الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

اسرائيل تعترض و"الاونيسكو" تحسم : المغطس شرق نهر الاردن

المصدر: "النهار"
جورج عيسى
اسرائيل تعترض و"الاونيسكو" تحسم : المغطس شرق نهر الاردن
اسرائيل تعترض و"الاونيسكو" تحسم : المغطس شرق نهر الاردن
A+ A-

الاسبوع الماضي، أعلنت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "الاونيسكو"، قرار تسجيل المكان الذي تعمّد فيه المسيح على لائحة التراث العالمي. قرار المصادقة الذي صدر في مدينة بون الألمانيّة، جاء فيه توضيح يذكر أنّه "يُعتقد أن يكون هذا الموقع هو المكان الذي تعمّد فيه يسوع الناصري على يد يوحنّا المعمدان." أمّا أحد الأسس التي انطلقت منها اللجنة لتعليل قرارها فكان ما وصفته بأنه " النظرة المشتركة التي تتقاسمها معظم الكنائس المسيحيّة" حيال هذا الموقع.


يقع الموقع المعروف ب"المغطس" داخل المملكة الاردنيّة الهاشميّة على الضفة الشرقيّة لنهر الاردن، على بعد تسعة كيلومترات شمال البحر الميت. وتضيف "الاونيسكو" أنّ الموقع السياحي يتألّف من قسمين. الأوّل هو "تل الخرّار" المعروف بجبل "مار الياس"، والثاني يضمّ كنائس عدّة ليوحنّا المعمدان قرب النهر.


الموقع ذو الصبغة الرومانيّة والبيزنطيّة يضمّ ديراً وكنائس كبيرة وصغيرة وكهوفاً سكنها النسّاك وبرك مياه استخدمها المتعمّدون.
رئيس هيئة تنشيط السياحة الاردنية توقع أن يرتفع عدد السيّاح الذين يأتون الى هذا المكان من 22500 الى 40000، ذاكراً أنّ السياحة في الاردن تراجعت بنسبة 36 في المئة خلال الاشهر الاربعة الاولى من هذه السنة بسبب "عدم الاستقرار" الذي يسود الشرق الاوسط.


لكن ادراج هذا الموقع على لائحة الآثار واجه اعتراضاً فلسطينيّاً إستناداً الى أنّ المعلم السياحي المعروف ب"قصر اليهود" الموجود على الجانب الآخر من النهر والواقع تحت الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربيّة يجب أن يكون أيضاً جزءاً من اللائحة. وكالة"أسّوشيييتد برس" نسبت الى مصدر رسميّ في وزارة السياحة الفلسطينيّة أنّ كلتا الضفتين للنهر يجب أن تعاملا معاملة واحدة، وإن يكن اعترف بصعوبة المطالبة بهذه الحقوق والدفاع عن المعلم السياحي لأنّه واقع تحت الاحتلال الاسرائيلي.


بالعودة الى الوراء قليلاً، تحديداً الى عام 2011، عقد رؤساء جميع الكنائس المسيحيّة في الاردن وممثّوها لقاءً في وزارة الداخلية الاردنيّة استنكروا فيه تسمية السلطات الاسرائيلية إحدى الكنائس "المغطس". وقد أكّد المجتمعون في حينه أنّ كلّ الاكتشافات والاثباتات تؤكّد أنّ موقع المغطس هو شرق نهر الاردن، ولفتوا الى ضرورة التمييز بين موقع عماد السيد المسيح شرق النهر، والتعميد الذي من الممكن أن يكون في أيّ مكان آخر.
الارشيدكون لؤي حدّاد ممثل الكنيسة الانجيلية في الاردن أعلن حينها أنّ الوثائق الكنسية والاعترافات من ذوي المراجع العليا في الكنيسة مجمعة على أنّ موقع المعموديّة هو شرق النهر. وأضاف أنّ هذا الاجماع مدعوم بنصوص من الانجيل المقدّس وشهادات آباء الكنيسة الأولى. وجاءت مواقف بقيّة ممثلي الكنائس مؤيّدة بالإجماع لموقع عماد السيد المسيح الواقع شرقي لا غربي نهر الاردن.


الاردن دعمت بشدّة وضع "المغطس" على لائحة التراث العالمي. فهي انتقدت القرار الاسرائيلي بجعل موقع عماد السيد المسيح في قصر اليهود، علماً أنه حضر آنذاك الاجتماع نوّاب عدّة من بينهم غازي مشربش الذي أيّد فيه مواقف ممثلي الكنائس المسيحية في الاردن، مبرزاً أهمّيّة إصدار بيان لاهوتي تاريخي يؤكّد أنّ "بيت عنيا" هو موقع عماد السيد المسيح.
الخبيرة الاسرائيليّة في شؤون الحج ييسكا هاراني اعتبرت في حديث الى وكالة "الاسوشييتد برس" أنّه إذا كان هناك من كلمة فصل لتحديد مكان المعموديّة فستقول أنّه في الضفة الغربيّة. لكنّها تابعت أنّه يجب تعيين الموقعين على جانبي الضفة على أنّهما معلم سياحيّ واحد يعكس معنى المعموديّة كرحلة من روحانيّة الصحراء الى الاراضي المقدّسة.


وكانت طوائف كاثوليكيّة وارثوذكسية وانجيليّة كتبت رسائل عدّة تؤيّد أحقية الموقع الاردني الذي زاره ثلاث بابوات منذ عام 2000 ، بكونه المكان التاريخي لمعمودية السيّد المسيح. فيما نسبت "الاسوشيتد برس" الى الناطق باسم بطريركية الروم الارثوذكس في القدس الاب عيسى مصلح أنه يؤيّد قدسيّة الموقعين كليهما، لأنّ المؤمنين يأتون من الغرب والشرق ليلتقوا عند النهر.


المعموديّة بحسب إنجيل يوحنّا تمّت في بيت عنيا الواقع في الجانب الشرقي من نهر الاردن. البروفسور في العهد الجديد في اكليريكية إسبوري للعلوم اللاهوتية في كنتاكي، بن ويثيرنغتون أبلغ الى الوكالة الاميركية أنّ يوحنّا المعمدان عارض السلطات اليهوديّة، لذلك فإنّه على الارجح كان سيفضّل الابتعاد عنها الى الضفة الثانية من النهر .


يشار الى أنّ الاردن افتتحت "المغطس" كموقع سياحي عام 2002، فيما ادّعت إسرائيل فتح موقع "قصر اليهود" كمكان لعماد السيد المسيح أمام السيّاح عام 2011 . ولم تكتفِ الدولة العبريّة بهذه الخطوة، بل قامت بنقل موقع المغطس، بسبب اعمال الحفر العسكريّة، الى موقع آخر يبعد حوالي 95 كيلومتراً الى بلدة يردنيت جنوب بحيرة الجليل سنة 1981..

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم