الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

اتجار بطفل مشلول تحت شمس حارقة!

المصدر: "النهار"
A+ A-

كم يجب على قلوبنا ان تكون قاسية وغير مبالية حتى نعبر يومياً فوق البشر الأحياء- الأموات. ليست ظاهرة المتسولين بالجديدة، ولا شك انها اتسعت مع موجة اللجوء السوري غير المسبوقة سيّما من المناطق المحرومة والفقيرة في الارياف السورية. ولا يبدو ان الحلول الامنية للظاهرة تنفع، مع تمدد رقعة المتسولين يومياً، وعدم ايلاء الجهات الداعمة لغوث اللاجئين الاهمية اللازمة لهذا الملف .


المشكلة انه يُراد لنا بحكم الامر الواقع ان نتطبع مع مشاهد انسانية مأساوية في شارعنا. يُراد لنا ان نعبر كل يوم من دون مبالاة بالقرب من طفل مريض مشلول يتم وضعه على الكرسي المتحرك تحت شمس حارقة وطوال النهار، ليسهّل مهمة التسول لسيّدتين تتبادلان الأدوار، أو دوامات العمل، فواحدة تقف بالقرب من الكرسي المتحرك للمريض البريء في الفترة الصباحية، وأخرى بعد الظهر.


ومن خلال مراقبة مهمة التسول التي تتخذ منذ اسابيع من مثلث خلدة مكانا" لها، تسهل ملاحظة ان "غلة" آخر النهار كبيرة، بحيث وفي مدة ربع ساعة تمكنت المتسولة من جمع نحو 10 آلاف ليرة.


ومع الاقتراب من المتسولة وملاحظتها الكاميرا، أظهرت عدائية كبيرة رافضة الحديث بشكل مطلق. طبعاً، كيف لها ان تتحدث عن جريمتها الفظيعة في حق هذا الطفل الذي يكاد يفارق الحياة. وهنا يبرز السؤال، عن دور الامن، فكيف له ان يترك جريمة اتجار بالبشر تمارس امامه عيونه، والا يجب ان يتحرك ويضع هاتين السيدتين ومن ورائهما في السجن، اليس هناك جمعيات تهتم باغاثة اللاجئين وتتقاضى اموالا كثيرة من مموليها، الا يمكنهم ان يجدوا مكانا يأوي هذا البريء، الا يمكنهم ان يعالجوه الآن ومن دون تأخير!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم