الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

صاحبة "الحريم وأبناء العمّ" تدخل بانتيون فرنسا

المصدر: "النهار"
صاحبة "الحريم وأبناء العمّ" تدخل بانتيون فرنسا
صاحبة "الحريم وأبناء العمّ" تدخل بانتيون فرنسا
A+ A-

دخلت عالمة الأنثروبولوجيا جيرمين تييون المقام المخصص لعظماء فرنسا أي "بانتيون"، إلى جانب ثلاثة أبطال مقاومين هم جنفياف دوغول أنتونيوز وبيار بروسوليت وجان زي. جعلت هذه المناسبة مطبوعات فرنسا تخصّص مساحات لسيدة عاينتها "لو موند" الفرنسية "الناجية الملتزمة مناهضة التعذيب"، امرأة أعلَنَت في 2008 أي قبل فترة وجيزة على رحيلها، عن سن المئة، "إن الأنثروبولوجيا جعلتني متبصّرة".


"الحريم وأبناء العمّ" أحد عناوينها الكثيرة ويعدّ بمثابة دراسة عن وضع نساء المتوسط حيث أعادت الأفكار التي كانت عرضتها في "النساء والحجاب في الحضارة المتوسطية" وطوّرتها. ها هنا ليس ثمة اهتمام بالصرامة الدينية أو الغيرة الذكوريّة أو العرق أو الطقس حتى، وإنما ثمة عودة إلى الإكتشافات والإختراعات في كل حضارة على حدة، من أجل فهم الديناميات التي جعلت المجتمع ينتقل من صيغته القبليّة إلى صيغة المواطنة، وكيف قام الصراع بينهما أيضا.
وإذا كانت جيرمين تييون تجيء الى "بانتيون" اليوم فذلك بدفع من تجربتها المقاومة أولاً. في 13 آب 1942 رُحّلت في صحبة والدتها إيميلي، إلى معتقل "رافينسبروك" النازي المخصص للنساء في ألمانيا، إلى مكان حيث ظلّت غرف الغاز تعمل من دون توقف، إلى اللحظة الأخيرة، أي إلى التحرير. في حين توفيت والدتها نجت تييون لتؤكّد بعدذاك، في سياق تواضعها الأسطوري وتحفظها المذهل، ان المصادفة وحدها جنّبتها التهلكة الأكيدة، لتضيف انها لم تقم بشيء استثنائي!
في جميع التزاماتها، أبدت تييون رغبة في تقديم شهادة ضد جميع أصناف جرائم الحرب وضد عقوبة الإعدام أيضا. قالت انها على شاكلة المحامين موكلة بالدفاع عن الآخرين، غير انها لا تناصر الأفراد وإنما الشعوب. هذا المفهوم دفع بها في 1934 لقصد الجزائر بهدف دراسة انماط عيش البربر. في أعقاب الحرب العالمية الثانية في 1955، عادت إلى البلاد عينها بغية التحقيق في مسائل التعذيب والإشارة إلى هنّات المجتمع الإستعماري. صنّفت نفسها "سيّدة بانتماء وطني فرنسي وإنما أكثر، سيدة تتمتع بانتماء للعدالة والحرية". من خلال هذين التعلّقين بفرنسا المقاومة من جهة وبكرامة الإنسان إبّان إستعمار الجزائر من جهة ثانية، وصلت تييون اليوم إلى حيث يرقد كبار أمّة بإسم فرنسا.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم