الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

أوضاع مأسوية للاجئي الخيّم في عكار: نعيش رعب العاصفة

المصدر: "النهار"
عكار-ميشال حلاق
أوضاع مأسوية للاجئي الخيّم في عكار: نعيش رعب العاصفة
أوضاع مأسوية للاجئي الخيّم في عكار: نعيش رعب العاصفة
A+ A-

نعمة تساقط الامطار التي يرجوها كل الناس للتخفيف من حال الجفاف القائمة غالباً ما تتحول الى نقمة كبيرة تحل باللاجئين السوريين ساكني الخيم التي أنشئت بشكل عشوائي وارتجالي وفق مقتضيات الحاجة الماسة لاستيعاب وايواء الأعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين الذين تدفقوا الى لبنان ومحافظة عكار بشكل خاص، وهي بالغالب خيم لا تستوفي أي من شروط السكن الصحية والسلامة العامة .


ومع هطول الأمطار واشتداد الرياح في فصل الشتاء كما هي الحال اليوم، غالباً ما يبات ساكنو هذه الخيم في العراء بعد ان تشلع الريح أغطية خيمهم البلاستيكية وتدفع بمياه الأمطار وما تشكله من سيول الى داخلها لتغرق الأغطية والالبسة والبسط بشكل كامل، فتستحيل معها إمكانية السكن وسط البرد الشديد والعراء حيث أرض هذه الخيم ومحيطها يتحولان بسرعة فائقة الى بحيرات ما تسبب للعائلات السورية بحالة نزوح جديدة الى منازل لبنانيين قريبة من خيمهم او الى خيم تم إعدادها بشكل افضل وفي كلا الحالتين فان المأساة كبيرة وأوضاع اللاجئين الصحية لا سيما الأطفال والعجزة الى تدهور مستمر.


يقول أحمد وهو أب لخمسة أطفال بأن خيمته التي رفعها في العراء في خراج بلدة تل عباس الغربي لا يمكن أن تسمى مسكناً مع اقتراب فصل الشتاء حيث ان هذه الخيمة قد تداعت عند أول تباشير المطر الذي انهمر بغزارة وتسربت المياه الى ارضيتها واغرقت البسط والفرش والاغطية وملابس العائلة ليتحول داخل هذه الى بحيرة، بعد ان هجرها سكانها والتجأوا الى منازل بعض العائلات اللبنانية القريبة ريثما تجف أرض الخيم ".
ويضيف: "حتى ان الممرات الترابية بين الخيّم تحوّلت الى مجار أغرقت الاطفال بالوحول"، مطالباً باسم ساكني هذه الخيم الدولة اللبنانية والمؤسسات الدولية المانحة الاسراع بتأمين خيم بديلة ومتينة لايوائهم خلال فصل الشتاء والا فان اوضاعهم الصحية ستسوء أكثر خاصة وان ليس في مقدورهم تأمين بدلات إيجار المساكن المرتفعة جداً ان توفرت.


وفي مخيّم بلانة الحيصة في عكار، الوضع ليس أفضل وهو يلخص بالتالي معاناة أكثر من 150 مخيماً للاجئين السوريين في مجمل محافظة عكار التي يسكنُها حالياً ما يزيد على الـ 300 ألف لاجىء سوري .
وقد حمل أبناء هذه المخيمات المسؤولية للهيئات الاغاثية التي تغمض عيونها وتصم آذانها عن معاناتهم المتكررة كما حصل أمس مع هبوب الرياح العاتية التي مزقت الأغطية البلاستيكية والقماشية التي تغلف هذه الخيم .
رشا ابنة الـ 13 عاما تصرخ وهي تشير بإصبعها إلى أحوال الخيم المشلعة وتقول: "بالأمس وقبل أيام حين تساقطت الأمطار عشنا نفس حالة الرعب التي نعيشها اليوم مع قدوم العاصفة زينة، ولا ملجأ يأوينا ونحن عائلة مكونة من 7 اشخاص نسكن هذه الخيمة، وهكذا هي حال بقية العائلات في هذا المخيم الذي يتكوّن من نحو 150 خيمة ويسكنه في حدود الـ 700 شخص ولا من يسمع صراخنا واستغاثتنا".


أما فاطمة (50 عاماً) فتتساءل بحسرة عن سبب غياب المساعدات عن مخيمهم لتقول ان "مخيمنا بشكل خاص محروم من المساعدات. الطوفان دفع بالمياه إلى داخل الخيم، ومع ذلك نكاد نكون المخيم الوحيد الذي لم تقدم له الأمم المتحدة أي مساعدة".
وتضيف " بتنا نعيش من قلة الموت. نريد أي مساعدة من اي أحد. انظروا الى الأطفال كيف هم، إنظروا كيف هي حالهم. معظمهم يعاني من أمراض كثيرة ويشكون من البرد الشديد والإسهال والتقيؤ".
أما خالد (35 سنة) فقد وصف وضع المخيم بالمأساوي، قائلا: "لا يمكننا أن نبقى على هذه الحال، المياه بللت كل شيء، الفرش واللحف امتلأت بالمياه. ماذا يمكن أن نقول وكيف سنقضي أيامنا في خيم أرضها من طين وتراب. فليعبّدوا لنا الأرض لكي نستطيع الجلوس عليها. وبالإضافة إلى وضع الخيم المزري، لا حمامات لدينا، منذ نحو عامين لم تقدم لنا الأمم المتحدة أي شيء".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم