اشترِك في نشرتنا الإخبارية
رحلت ويدك مطبقة على الجذوع، لكن الرياح غافلتك وأخذتك خلف الغيوم القاتمة قبل أن تتمكن من إنجاز ما أردته من أجل شعبك. مبادئك كانت راسخة وصلبة كالصخر، وها أنت ترحل مراكماً خلفك ما يكفي من الزاد لمن أراد متابعة الطريق من أجل مجتمع أكثر عدالة وإنسانية، مجتمع ترفرف فيه الحريّة.
برحيلك يا جبران، فقد لبنان مناضلاً آمن بقدرة أبنائه وعطاءاتهم من دون النظر إلى الشكل والعرق أو الطائفة، فسعى إلى صناعة الإنسان لذاته، وسخّر حياته وعلمه لقضيّة حوّلها من أمل إلى عمل ومن حلم إلى حقيقة.
كيف يمكن أن ننساك وقد كنت أمير المنابر وصوت الحق المدوي الذي لا يزال يتردد صداه في ضمائرنا؟
لا نستطيع اختصار تاريخ حافل لقائد كان رمزاً للشجاعة والإقدام، لا يبالي بالصعوبات، ولا نستطيع إيفاءه حقه في سطور. فهو كل السطور. هو المحب للشباب والمربي جيلاً للمستقبل، هو نقمة على الأعداء والجبناء، ورسول من رسل الثورة لحرية لبنان واستقلاله، وهو كل العطاء والتمرّد على الواقع الفاسد والمؤمن بعدالة القضية وقدسيتها.
"نهاره" صحيفته قاعدة انطلاق وهو فيها العقل المفجر لطاقات الشباب والقائد الحاسم في الملمات. مضى بصوت مدوٍ في زحمة الحوادث الكبيرة، وبقي عنوانه الدائم هو الوطن كما أراد.
