الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

ماذا قالت القوى السياسية عن عملية "حزب الله"؟

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
ماذا قالت القوى السياسية عن عملية "حزب الله"؟
ماذا قالت القوى السياسية عن عملية "حزب الله"؟
A+ A-

انتقم حزب الله بالأمس، وردّ اعتباره بإطلاق صواريخه على رتل عسكري اسرائيلي في مزارع شبعا المحتلة، فسرق الأضواء المسلّطة على المشهد السياسي اللبناني. شظايا صواريخه طالت الجنود الاسرائيليين، لكن صداها لم يقتصر على الداخل الاسرائيلي، بل هزّ الشارع اللبناني وصدم بعض أوساطه السياسية التي لم تتوقّع الردّ بهذه السرعة وفي هذا المكان. الجميع حبس أنفاسه خشية حرب تموز جديدة، وانقسمت الآراء، فكيف علّقت القوى السياسيّة على العملية؟


عملية مميّزة
"كتلة التنمية والتحرير" اعتبرت بحسب النائب ياسين جابر أن "العملية كانت مميّزة بالدقّة والحرفية والتوقيت والجغرافيا، فلم تخرق القرار 1701 من جهة، ومن جهة ثانية تمّت في أرض لبنانية، وثبّتت موضوع توازن الرعب بين لبنان واسرائيل".
منذ حرب تموز، هناك احترام كامل للقرار 1701 من قبل الجانب اللبناني، و"نحن بذلنا دائماً كنواب كتلة التنمية والتحرير والرئيس نبيه برّي أكبر جهد ممكن لاحترام القرار الدولي والمحافظة على الهدوء في الجنوب. وطالما شرحنا للموفدين الدوليين وممثّلي الامم المتحدة عن التزامنا وعدم نيّتنا بالتصعيد والقيام بأي عملية او اعتداءات حتى جاء التغيير في الموقف الاسرائيلي الذي فتح هذا الباب. واليوم ما زلنا عند موقفنا ملتزمين بالتهدئة وبعدم خرق 1701 ومتمسّكين بالامم المتّحدة وبدورها بالتهدئة".
وعن تفرّد الحزب بقراره، وعدم إشراك الحكومة اللبنانية، قال لـ"النهار": "لا يمكن لعملية تعتمد على المباغتة والدقّة ان تُبحث في الحكومة والتلفونات والرسائل "شغالة" ".
أمّا احتمال شنّ اسرائيل حرباً موسّعة على لبنان فقائم بحسب جابر "سواء بسبب هذه العملية أو غيرها، فاذا كان لدى اسرائيل مخطّط معيّن فهي لا تنتظر أحدًا"، ومع ذلك شكّك في ان تذهب اسرائيل الى حروب كبرى من دون غطاء دولي كبير، خاصة من قبل الولايات المتحدة.


"صفعة مقابل صفعة"
"صفعة مقابل صفعة، هذا ما يجب أن يدركه العدو الاسرائيلي"، كلام لحليف حزب الله "تكتل التغيير والاصلاح" الذي عبّر عنه النائب زياد أسود في اتصال مع "النهار"، فعلّق على العملية قائلاً: "أعتقد أننا دخلنا في مرحلة جديدة فمهما بلغت التدابير الاسرائيلية لن تقف في وجه أيّ عملية من العمليات التي قد تقوم بها المقاومة، فهناك تطور نوعي استراتيجي". وعمّا اذا كان "التيار الوطني" مع انفراد الحزب باتخاذ قرار الحرب أجاب: "هذا القرار ليس روتينياً وإدارياً، وهو يقف عن حدود حجم الاعتداء، الدولة اللبنانية بمؤسساتها غير قادرة على الدفاع عن أرضها، والجيش اللبناني ليس جاهزًا، لا بل ان البعض لا يجد مبرراً لدفاع لبنان عن نفسه في وجه اسرائيل، لذلك فالمسألة لها أبعاد اخرى".
وعن أيّ دولة لا يكون قرار الحرب بيدها؟ أجاب اسود: "قبل الحديث عن الدولة يجب أن تكون هناك دولة، الدولة التي تعجز عن الدفاع عن نفسها تعطي للمقاومة مبرّراتها وفق آليات عملها بالتوازي مع فكرة السيادة والدفاع عن المواطنين وأرضهم".
وعن رفض قسم من اللبنانيين لتفرّد الحزب، قال: "هذا اسمه تخاذل وطني وليس رفض، المسألة ليست مزاجًا، بل مبادئ أساسية أولها السيادة وثانيها حماية المواطنين اللبنانيين".


ربط نزاع
بما أن لبنان لا يتحمّل "لو كنت أعلم" جديدة، سارعت كتلة المستقبل النيابية الى اعلان رفضها مصادرة قرار الحرب والسلم من يد الحكومة محذّرة في الوقت عينه من "نوايا العدو الاسرائيلي العدوانية"، لكن ما فائدة حوارها مع الحزب والامور الاستراتيجية خارج إطار البحث؟ هذا ما أجاب عنه عضو كتلتها النائب عمار حوري في اتصال مع "النهار" قائلاً: "منذ البداية قلنا ان هناك ربط نزاع تحت ثلاثة عناوين، الأول هو تورّط حزب الله في النزاع السوري، والثاني سلاح الداخل، أما العنوان الثالث فهو المحكمة الدولية ومتطلباتها، وقد دخلنا الحوار وحدّدناه بهدفين اولا تخفيض التوتّر المذهبي وما يعنيه من عناوين فرعية ومحاولة ايجاد خرق ما في موضوع رئاسة الجمهورية وليس رئيس الجمهورية، وبالتالي لا نستطيع القول في موضوع الحوار اما أن نتفق على كل شيء أو ألا نجري حوارًا، الحوار هو ثقافي، ورغم اختلافنا مع حزب الله في كثير من الأمور، إلا أن هذا الحوار يساهم في تخفيض التوتر في الداخل ويساهم في محاولة ايجاد حلول لهذه العنوانين".


مجرد أمنية
أمنية عضو "كتلة الكتائب اللبنانية النائب" إيلي ماروني لم تتحقّق، إذ قال لـ"النهار": "كنا نتمنّى بعد حصول الاعتداء الاسرائيلي في القنيطرة السورية أن يتمّ الردّ داخل الاراضي السورية، فالوضع الامني والسياسي والاجتماعي لم يعد يتحمّل أية مغامرة أو اعتداء". وذكّر بموقف "الكتائب" الدائم والثابت بوجوب أن يكون قرارا الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية، ولفت الى كون المرحلة مرحلة حوارات "نريد ان ينفتح حزب الله اكثر على الحوار خاصة بموضوع الاستراتيجية الدفاعية"، ولا يخشى ماروني من عملية عسكرية موسعة على لبنان كون "الاجواء الدولية والاقليمية لا تسمح بذلك".


كل الاحتمالات مفتوحة
ملتزماً بكلام رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي شرح موقفه من العملية في مؤتمر صحفي عقده في معراب، الذي أعلن فيه ان "ما جرى أظهر ان حزب الله يتوسّع أكثر فأكثر بمشاريعه الإقليمية ضد الدولة اللبنانية، ولا يحقّ توريط الشعب اللبناني في معركة مع إسرائيل بل هناك حكومة ومجلس نواب يقرّران هذا الموضوع"، أضاف النائب فادي كرم في اتصال مع "النهار" أن "كل الاحتمالات مفتوحة بعد عملية حزب الله، ومن الواضح أن الحزب أخذ القرار عن اللبنانيين بإدخالهم في حروب لا تنتهي".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم