الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

مئات آلاف الشيعة يحيون عاشوراء في كربلاء موجّهين رسالة الى "داعش": نتحدّاكم

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

بدأ مئات الآلاف من الشيعة اليوم احياء ذكرى عاشوراء في مدينة كربلاء حيث مرقد الامام الحسين، وسط اجراءات امنية مشددة تتخذها السلطات العراقية تحسبا لاي هجمات قد ينفذها تنظيم "الدولة الاسلامية".


وتأتي الذكرى وسط تزايد خطر التنظيم المتطرف الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا. ونشرت السلطات العراقية عشرات الآلاف من قواتها التي وضعت في حال "انذار شديد"، للحؤول دون تكرار الهجمات التي استهدفت الشيعة خلال مراسم عاشوراء في الاعوام الماضية.


وغصت شوارع كربلاء بمئات الآلاف من الشيعة المتشحين باللون الاسود. واعرب مشاركون في المراسم عن "تحدي" تهديدات تنظيم "الدولة الاسلامية".


وقال سعد جبار (54 عاما): "احياء ذكرى استشهاد الامام الحسين هذه السنة له خصوصية ووقع خاص، كونها تمثل تحديا لداعش لانهم اعلنوا عداءهم وتهديداتهم بقتل المسلمين وتفجير المدن والمراقد المقدسة خصوصا الشيعية".


واضاف هذا الرجل الذي يرتدي عباءة تقليدية سوداء وهو قادم من محافظة ذي قار (جنوب): "نقول لهم "نتحداكم، فذكرى هذه السنة هي ذكرى التحدي".
وقال حاتم كاطع الجبوري (30 عاما) القادم من محافظة ديالى (شمال شرق بغداد) "لن نتوقف عن احياء ذكرى الامام الحسين مهما كانت الظروف التي نمر بها".


اضاف: "عصابات داعش تكمل ما كان يفعله نظام (الرئيس السابق) صدام (حسين) الذي كان يلاحقنا"، في اشارة الى منع شعائر احياء الذكرى.


وقامت مواكب لمئات الرجال يرتدون ملابس بيضاء بممارسة شعائر التطبير بحز رؤوسهم بالسيوف والحراب قبل الضرب عليها وسريان الدم منها. واحتشد حولهم آلاف الزوار عند مرقد الامام الحسين واخيه الامام العباس في شوارع المدينة القديمة في كربلاء.


كما احتشد الاف الزوار بلباسهم الاسود يستمعون من خلال مكبرات الصوت الى سيرة واقعة الطف حيث قتل جيش الخليفة الاموي يزيد بن معاوية الامام الحسين، ثالث الائمة لدى الشيعة الاثني عشرية، مع عدد من افراد عائلته في العام 680 ميلادية.


وقام البعض بلطم رؤوسهم وصدورهم، في حين كان آخرون يبكون تأثرا.


وقال محافظ كربلاء عقيل الطريحي: ان "حشودا من الاف الزوار وصلت من جميع المحافظات العراقية ومن دول عربية واجنبية الى مدينة كربلاء لاحياء ذكرى استشهاد الامام الحسين".


وتشمل الخطة الامنية نشر اكثر من 26 الف عنصر امن في كربلاء وعلى الطريق المؤدية اليها من بغداد، واستخدام سيارات مزودة بأجهزة لكشف المتفجرات وكلاب بوليسية لتفتيش السيارات عند مداخل المدينة.


واكد قائد عمليات الفرات الاوسط الفريق الركن عثمان الغانمي ان "قواتنا تفرض سيطرتها على مداخل ومخارج محافظة كربلاء وتنتشر في عموم مدينة كربلاء لتامين حماية الزوار"، مشيرا الى مشاركة مروحيات الجيش "في تأمين الجانب الغربي من كربلاء لتجنب حصول اي خرق امني" في اشارة الى حدود محافظة كربلاء مع محافظة الانبار (غرب) التي يسيطر تنظيم "الدولة الاسلامية" على غالبية اجزائها.


وفي مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية في شمال شرق بغداد، فرضت اجراءات امنية مشددة واغلقت الطرق الرئيسية، ورفعت الرايات الحسينية السوداء فوق غالبية المنازل وفي الشوارع.


وسارت مواكب التطبير في الشوارع بمشاركة مئات الاشخاص، بينهم اطفال، يرتدون ملابس بيضاء. واحتشد مئات الاشخاص في ملعب لكرة القدم، لمتابعة عرض يمثل واقعة الطف.


وغالبا ما تعرض الشيعة لهجمات دامية خلال محرم وذكرى عاشوراء. وقتل العشرات من الزوار العام الماضي بسلسلة تفجيرات غالبيتها انتحارية، استهدفت المواكب العاشورائية وخيم العزاء.


وفي حين تبقى غالبية هذه الهجمات من دون تبن رسمي، يعتقد ان معظمها، لا سيما الانتحارية منها، يقف خلفها عناصر متطرفون من تنظيم "الدولة الاسلامية".


ومنذ هجومه الكاسح في حزيران، يسيطر التنظيم على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه، ومناطق في شمال سوريا وشرقها. وتوعد التنظيم بمتابعة "الزحف" نحو بغداد وكربلاء.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم