ما مصير الانتخابات الرئاسية اذا أفشل نتنياهو المفاوضات؟

مرّ 282 يوما والبلاد من دون رئيس للجمهورية، لان زعماء الكتل النيابية يراهنون على استحقاقات في الخارج لانتخاب رئيس للجمهورية في مقدمها انه لا يمكن انتخاب رئيس قبل انتهاء المفاوضات حول الملف النووي بين مجموعة الدولة الست في تموز المقبل من دون ان يتحسب احدهم الى معوقات قد تجمّد المفاوضات او تنسفها من اي طرف من المتفاوضين ، وتاليا ماذا سيحصل بإبقاء البلاد من دون رئيس بعد ان شلّ غيابه السلطة التشريعية . واتت حكومة الرئيس تمام سلام في شكل موقت لتملأ الفراغ الى حين انتخاب الرئيس الجديد وإذ بالحكومة تصاب بمرض صلاحية الوزير الرئاسية وبممارسته لها تعطلت مشاريع عدة في أوقات مختلفة. وها هي الحكومة معطلة الجلسات وان رئيسها لم يتجاوب مع دعوة الرئيس نبيه بري منذ الأربعاء الماضي بضرورة استئنافها ولا يجوز تجميد المشاريع ايا كانت المسببات . كما انه تمكن من إقناع الرئيس سعد الحريري منذ مطلع الاسبوع الماضي وقبل سفره الى الرياض انه على موقفه من تجميد الجلسات الى ان يتم الاتفاق على قواعد لسير عمل الجلسة وجعلها منتجة وخالية من استعمال اي وزير الفيتو ضد اي مشروع ينسف الجلسة .
ويأتي الكلام عن عرقلة يمكن ان تعطل انتخاب رئيس للبلاد للمراهنين من الفاعليات السياسية على نجاح المفاوضات مع ايران حول ملفها النووي من رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو الذي رفع سقف التوتر في العلاقات الاميركية - الاسرائيلية الى اثارها مع الرئيس باراك اوباما لانه يريد نسف تلك المفاوضات . وستكشف الساعات القليلة المقبلة بدءا من بعد ظهر اليوم مقدار التصعيد الذي سيستخدمه نتنياهو في خطابه امام مؤتمر اللوبي الصهيوني "ايباك "مع الإشارة الى ان اوباما كلف مسشارة الامن القومي سوزان رايس إلقاء كلمة في المناسبة وكذلك المندوبة الاميركية لدى مجلس الامن سمانثا باور. ويعتبر التمثيل الاميركي الرسمي في هذا الحفل بانه متدن ومقصود من رئيس البيت الأبيض فيما كان يحضره الرئيس او نائبه او وزير الخارجية . كما سيلقي رئيس الوزراء الاسرائيلي خطابا امام مجلس الشيوخ غدا الثلثاء وسط انقسامات حادة بين جمهوريين يريدون النيل من اوباما وديموقراطيين ، وللمرة الاولى لن يقابل رئيس وزراء اسرائيل في مثل هذه المناسبة الرئيس الاميركي او نائبه او وزير الخارجية بسبب حدة انتقاد نتنياهو لهؤلاء المؤيدين لاستمرار التفاوض مع طهران .
ومنعاً للغرق في ما ستؤول اليه زيارة نتنياهو الى واشنطن ومدى تأثيرها سلبا او ايجابا على المفاوضات في شأن الملف النووي الايراني وبالتالي على الاستحقاق الرئاسي على بعض زعماء البلاد ان يتعظوا من تردي العلاقات على مستوى اوباما نتنياهو وانعكاسها سلبا على ملف المفاوضاتمع ايران ، الاتكال على النفس وجعل مجلس النواب ينتخب كما باقي المجالس في الخارج رئيسا مقبولا قادرا على ملء هذا المركز ، وذلك من اجل اعادة المؤسسات الى الانتاج بدلا من تعطيلها والمهم إنهاء انتظار التنافس المستحيل ان يؤدي الى انتخاب رئيس بين رئيس "التيار الوطني الحر "النائب ميشال عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية "سمير جعجع .
وللتذكير على من يراهن ايضا على المساعي الفرنسية لانتخاب رئيس فليطمئنوا انها غير واعدة الى الان، لأن باريس تراهن بدورها على دور من السعودية وإيران لاقناع القوى الصديقة لها في لبنان تسهيل عملية الانتخاب لان لا عون قابل بالتنازل لجعجع ولا الأخير متحمس للأول .
ويستغرب سفراء عرب واجانب في مجالسهم مع بعض المسؤولين كيفية عدم اضطلاع النواب بمسؤولياتهم في مثل هذه الظروف للتي تتعرض لها البلاد لأخطر وباء ينتشر كالسرطان لتنظيمات ارهابية تكرر هجماتها ضد الجيش في جرود عرسال ورأس بعلبك .