الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

مكسيم شعيا لشباب لبنان :"لكل إمرىء إفرست يتسلّقه"

المصدر: خاص- "النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
مكسيم شعيا لشباب لبنان :"لكل إمرىء إفرست يتسلّقه"
مكسيم شعيا لشباب لبنان :"لكل إمرىء إفرست يتسلّقه"
A+ A-

عندما تتحدث إليه في مكتبه في المركز الرئيسي لبنك عوده، يعكس مكسيم شعيا شخصية مغايرة لواقع عدد كبير من اللبنانيين. وتستشف من الحديث مع" رجل القمم السبع" بأنه لبناني "حتّى العظم" ومغامر "شرس"، عمل بروحه الوطنية ليرفع علم لبنان على أعلى قمم في العالم.
تلخّص حيطان مكتبه بعض محطات من تاريخه الرياضي والباقي يحفظه كتابه الأول "أحلام شاهقة: رحلتي إلى أعلى قمة في العالم" الذي وضعه بالتعاون مع ريتشارد باسكن. كرّر شعيا بأنه أحد الكتب الأكثر مبيعاً وفقاً لصحيفة النيويورك تايمز، وقال: "أهديه لشباب لبنان ويتضمن أكثر من 700 صورة ورواية مفصّلة لرحلاتي إلى أقطاب الأرض الأربعة وكل ما شعرت فيه من خوف ويأس و"نشوة" الوصول إلى الهدف".


من الاقتصاد إلى الرياضة
عندما تسأله أن يُعرّف عن نفسه للشباب اللبناني اليوم يقول: " لا أعرف. أنا بطل رياضي من وطني لبنان. لم تسمح لي الحرب أن أمارس الرياضة، بل أجبرتني أن أنتقل مع عائلتي إلى كندا. بدأت هناك الانخراط في عالم الرياضة ونلت عدداً من الميداليات على إنجازاتي". ومع ذلك انجرف إلى دراسة الاقتصاد في كلية لندن للاقتصاد عام 1983، وتخرّج منها بامتياز بعد نيله ماستر في الاختصاص عينه. سهّل عليه تفوّقه العلمي فرصة العمل في كبريات شركات المال والأعمال في نيويورك. قال: "دخلت هذه الشركة ورأيت نفسي جالساً أمام شاشات تسجل أرقاماً تختلف من وقت إلى آخر. شعرت حينها أنني ولدت لأكون خارج هذا العالم أمارس الرياضة، وهذا ما قرّرت فعله رغم أنني أدرك تماماً أنني لن أحصّل راتباً عالياً في الرياضة كما الحال لو بقيت في عالم الأعمال".



القصة... قصة شغف
لمكسيم الذي يبلغ الـ53 عاماً قامة رياضية تجذبك لتتمثّل بها. أما سرّ رشاقته فهو، بحسب ما يقول، قدرته على تنظيم أسلوب حياة سليم . قال: "أعتمد اليوم معادلة جديدة وهي أنني لا أمارس الرياضة لساعات طويلة، بل أعتمد نمطاً ونوعية مفيدة للرياضيين". لكنه يهوى كثيراً ممارسة رياضة الدراجات الهوائية. قال: "أمضي من منزلي في بعبدات وأنا على دراجتي الهوائية في مشوار طويل إلى المتين يكون لي فرصة لأنظّم أفكاري وأولوياتي لمغامرة جديدة وبلورة مشروع مغامرة جديد".
يقاطع الحديث معنا ليقدم إليك قطعاً من شوكولا مذاقه "مر" ويقول: "أحب السكاكر ومنها هذا النوع من الشوكولا. أتناول طعاماً صحياً أبتعد من خلاله على المقالي والدهون وكل ما يسيء إلى الصحة. "لكن زيارة إبنه إدغار(20 سنة) وهو يتابع دراسة فن العمارة في إسبانيا وإبنته كيلي (18 سنة) وهي تدرس الاقتصاد في هولندا تجعله ينسى أصول الطعام الصحّي والسليم. قال: "يتابع ولديّ دراستهما في الخارج. عند مجيئهما، نخرج إلى المطعم لتناول أطباق شهية جداً وأنسى حينها كل شيء".
بعد دقائق، يمسك كتابه "أحلام شاهقة: رحلتي إلى أعلى قمة في العالم" ليريك الصور. يركز على المقدمة التي يحكي فيها تفاصيل دعم الهيئة التنفيذية لبنك عوده للمغامر اللبناني مكسيم شعيا. يعود بالذاكرة إلى الكتاب الذي رفعه في حينها إلى هذه اللجنة عن نية "شخص ما" في شق طريقه نحو عالم "المغامرة الرياضية"، وقال: "خشيت من تحديد هوية هذا الشخص الذي لم يكن في الحقيقة إلا أنا. لكن الهيئة التنفيذية للمصرف أدركت للوهلة الأولى أن هذا الشخص تمايز بالقدرة على الحلم والمغامرة في آن واحد. كشفت هويتي وانطلقنا في مغامرتنا الأولى في 27 حزيران 2003 إلى ماك كينلي، شمالي أميركا، ألاسكا، ارتفاعها 6194 متراً، وصولاً إلى الإنجازات البطولية التي حققناها إلى اليوم".


"لكل إمرء إفرست يتسلّقه"
اختصر شعيا حياته بقوله المأثور: "لكل إمرء إفرست يتسلّقه"، لكنه بدا اليوم منهمكاً في تنظيم مغامرة جديدة في شباط 2016. حاولنا معرفة المكان. ابتسم وقال: "ما زلت أبحث في التفاصيل".
يتابع مكسيم أدقّ التفاصيل في تنظيم أي رحلة. قال: "أضع خططاً متعدّدة لحسن التصرّف في حالة ما وسبل مواجهة المخاطر. أضع لائحة في مسلتزمات السفر من ثياب مناسبة للبرد القارس وطعام، فواكه مجففة، مياه، أدوية وما شابه. نشتري من السوبرماركت طعاماً مجففاً موضوعاً في أكياس خاصة ونضيف إليه بعض الماء المغلي ليصبح صالحاً للأكل".
رداً على سؤال عن مقاومته للخوف قال: "إن شعورنا بالخوف هو أمر طبيعيّ جداً. مررت بشعور هلع شديد عندما صادفنا في مغامرة تسلّق قمة إفرست رجلاً يحتضر. أنفه أسود من الثلج والبرد وهو فاقد الوعي. حاولنا إسعافه لكنه ما لبث أن فارق الحياة وهذا ما أحزننا".
بعيداً عن هذه الحادثة، تسلق شعيا القمم السبع والقطبين الجنوبي والشمالي وسواها غارساً في كل منها علم لبنان. يحترم كثيراً تكريم الدولة له من خلال تقليده أوسمة رفيعة، منحه إياها الرئيسان إميل لحود وميشال سليمان، علماً أن الأخير عمل على تكريمه منذ توليه قيادة الجيش حتى نهاية عهده في سنة 2014. يضاف إلى ذلك إصدار طابعين بريديين له من وزارتي الاتصالات والمال تقديراً لإنجازاته. لكن الأهم في كل ذلك أن شعيا يتطوّع لمساندة جمعيات تحمل قضية إنسانية منها "برايف هارت"، "طفولة" و"سانت جود" وسواها لأنه يطمح لأن يكون للعطاء معنى حقيقياً.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم