الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

إلى أين يا صديقي فرنسيس؟!

عقل العويط
عقل العويط
إلى أين يا صديقي فرنسيس؟!
إلى أين يا صديقي فرنسيس؟!
A+ A-

عجباً ما يفعله صديقي فرنسيس! كلّما أدلى أسقف روما هذا، بخطبة، أو بتصريح، رجّف روحي شغفاً، وجعلني أنصعق، كما لو أنني لم أرتجف أو أنصعق من قبل.


قبل أيام، قال ما "لا تُحمد عقباه" على مستوى التشبث بالسلطة الدينية: "وجود زعماء مدى الحياة في الكنيسة ينمّي الديكتاتورية، ومن شأنه أن يحوّل الكنيسة الكاثوليكية الى دولة تعيش في نظام ديكتاتوري".
هل ثمة قول أوضح من هذا القول لتطبيق مفاعيله على الفور، مادياً ومعنوياً، في أرجاء الكنيسة، فاتيكانها أولاً، ثمّ أروقتها، مؤسساتها، بطريركياتها، ومطرانياتها، التي تعاني – على ما يشهد الكثيرون - ما تعانيه من تأليهات، وسلطات، و"ديكتاتوريات"، و"ذكوريات"، ليست من المسيح، ولا من الروح القدس في شيء؟! خطيرٌ هو هذا الرجل. فمن بين الصور كلّها، لم يختر إلاّ صورة الديكتاتوريين، الذين يحكمون "إلى الأبد" ويسوسون شعوبهم بالحديد والنار في العالم. وإذا كان أساقفة الكنيسة "يتمايزون" عن الديكتاتوريين من حيث استخدام أساليب القتل والسجن والإذلال والاستعباد، فإن بعضهم يلتقون "موضوعياً" مع هؤلاء بعشق "الحكم إلى الأبد"، وبما تنشره وسائل الإعلام عنهم من أعمال مخزية لا تمتّ إلى المسيح.
إنه "يلكز" الجالسين الأبديين على كراسي الكنيسة، المتشبّثين بالمناصب الدنيا، وبالأمجاد. وهو، بدل أن يخاطبهم "سرّاً"، يحرجهم علناً، داعياً الذين "لا يحسّون على دمهم"، إلى المغادرة. خطيرٌ هو هذا الرجل الذي يكاد، منذ اعتلائه السدة البطريركية الأولى في العالم الكاثوليكي، "يخرّب" كل شيء "أرضي" في كنيسة المسيح. وكم يحصد من "الأعداء" في الكنيسة؛ هذه التي يجب أن تكون على مثال المسيح، في حين أنها تكاد تنساه، من فرط ارتباطها بغوايات الأرض وأمجادها.
انتبِهوا جيداً إلى ما قاله الرجل: "فلنكن واضحين: الشخص الوحيد الذي لا يمكن استبداله في الكنيسة هو الروح القدس".
أعلن فرنسيس أن لا "أبديين" في الكنيسة. فأينهم، هؤلاء "اللاأبديون"؟! أين أعمالهم المنسحقة، المتواضعة؟ أين هالاتهم الفقيرة والمتواضعة؟ أين مسوحهم التي ترفض البهارج والأرجوان والذهب ومآدب الأرض؟ وأين أيديهم التي تمسح الأوجاع وتغسل أقدام المتألمين؟
"لا بدّ من وجود حدّ زمني للمناصب في الكنيسة وهي في واقع الأمر مناصب للخدمة". أهي حقاً "مناصب للخدمة"، أم أن الرجل يغمز من قناة الذين يجعلونها مناصب لتأليه أنفسهم وعبادتها؟
هذا الرجل الذي هو صديقي علناً، يجعلني أعيد النظر في يأسي من الإنسان؛ أنا الذي على شفا تأليه العدم. فإلى أين تأخذ كنيستكَ يا صديقي فرنسيس؟!


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم