الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

ألبير كامو "غريب" في الجزائر!

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

ولد في الشرق الجزائري وترعرع في احد الاحياء الشعبية في العاصمة الجزائرية، وتردد على شواطئ تيبازة، الا ان البير كامو يبقى غير معروف في صفوف الشباب الجزائري، وهو عاد الى الساحة الادبية من خلال رواية الكاتب كمال داود احد المرشحين هذه السنة لنيل جائزة غونكور في فرنسا.


وتسأل مجموعة من تلامذة مدرسة ثانوية في العاصمة لجزائرية ردا على سؤال حول الكاتب الفرنسي، بصوت واحد: "من هو بالتحديد؟ لم نسمع به قط".
ولم يقرأ احد من التلاميذ العشرة تقريبا في المجموعة ايا من كتب كامو وهو امر غير مفاجئ لان الشباب يقرأون القليل من الكتب او لا يقرأون بتاتا بموجب المنهج المدرسي في البلاد.


وفي الجزائر المستعمرة الفرنسية السابقة بين عامي 1830 و1962، يكاد الكاتب الكبير كامو يكون مغمورا في صفوف الاجيال الشابة، في حين ان اعماله لا تزال تثير الجدل في صفوف الاكبر سنا.


والدليل الى ذلك، نجاح كتاب "مورسو كونتر انكيت" رواية الصحافي الجزائري كمال داود التي صدرت بعد اكثر من سبعين عاما على كتاب "الغريب" لالبير كامو، والتي استبقيت بين الروايت الاربع الاخيرة المرشحة للفوز بجائزة غونغكور الادبية الفرنسية العريقة التي توزع في الخامس من تشرين الثاني. ويقلب الروائي الجزائري قصة "الغريب" التي تروي جريمة قتل عربي على يد فرنسي يدعى مورسو من دون سبب محدد، ليرويها من زاوية الطرف العربي.


وتقول ضاوية شوالحي، وهي مديرة مدرسة خاصة اطلعت على اعمال كامو في الجامعة فقط حيث درست الادب الفرنسي: "لم يدرس كامو ابدا في المدارس الجزائرية" لكنها تحرص على التوضيح ان "كتابا جزائريين كبارا مثل مولود فرعون لم يدرسوا منذ فترة طويلة كذلك".


ويقر احمد (22 عاما) الطالب في جامعة الجزائر "سمعت عن كامو"، من دون ان يكون اطلع على اي من كتبه.


وتوضح الطالبة ليلى "قرأت "الغريب" لاني وجدته في مكتبة العائلة"، مشيرة الى انها اشترت بعد ذلك "الطاعون" و"السقطة".


ويأتي ذلك مع ان جامعة الجزائر تقع بالقرب من المكتبة السابقة "لي فري ريشيس" التي اسسها ادمون شارلو ناشر كتب كامو وحيث كتب الروائي الفرنسي جزءا من "الغريب".


اما في اوساط الاكبر سنا، فتستند الآراء في شأن كامو الى المواقف التي اتخذها ازاء الاستقلال اكثر مما تستند الى براعته الادبية.


ويعتبر ابرهيم وهو مدرس رياضيات متقاعد ان كامو الكاتب "رائع"، لكن كامو الرجل ليس بهذه الروعة.


وقال مقران المتقاعد انها خسارة كبيرة ان يكون قد توفي في السادسة والاربعين، "اذ كان من الممكن ان يتغير".


فالبير كامو، فضل بحسب مقران، "وطنه الام على الجزائر" التي لم يكن يريد لها الاستقلال.


وكان كامو يطالب بمساواة بين حقوق الاقلية الاوروبية وحقوق الاكثرية المؤلفة من السكان الاصليين.


وكتبت كريستيان شوليه عاشور التي تحاضر في الادب في العاصمتين الجزائرية والفرنسية ان "ربط اسم كامو بمسقط رأسه لا يمر مرور الكرام، ووفاته لم تخفف الا قليلا من الجدل القائم. وعلاقة كامو "المواطن" بالجزائر، اكانت خاضعة للاستعمار او مستقلة" لا تزال تثير ضجة كبيرة.


وفي العام 2010، عاد الجدل القائم حول كامو الى الواجهة عندما نجح بعض الموقعين على عريضة نشرت في بعض الصحف في منع وصول قافلة البير كامو الى العاصمة الجزائرية. وكان المركز الثقافي الجزائري في باريس قد اطلق هذه المبادرة بادارة الكاتب ياسمينة خضرا.


واعتبر اصحاب هذه العريضة ان تلك المبادرة تحيي الخطاب الاستعماري وان هدفها يتخطى الاغراض الادبية ليخدم مصالح مجموعات الضغط لمصلحة الاستعمار الجديد التي تحن الى الجزائر الفرنسية.


ويبدو ان هذا الجدل اثار نوعا من الفضول اعطى زخما جديدا لاعمال كامو، على ما قال بوسعد عوضي صاحب مكتبة في الجزائر العاصمة وهو يدل بفخر على مجموعة روايات الكاتب.


ويختم عوضي: "قبل اقل من سنتين، كنا نواجه صعوبات في ايجاد كتب لكامو لانها لم تكن تطبع الا في الخارج. وكان الجدل القائم حول القافلة لمصلحته في نهاية المطاف".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم