الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

"والي دمشق" في "داعش" يتدخل في قضية العسكريين... وأبو مالك غادر نحو القلمون؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
A+ A-

معروف أن عدداً من العسكريين محتجز لدى "جبهة النصرة" في القلمون، بقيادة أميرها هناك "أبو مالك الشامي"، لكن التساؤلات كانت تدور حول هوية قيادة الجهة الخاطفة الثانية، المتمثلة بـ"الدولة الاسلامية"، وبحسب مصادر لبنانية متابعة لملف المفاوضات فإن المجموعة التي خطفت العسكريين لدى "داعش"، تتبع قائد لواء فجر الاسلام ومبايع "والي حمص" في "الدولة الاسلامية" عماد جمعة (الموقوف لدى الدولة اللبنانية)، وذلك بقيادة نائب جمعة المدعو أبو طلال، وعند عودة المجموعة ومعها العسكريون إلى القلمون، اتصل أمير "داعشي" بأبي طلال وطلب منه تسليم العسكريين إلى "والي دمشق" المسؤول أيضاً عن "قاطع" القلمون.


وفق المصادر، نفذ أبو طلال أمر الأمير، أما "والي دمشق" فكلفَ بدوره المجموعة التي تتبعه في القلمون استلام العسكريين والاحتفاظ بهم، وهي مجموعة كان يقودها ابو حسن الفلسطيني لكن بعد مقتله في معارك عرسال، وبسبب غياب أمير بديل منه، تم تكليف المسؤول الشرعي امساك زمام الامور ويدعى ابو عبد السلام السوري، فيما ترك الوالي لأبي طلال مهمة التفاوض. وترجح المصادر أن يكون السوري قد أخذ القرار بذبح الجنديين عباس مدلج وعلي السيد.


قصة التعهد


ووفق تحليل المصادر ومتابعتها، فإن "داعش" متوقف عن اصدار البيانات "ربما لأنه يشعر براحة تجاه المفاوضات التي يبدو أنها اخذت طريق الجدية والايجابية"، وتصريحات وزراء في الحكومة اللبنانية تثبت ذلك، اضافة إلى الخرق الذي أحدثه "داعش" بالسماح للعسكريين ابرهيم مغيط ومحمد يوسف بالاتصال بعائلاتهما.


كشف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوف في مقابلة تلفزيونية أن الموفد القطري بدأ مرحلته الاولى في التفاوض مع الجهة المتمثلة بـ"الدولة الاسلامية" وليس "النصرة"، ويأتي ذلك بعد نفي الأخيرة أن تكون تعهدت لأي جهة بالحفاظ على حياة العسكريين، كرد على ما نقل عن الموفد القطري حصوله على تعهد بعدم قتل أي عسكري، فضلاً عن اعلان "علماء القلمون" خلال اجتماع مع علماء عرسال حصولهم على تعهد بالحفاظ على حياة العسكريين، فهل خرجت "النصرة" عن المسار بعد مغادرة أبي مالك؟


تلفت المصادر إلى أن "علماء القلمون الذين هم عبارة عن مشايخ وسطيين يقطنون مع عائلاتهم في عرسال ومنهم في المخيمات، حصلوا فقط على تعهد من "الدولة الاسلامية" عبر شيخ لبناني ولم يحصلوا عليه من "النصرة"، وترجح أن يعود السبب إلى صعوبة الوصول إلى أبي مالك الشامي "الذي ترك الجرود وبات في عمق القلمون لقيادة المعارك هناك".


فهل أصبحنا أمام قيادة جديدة في "النصرة"؟ تجيب المصادر: "نخشى أن يكون قد استلم الملف القائد العسكري لـ"النصرة" في القلمون ويدعى الأحوازي، فمعروف أنه دموي وعنيف"، مرجحة أن "تكون عملية قتل الجندي محمود حمية قد تمت في غياب أبي مالك، لأن علماء القلمون وعندما التقوا أبي مالك سابقاً أعطاهم الضمانة بالحفاظ على حياة الجميع".


يقود الموفد القطري خط التفاوض الوحيد، بعدما انسحبت "هيئة العلماء المسلمين" من العملية. وفي شكل عام يسيطر الجو الايجابي على سير المفاوضات، خصوصاً بعد تصريحات المسؤولين الاخيرة أكان باعلان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله الموافقة على التفاوض أو دعوة النائب وليد جنبلاط إلى المقايضة التي وافق عليها المشنوق لكن وفق "القوانين المرعية الاجراء"، وبحسب المصادر "كان داعش قد ارسل في السابق لائحة بـ 45 سجيناً بينهم جمعة ونعيم عباس ودفتردار لمبادلتهم بالعسكريين"، ماذا عن "النصرة"؟ تجيب: "المشكلة أن الجهات الخاطفة "كل يوم بعقل" ومن الواضح أن مرور الوقت رفع حجم المطالب".


الطريق من الجرود نحو عرسال أغلقت، وبات الامداد شبه مقطوع عن هؤلاء، واقترب فصل الشتاء، فهل تبدأ معركة جديدة بحثاً عن "الطعام والدفء" أم سيسبق ذلك الافراج عن العسكريين خصوصاً أن قائد الجيش جان قهوجي وبخلاف عادته أطل عبر الاعلام وتوقع حصول معركة جديدة في جرود عرسال، فضلاً عن توجيه الانظار إلى طرابلس بكشفه عن ملاحقة "خلية ارهابية"؟


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم