الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

أسر العسكريين المخطوفين توحدها المصيبة... "ارجعوا لنا أولادنا"

المصدر: بعلبك – "النهار"
وسام اسماعيل
A+ A-

تلوح سميرة كنعان، والدة المخطوف علي قاسم علي (27 سنة) من بلدة الخريبة البقاعية، بيديها، تارة تشير الى حمزة، حفيدها الوحيد ابن السنتين، نجل المخطوف، وتارة تشير الى صور ابنها وهو يداعب الطفل، وأخرى يبدو فيها بملابسه العسكرية.
تجتاحها الذكريات وتمسح دموعها التي تغدرها شوقاً لرؤية ابنها الغائب. والحسرة كبيرة في قلبها لأن علي لم يظهر في الشريط الذي كشفته الجهة الخاطفة الى جانب الـ 24 محتجزاً من العسكريين، لذلك يعتريها القلق على وضع ابنها.
كل ما تعرفه العائلة عن مصير علي هو تلك الصورة الشمسية التي عرضتها إحدى وسائل الإعلام، الى صور أخرى من أصدقائه. فليس باليد حيلة، فالأخبار التي ترد الأسرة تقتصر على ما تقدمه وسائل الإعلام، ومع كل خبرية، تتجدد حرقة القلب، فالخبر السار لم يرد حتى الآن.
تتواصل العائلة بشكل شبه يومي مع عائلات المخطوفين الآخرين الذين جمعتهم مصيبة واحدة، وتحاول البحث عن أي خبر أو مؤشر تبعث الأمل في النفوس. وينتهي التواصل المباشر او عبر الهاتف بعبارة "ان شاء الله خيراً" في انتظار نبأ تحريرهم.
ترفض الأسر الحديث عن مخطوف واحد، فـ"الجميع أولادنا"، ويجب أن يكون مصيرهم واحداً، فيعودوا الى منازلهم وعائلاتهم سالمين.
الحاج قاسم، والد المخطوف، لا يزال متماسكاً، وقلبه القلق كان خضع لعمليات عدة. قال لـ "النهار": "لا نريد أقوالاً، نريد أفعالاً، ومهما كان الثمن، يجب أن تُلاحق قضية أولادنا حتى عودتهم سالمين، وللإعلام دوره المهم في هذه القضية". وناشد المسؤولين كافة، والدول جميعها، المساعدة في انتهاء هذه الأزمة الإنسانية، ولأهالي عرسال حصة في مناشدته، إذ توجه إليهم بالقول :"لا تبخلوا في مساعدتنا، فمصائبنا واحدة".
تقطع الوالدة حديث زوجها وتخاطب الخاطفين وتقول :"إن كنتم مسلمين، فبحق الإسلام، ولوجه الله، ارجعوا لنا أولادنا. وللمسؤولون أقول، باسم الاديان كلها، كونوا مسؤولون ولا تبخلوا في المساعدة".
وعلي كان ملتحقاً في خدمته في اللواء الثامن في محلة مركز الحصن في عرسال، وهي النقطة التي كانت تعرضت للهجوم الأول من المسلحين في الثاني من آب، وكان خلالها على تواصل دائم مع العائلة عبر الهاتف. وفي اللحظات الأخيرة أبلغ شقيقه الأصغر فارس علي كلماته الاخيرة قبل فقدان الاتصال معه عند الساعة السادسة والنصف مساء، قال له إن "أكثر من مئتي مسلح يهاجمون المركز وبدأوا تطويقنا وصاروا على مسافة امتار من مركزنا. عائلتي أمانة بين أيديكم". وكان طلقات الرصاص الغزيرة تسمع خلال الاتصال، الى ان قال له :"خلص لهون وبس، انتبه لحالك".
وعلى مسافة أمتار، وفي بلدة حورتعلا حيث منزل المخطوف العريف في الجيش اللبناني علي زيد المصري (31 سنة)، وهو أب لخمسة أولاد الطفل عباس (سنة)، حسين (3 سنوات) حنين (5 سنوان) وبنين و زيد ( 7 سنوات)، تتجمع العائلة داخل المنزل وتواصل اتصالاتها لمعرفة مصير ابنها.
زوجة المخطوف زهراء تحتضن أولادها الخمس، عاجزة امام أسئلتهم. وأشد العبارات قسوة هو تساؤل :"وين البابا". وتحاول والدته ليلى التخفيف من روع الزوجة، ألا ان ملامحها لا تخفي ألمها لفراقه. وتقول :"نريد ان نظهر اقوياء، ولا بد من تقبلنا للواقع، وتدعو لنا بالقول، الله يحميكن يا ابني".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم