الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

أسوس هَرْدي من كردستان العراق \r\nحائز جائزة جبران تويني الدولية لحرية الصحافة في 2009

نمر جبر
أسوس هَرْدي من كردستان العراق \r\nحائز جائزة جبران تويني الدولية لحرية الصحافة في 2009
أسوس هَرْدي من كردستان العراق \r\nحائز جائزة جبران تويني الدولية لحرية الصحافة في 2009
A+ A-

أسوس هَرْدي (Asos HARDI) مدير شركة "Awene" للطباعة والنشر في كردستان العراق. نال شهرته من خلال عمله الصحافي المميز وقدراته القيادية البالغة المهنية والاحتراف في بلد يعاني صعوبات ومضايقات في مجال الحريات الإعلامية.


حياديته وموضوعيته في طرحه للمواضيع الحساسة والشائكة في بلد مثل العراق دفعتا بالصحيفة إلى مراتب متقدمة في الاستقلالية وحرية التعبير. "نريد ان تكون الصحيفة مستقلة، تعبر عن آراء كل شرائح المجتمع بحيادية وحرية، نريدها ان تكون مرآة للواقع. عملنا كفريق قوي ومتضامن سيساعدنا في تخطي العقبات وسيخفف صعوبة العلاقة مع القراء. لن يكون للصحيفة مالك واحد يسيطر عليها بل سيمتلكها العدد الاكبر من المساهمين لتحافظ على تنوعها وحرية حركتها". بهذه العبارات اختصر هردي خطة عمل فريقه الإعلامي في حفل إطلاق مولوده الجديد "ئاوينة".
لم ينكر أسوس هردي ان العمل الصحافي في إقليم كردستان العراق يتمتع بعوامل ايجابية تميزه عن باقي مناطق العراق "للإعلام الكردستاني تقاليد عريقة في مجال حقوق الإنسان والديموقراطية وحرية الرأي اكتسبها من خلال تواصله مع الثقافات الغربية"، معتبراً ان الوضع الأمني الهادئ يفسح في المجال أمام الصحافي للتعبير عن رأيه بحرية أوسع "فعدم الخوف من السلطة السياسية سمح بمعالجة عدد كبير من المواضيع الحساسة أبرزها الفساد في الدوائر الحكومية وانتهاك حقوق الإنسان".
يفاخر أسوس بالديموقراطية والعيش المشترك في كردستان "اللذين يميزان الإقليم عن الكثير من دول الجوار"، مؤكداً وجود قوانين ترعى العمل الصحافي وتمنع الشتائم والتطاول على كرامة الناس ونشر أخبار مغلوطة أو ملفقة، كما كشف قوانين جديدة أصدرها البرلمان عام 2008 تجيز للسلطة قفل الصحيفة ومنعها من الصدور. ويبدي قلقاً من تزايد عدد الصحافيين الذين يسجنون أو يحالون على المحاكمة بتهم التشهير "أظهر تحقيق أجرته لجنة حماية حقوق الصحافيين (Comité pour Protéger les (Journalistes (C.P.J) في كردستان ان السلطات تواجه ازدياد حرية الصحافة بمزيد من إجراءات الرقابة والقمع والضغط عبر توجيه أصابع الاتهام إلى كل من يجرؤ على انتقاد السلطات العليا في البلاد".
وعن علاقته بلبنان قال هَرْدي انه تعرّف إليه من خلال إطلاعه على الثقافة اللبنانية في سن مبكرة عبر والده الشاعر والكاتب احمد هَرْدي الذي تأثر بشعراء وكتاب لبنانيين وبخاصة شعراء المهجر "كانت مكتبته تعج بكتب ودواوين لكتاب وشعراء أمثال ميخائيل نعيمة وجبران خليل جبران وجبرا ابرهيم جبرا وغيرهم".
قرأ أسوس عددا من الروايات اللبنانية في بداياته مثل "الاجنحة المتكسرة" و"اليوم الأخير" و"الغربال" و"مرداد". فكبر إعجابه بالثقافة والأدب اللبنانيين ووجد أوجه شبه كثيرة بين الوضع السياسي والاجتماعي في لبنان والعراق "المجتمع اللبناني متعدد العرق والدين والثقافة كما هي الحال في العراق".
وعن علاقته بجبران تويني كشف أسوس ان كل اقليم كردستان كان يهتم بمتابعة الوضع اللبناني وخصوصاً الحوادث التي تلت اغتيال الرئيس رفيق الحريري "إسم جبران تويني كان من الأسماء التي ترددت كثيراً في مختلف الحوادث والاستحقاقات التي تلت اغتيال الحريري". ويؤكد أن جريمة اغتيال جبران دفعته للتعمق في مسيرة حياته ومواقفه السياسية "وجدته إنساناً آمن بالحرية وناضل من أجلها ولم يبخل بالتضحية بحياته في سبيلها، ومنذ ذلك التاريخ بدأت أتابع الصحف اللبنانية وغالباً ما كنت اطلع على جريدتي "النهار" و"المستقبل" عبر المواقع الإلكترونية".
وعن كيفية تبلغه خبر نيله الجائزة قال ان القيمين عليها ابلغوه منذ عام 2007 بأنه أحد المرشحين "هذه السنة لم أكن على علم بشيء بل كانت المفاجأة سارة جدا". ووصف شعوره "بمواقف في الحياة لا يمكن للانسان وصفها حين تمتزج الفرحة بالدمعة".
أما الرسالة التي يريد توجيهها الى زملائه في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط فهي "الايمان بحرية الصحافة واستقلاليتها والعمل المهني البعيد من الانتماءات الطائفية او السياسية لأنه من غير الممكن بناء مجتمع منفتح ونظام ديموقراطي في غياب الصحافة الحرة". واضاف ان "الحصول على جائزة لحرية الصحافة يجعل الانسان اكثر اصراراً في الدفاع عنها".


يطبع من صحيفة "ئاوينة" 17 ألف نسخة يومياً ويعمل في مكاتبها 40 موظفاً، ولها دور بارز في التواصل مع الأكراد المقيمين خارج البلاد عبر تنوع المواضيع التي تعالجها.


من هو أسوس أحمد هَرْدي؟


❐ ولد في 20/9/1963 في مدينة السليمانية.
❐ فُصل عام 1986 من المرحلة الأخيرة من قسم الميكانيك في كلية الهندسة لجامعة الموصل لرفضه الانضمام إلى "الجيش الشعبي" في زمن الرئيس صدام حسين.
❐ التحق عام 1987 بأحزاب المعارضة الكردية في جبال كردستان العراق.
❐ اكمل دراسته الجامعية في جامعة صلاح الدين في اربيل عام 1995 بعد انتفاضة عام 1991 وتحرير جزء كبير من اقليم كردستان من سلطة نظام الرئيس صدام حسين.
❐ عيّن عام 1995 مهندساً في مديرية الإعمار في مدينة السليمانية، وكانت مقالاته تنشر في الصحف الكردية ككاتب مستقل.
❐ صدرت له ترجمات لثلاثة كتب هي:
ثلاث وثلاثون طلقة، للباحث التركي الشهير اسماعيل بيشكجي والذي يتخصص في الشؤون الكردية (مترجم من التركية الى الكردية).
النظرية التركية للتأريخ والقضية الكردية، اسماعيل بيشكجي (مترجم من التركية الى الكردية).
ترجمة لمخطوطة فارسية قديمة، عن تأريخ احدى الامارات الكردية في ايران.


في إحدى مقابلاته مع نادي "فرونت لاين" اللندني (Front Line Club in London) عام 2005، ورداً على سؤال عما إذا كان يوجد في صحيفته خطوط حمر لا يمكنه تجاوزها، قال: "الخطوط الحمر موجودة في كل مكان حتى في الصحافة البريطانية، لكن الصحافي الجيد يعرف كيف يتجاوزها، إذ ثمة سبل لذلك دائماً".


فور تبلغه نبأ فوزه بجائزة جبران تويني 2009، بعث أسوس هَرْدي برسالة إلى رئيس مجلس إدارة الاتحاد العالمي للصحف تيموثي بالدينغ هذا نصها:


"عزيزي تيموثي بالدينغ
أنه لشرف كبير لي ان أحصل على هذه الجائزة التي اعتبرها جائزة لجميع الصحافيين في كردستان والعراق الذين يعملون في ظروف صعبة وبالغة التعقيد والحساسية دفاعاً عن حرية الصحافة. وأنا متأكد أن هذا التقدير سيدفعنا للتمسك بمعتقداتنا الصحافية التي نؤمن بها كما كان يؤمن بها جبران تويني.
شكراً لك وللإتحاد العالمي للصحف ولكل شخص يساند حرية التعبير وحرية الصحافة في منطقة الشرق الأوسط وشرق أفريقيا ويشجعهما".


أحيلت صحيفة "هاولاتي" على القضاء عام 2005 بتهمة نشرها أخباراً ملفقة، وصدر بحق رئيس تحريرها هَرْدي حكم قضائي بسجنه ستة أشهر مع غرامة مالية بقيمة 50 دولاراً اميركياً، ثم استبدل حكم السجن بتعهد الصحيفة عدم نشر أي أخبار مغلوطة لمدة ثلاث سنوات. لكن هَرْدي واصل نشر فضائح الفساد وسوء الإدارة في البلاد.


عام 2000 أسس مع زملائه أول جريدة مستقلة "هاولاتي" "Hawlati" (أي المواطن) في كردستان وشغل منصب رئيس تحريرها منذ صدورها في 5/11/2000 إلى 5/11/2005. وعام 2006 أسس الجريدة الثانية المستقلة "ئاوينة" (أي المرآة) "Awene" وشغل منصب رئيس تحريرها من تاريخ صدور عددها الاول في 3/1/2006 حتى 15/3/2007 حين أصبح مديرا لشركة "ئاوينة" للطباعة والنشر التي تصدر عنها، إلى جريدة "ئاوينة" السياسية، "ئاوينة سبورتس" المتخصصة في الاخبار الرياضية، ومجلة "ئاوينة كان" (أي المرايا) الشهرية التي تعالج مواضيع فنية وقضايا اجتماعية.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم