّم في الوقت نفسه، في زاويتين مختلفتين من الحَي (سطح بناية، حديقة، ملعب مدرسة، موقف سيارات...)

في موازاة برنامج المهرجان، تمّ تحضير برنامج يجمع بين مدراء مسارح ومدراء مهرجانات تمّت دعوتهم من الخارج وبين فنانين محترفين من لبنان. تلك اللقاءات التي تمتدّ طيلة أربعة أيام ستُعرّف المدراء على الفنانين المحليين على أمل أن تنشأ من ذلك أعمال مشتركة بينهم.