الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

صاحب "الأمير الصغير" في ذكراه السبعين

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

في مثل هذه الايام من العام 1944، انطلق الكاتب والطيار الفرنسي انطوان سانت اكزوبيري صاحب رواية "الامير الصغير" المشهورة عالميا، في رحلته الاخيرة على متن طائرته، اذ سقطت الطائرة في ظروف ظلت غامضة لوقت طويل.


ففي 31 تموز من العام 1944، انطلق سانت اكزوبيري من قاعدة بورغو العسكرية الفرنسية في مهمة استطلاعية، لكنه لم يعد الى القاعدة قط.
وقبل الانطلاق في الرحلة القاتلة تلك، كتب سانت اكزوبيري: "اذا سقطت طائرتي فلن اكون نادما على شيء". واطلقت هذه العبارات تكهنات لا حدود لها عن اسباب اختفاء طائرته، قبل ان يتبين ان مقاتلة المانية اسقطت طائرته.
واعلنت فرنسا وفاته رسميا، لكن ظروف اختفائه ظلت غامضة وشكلت لغزا اثار تكهنات عدة، الى ان عثر صياد على بقايا حطام لطائرة في العام 1998 قبالة سواحل مرسيليا. وبعد عامين، اثبت غطاسون ان الحطام هو لطائرة من الطراز الذي كان يقوده سانت اكزوبيري.
ودارت الشبهات حول مسؤولية سلاح الجو الالماني عن اسقاط الطائرة، اذ عثر ايضا في محيط المكان على حطام طائرة المانية.
وفي العام 2008 كشف امر هذا اللغز، اذ ظهر طيار الماني متقاعد ليقول: "اوقفوا البحث. من أسقط طائرة سانت اكزوبيري هو انا"، ويدعى هذا الطيار هورست ريبرت، وقد توفي بعد الادلاء بشاهدته بمدة.
وروى الطيار الالماني انه اثناء عودته الى قاعدته، ابصر طائرة استطلاع فرنسة من طراز "لايتنبنغ بي 38" تحلق في اتجاه مرسيليا.
وقال "لم ار الطيار، لكني علمت بعد ذلك ان الطائرة التي اسقطتها كان يقودها سانت اكزوبيري".
واضاف متأثرا مما فعل "كنت أتمنى الا يكون هو. فقد نشأنا كلنا على قراءة كتبه".
لكن سؤالا بقي مدة طويلة يبحث عن جواب، ماذا كان يفعل سانت اكزوبيري بطائرته قبالة سواحل مرسيليا علما ان مهمته الاستطلاعية كانت الى منطقة سافوي.
ويقول البعض ان الطيار والكاتب الفرنسي لم يتمكن من تنفيذ مهمته بسبب سوء الاحوال الجوية فقرر ان يحلق بين تولون ومرسيليا لالتقاط صور كانت ستكون مهمة للجيش الفرنسي لو نجح في التقاطها والعودة سالما، وهو قرر ان يخاطر في سبيل ذلك، اذ ان تلك المنطقة كانت تخضع لرقابة مشددة من سلاح الجو الالماني.
والتقط سلاح الاشارة الاميركي رسالة بعثها الطيار الالماني يفيد بها قيادته باسقاط الطائرة الفرنسية، لكن تلك الرسالة لم تنقل من الاميركيين الى حلفائهم الفرنسيين بسبب صعوبة التواصل جراء اختلاف اللغة.
في العام 2004، نقلت اجزاء من طائرة سانت اكزوبيري الى متحف الطيران والفضاء في بورغيه.
وفي 31 تموز من كل عام، تحتفل مدينة كاسيس بذكرى "الكاتب الكبير" الذي "قتل في سبيل بلده"، وما زال افكاره تلهم الاسئلة الكبرى المطروحة في عصرنا الحديث، في مختلف انحاء العالم.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم