الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

أوباما يعيد أميركا الى المواجهة بـ"لغة القوة"

المصدر: النهار
نيويورك - علي بردى:
A+ A-

وضع الرئيس الأميركي باراك أوباما أسس استراتيجية جديدة وشاملة وحاسمة للتعامل مع القضايا الرئيسية التي تهدد الشرق الأوسط بصورة مباشرة ويمكن أن تكون لها تداعيات وأخطار على السلم والأمن الدوليين، مؤكداً أن "لغة القوة" وحدها ستستخدم لدحر "الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش" وغيره من الجماعات الإرهابية التي تعتنق مذهب "القاعدة". وطالب العالم بأسره الى الإنضمام الى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة "لاجتثاث هذا السرطان"، رافضاً أن يكون الإرهابيون ممثلين للإسلام أو المسلمين.


وافتتح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون الإجتماعات الرفيعة للدورة السنوية التاسعة والستين للجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك. ويحضر هذه الدورة نحو 140 من رؤساء الدول والحكومات والمسؤولين الرفيعي المستوى من الدول الـ193 الأعضاء، فضلاً عن ممثلي المنظمات الدولية والهيئات الإقتصادية والمالية والإجتماعية والإنسانية والمجتمع المدني عبر العالم.


وبعد كلمة لرئيس الدورة الراهنة سام كوتيسا، عرض بان لأهم القضايا والتطورات التي تشغل العالم، قائلاً إن السنة الماضية "كانت مروعة لمبادىء ميثاق الأمم المتحدة، من القنابل البراميل الى قطع الرؤوس، من التجويع المتعمد للمدنيين الى الهجوم على المستشفيات". وأشار الى أن "ملاجىء الأمم المتحدة وقوافل الإغاثة وحقوق الإنسان وسيادة القانون "تعرضت لاعتداءات". وأكد أنه "بعد المأساة الأخيرة في غزة، يبدو أن الإستقطاب بين الفلسطينيين والإسرائيليين أكبر من أي وقت مضى"، محذراً من أنه "إذا لم ننقذ حلّ الدولتين، سنبقى في وضع يتسم بالأعمال العدائية الدائمة". وكذلك حذر من الأعمال الوحشية التي ترتكب في سوريا والعراق يومياً ومن امتداد آثارها في أرجاء المنطقة، وقال: "كما قال الزعماء المسلمون باستمرار بأنحاء العالم، فإن تلك الجماعات الإرهابية التي تنشر الدمار في المنطقة لا تمت للإسلام بصلة"، مشدداً على أن "تلك الجماعات المتطرفة تعد تهديداً واضحاً للسلم والأمن الدوليين ويتعين أن تواجهه استجابة دولية متعددة البعد. نحن بحاجة إلى العمل لوقف الجرائم الفظيعة، وإلى مناقشة صريحة حول عوامل نشوء التهديد في المقام الأول".


وفي خطاب شامل حاول فيه رد الإنتقادات في شأن تراجع الولايات المتحدة وانكفائها عن دورها القيادي عالمياً، حض الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه الزعماء الحاضرين على الإلتفاف حول نظام دولي موحد، محذراً من أن "هناك اضطراباً واسعاً" بسبب الأزمات العالمية التي تستوجب عناية عاجلة. وقال إن "ثمة الكثير مما يجب القيام به لمعالجة اختبارات هذه اللحظة"، مشيراً الى الإنتشار الوبائي لفيروس مرض "أيبولا"، وما سماه "العدوان" الروسي على الأراضي الأوكرانية، وخطر "الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش" في الشرق الأوسط. وقال: "وصلنا سوية الى تقاطعات طرق بين الحرب والسلم، بين الفوضى والتكامل، بين الخوف والأمل". وشدد على أن الولايات المتحدة لن تكون قط في حال حرب مع الإسلام، رافضاً أي اقتراح عن صراع الحضارات، ومعتبراً أن "الاعتقاد بحرب دينية دائمة هو الملجأ المضلل للمتطرفين الذين لا يستطيعون بناء أو ايجاد أي شيء، وبالتالي ينشرون فقط التعصب والكراهية. ودعا العالم – وبخاصة المجتمعات الإسلامية - الى ورفض فكر "القاعدة" و"داعش" بصراحة وقوة، وأن الأخيرة "يجب أن تدحر وأن تدمر، خاصة في ظل الرعب الذي تنشره في العراق وسوريا، والاغتصاب الذي تستعمله كسلاح حرب ضد أمهات وأخوات وبنات، وإطلاق النار على الأطفال الأبرياء، وإلقاء الجثث في مقابر جماعية، وتجويع الأقليات الدينية حتى الموت، بالإضافة الى أبشع الجرائم التي يمكن تخيلها، وهي قطع الرؤوس ونشر أشرطة الفيديو عن فظائعها لصدمِ ضمير العالم". وقال: "لا يمكن أن يكون هناك منطق أو تفاوض مع هذا النوع من البشر.


اللغة الوحيدة التي يفهمها قتلة من هذا النوع هي لغة القوة. لذلك فإن الولايات المتحدة ستعمل مع تحالف واسع لتفكيك شبكة الموت هذه". غير أنه أكد أنه "يمكن عكس هذا التيار"، مشيراً الى "الحكومة الجامعة الجديدة في بغداد، رئيس وزراء عراقي جديد يرحب به الجيران، فصائل لبنانية ترفض أولئك الذين يحاولون إشعال حرب. هذه خطوات يجب أن تتبع بهدنة أوسع. ولا مكان أكثر إلحاحاً من سوريا". وأعلن أن "أميركا تدرب وتجهز المعارضة السورية لتواجه بكفاءة الإرهابيين من داعش والوحشية من نظام الأسد".


وتحدث أيضاً عن أهمية القيادة في معالجة الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قائلا إنه "بقدر ما يبدو المشهد قاتماً إلا أن أميركا لن تتخلى قط عن السعي لتحقيق السلام". وأكد أن "الوضع القائم في الضفة الغربية وقطاع غزة غير قابل للاستمرار. لا يمكننا الابتعاد عن هذا الجهد - ليس عندما تطلق الصواريخ على الإسرائيليين الأبرياء، أو عندما تسلب منا حياة الكثيرين من الأطفال الفلسطينيين في غزة. لطالما أنا الرئيس، سندافع عن المبدأ القائل بأن الإسرائيليين والفلسطينيين والمنطقة والعالم سيكونون أكثر عدلاً في ظل دولتين تعيشان جنباً الى جنب، في سلام وأمن".
وحاول أوباما إعادة الثقة بالقيادة الأميركية للعالم على رغم أن "منتقدي أميركا سيستعجلون الإشارة الى الاوقات التي أخفقنا فيها نحن أيضاً في الوفاء بمثلنا، والى أن اميركا لديها الكثير من المشاكل الداخلية. وهذا صحيح".


وأعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن بلاده ستمضي في محاربة "داعش"، على رغم إعدام المسلحين في الجزائر رهينة فرنسية. وقال: "لن نرضخ لابتزاز الإرهابيين"، مضيفاً: "نعيش في فرنسا لحظة حزينة ولحظة تحمل للمسؤولية". واعتبر أن "داعش يهدد العالم بأسره"، مؤكداً أن "القوة هي السبيل الوحيد لوقف إرهاب" هذا التنظيم. وكرر دعم فرنسا "المعارضة السورية الديموقراطية كممثل شرعي وحيد للشعب السوري"، قائلاً: "لن نغير ذلك، ولن نقدم على أي مساومة، لأن نظام بشار الاسد يشكل تهديداً". وأضاف أن هذا النظام "ينبغي أيضاً أن يدان لأنه متورط في ما يحصل على مدى السنوات القليلة الماضية".


ودعا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني المجتمع الدولي الى تقديم كل أوجه المساعدات الإنسانية للشعب السوري داخل سوريا وفي أماكن اللجوء، مجدداً مطالبة مجلس الأمن بـ"تحمل كل مسؤوليته القانونية والإنسانية على وجه السرعة في دعم الشعب السوري ضد خطر إرهاب النظام وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها وخطر القوى الإرهابية". وحيا صمود مقاومة الشعب الفلسطيني في غزة في مواجهة الاحتلال والإصرار على استعادة كل حقوقه المشروعة، مشيرا إلى أن اسرائيل عليها أن تعي أن أمن شعبها لن يتحقق إلا بالسلام وأن الاحتلال مصيره إلى زوال.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن شعب مصر صنع التاريخ مرتين خلال الأعوام القليلة الماضية الأولى "عندما ثار ضد الفساد وسلطة الفرد وطالب بحقه في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية"، والثانية "عندما تمسك بهويته وتحصن بوطنيته وثار ضد الإقصاء رافضاً الرضوخ لطغيان فئة باسم الدين وتفضيل مصالحها الضيقة على مصالح الشعب". وأكد أن "مصر الجديدة هي دولة تحترم الحقوق والحريات وتؤدي الواجبات وتضمن العيش المشترك لمواطنيها من دون إقصاء أو تمييز".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم