الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

سيغريد كاغ على أرفع منصب دولي في لبنان سيدة التحديات تأتي إلى بلد "المكانة الخاصة"

نيويورك - علي بردى
سيغريد كاغ على أرفع منصب دولي في لبنان سيدة التحديات تأتي إلى بلد "المكانة الخاصة"
سيغريد كاغ على أرفع منصب دولي في لبنان سيدة التحديات تأتي إلى بلد "المكانة الخاصة"
A+ A-

ما كانت الديبلوماسية المرموقة سيغريد كاغ لتقبل تعيينها منسقة خاصة للأمم المتحدة في لبنان لولا إدراكها أنّها ستتمكن من التغلب على التحديات المصيرية التي يواجهها هذا البلد الصغير في منطقة تواجه تحولات كبرى.


تأخذ سيغريد كاغ مهمتها الجديدة في لبنان على محمل الجد البالغ. تضع هذا "البلد الرائع ذا التاريخ الغني" في "مكانة خاصة" رفيعة على رغم حبها للمنطقة بالإجمال. كيف لا وهي المتزوجة من المسؤول السابق في منظمة التحرير الفلسطينية أنيس القاق ولديها منه أربعة أولاد. غير أنها تدرك حجم الصعوبات التي واجهت سلفها المنتهية ولايته ديريك بلامبلي وكذلك من سبقه. تعرف عمق الخلافات والتباينات التي تشقّ اللبنانيين شقّاً وشقاء. لا تستعجل الآن أن تحدد كيف ستتعامل مع التفاصيل اللبنانية الدقيقة. ترد على السائل بابتسامة وأمل.
تدرك تماماً طبيعة التحديات التي يمكن أن تمثلها تباينات الطبقة السياسية اللبنانية. لكن بتعيينها، ينبغي للسياسيين اللبنانيين أيضاً من الآن وصاعداً أن يبدلوا فهمهم وربما علاقتهم مع ما تمثله المنظمة الدولية. سيتعاملون بدءاً من السنة المقبلة مع شخصية دولية من الطراز الأول ولكنها في الوقت ذاته "متجانسة" ثقافياً معهم. تفهم "عقليتهم" وصلاتهم. هي بذاتها تشكل تحدياً خاصاً لهم. كيف لا وهي تتكلم العربية بطلاقة، فضلاً عن لغتها الأم: الهولندية، الى الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية.
بهذا الروح تأخذ كاغ مهمتها الديبلوماسية الجديدة لترسم طريق النجاح لمهمتها. هذه كانت الأداة الأفعل في مهمتها الإستثنائية التي انتهت للتو باعتبارها المنسقة الخاصة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتدمير الترسانة السورية من الأسلحة المحرمة دولياً، وليس باعتبارها "امرأة حديد"، أو لأنها "أرجل من أي رجل" أو "أخت الرجال" كما كان يحلو لبعض المسؤولين السوريين إغراقها مدحاً على طريقتهم. في تلك الحال السورية، سيغريد كاغ كامرأة متمكنة من الوقوف على مرتبة واحدة حيث يقف الواثقون من الرجال والنساء على حد سواء، سجلت وثبة استثنائية للديبلوماسية الدولية التي عانت - ولا تزال تعاني - إخفاقات كبرى في تعاملها مع أكبر أزمة يواجهها العالم في القرن الحادي والعشرين. يؤمل في أن تقدم هذه المرأة ببراعتها المعهودة ما يستحقه لبنان، الذي حاول كثيرون سحقه، أو الحاقه.
سجلت كاغ، المولودة عام 1961، النجاح تلو النجاح في مهماتها الديبلوماسية التي بدأتها في الأمم المتحدة منذ عام 1994. ثم ارتقت المراتب لتصير المسؤولة الثانية لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فمديرة اقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في صندوق الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف". وقبل ذلك، تولت مناصب في وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم في الشرق الأدنى "الأونروا".
برعت في مهمتها "الكيميائية" السورية أخيراً، لأنها سيدة الوظائف المتعددة في كثير من الأحيان، وخصوصاً حيث يعجز الرجال.
لا تتهيب سيغريد كاغ هذه المهمة الجديدة. وهي عملت بصورة وثيقة مع مؤسسات أكاديمية وغير أكاديمية لبنانية أو تتخذ لبنان مقراً، ولا سيما في المسائل المتعلقة بالشباب وتحديات السياسة الإجتماعية في العالم العربي، وبالسياسة العامة والإبتكار. وهي تعمل مع الجامعة الأميركية في بيروت حالياً على دراسة في شأن مهمتها منسقة خاصة لإزالة الأسلحة الكيميائية السورية "كنموذج للتعددية التعاونية البناءة. وهذا مهم بصورة خاصة في الشرق الأوسط".
وأورد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون في بيان تعيينها أن كاغ "تتمتع بخبرة وفيرة في الشؤون السياسية والإنسانية والتنمية والسلك الديبلوماسي، بما في ذلك في الشرق الأوسط".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم