الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

قهوتكم الصباحية وسهراتكم قريباً في وسط البحر!

المصدر: "النهار"
رين بو موسى
A+ A-

جزيرة اصطناعية ستبحر من طرابلس لترسو قبالة خليج جونية في عمق البحر الأبيض المتوسط. كما ستبحر الى أي مكان في البحر! تعرفوا على تلك الجزيرة الاصطناعية، أحد أهم الانجازات اللبنانية التي ابتكرها وينفذها اللبناني عبدالله ضو. سنة 2015 سيفاجأ اللبنانيون بانجاز دُرس على مدى سنوات كثيرة في حين كان البعض يعمل على تدمير لبنان. في العام 1982، راودت ضو الفكرة وكان يحلم ببناء جزيرة اصطناعية تبحر من مكان الى آخر وترسو كالسفن في وسط البحار، والحلم يتحول اليوم حقيقة!


تخيّلوا... جزيرة قبالة جونية تبحرون اليها، للتبضع، أو تناول القهوة الصباحية أو الغداء أو عشاء رومنسي في وسط البحر الأبيض المتوسط من دون تكبد عناء تأشيرات الدخول. كل ذلك سيحدث في العام 2015 !


15 سنة من الأبحاث المكثفة أجراها عبدالله ضو، الشاب المتحمس، بمبادرة فردية.
اذا فاللبنانيون على موعد مع افتتاح أول جزيرة اصطناعية "صنعت في لبنان"، تنطلق السنة المقبلة من شواطئ طرابلس لترسو أمام خليج جونية. حقق ضو انجازا على صعيد الهندسة البحرية، فخيال ذلك الشاب الطموح ورؤيته المستقبلية وايمانه بابحاثه، دفعته لاكمال هذه المسيرة الصعبة وبناء الجزيرة الاصطناعية الأولى عالمياً.
بعد 15 سنة بدأت الفكرة تتبلور في رأس ضو، وفي العام 1997، بدأ ببناء مجسم الجزيرة النموذجي في منطقة الشحار الغربي في البني، لينتهي بعد 385 يوماً من التعب والجهد، والتمويل الخاص.


تجربة النموذج كانت اللحظة الفاصلة له، وهي تكللت بنجاح باهر تخطى توقعاته. ولكن لبناء الجزيرة واطلاقها في البحر، كان ضو يحتاج موافقة هيئة ملاحة بحرية: سافر الى فرنسا في شباط 2005 وقدم خرائط المشروع الى هيئة الملاحة الدولية في فرنسا "Bureau Veritas" ونال الموافقة بعد اجتماع دام نحو ثماني ساعات.


هندسة بحرية


عملية بناء الجزيرة، المصنوعة من مادتي الحديد و"الفيبر غلاس"، مستمرة على قدم وساق. أكثرمن 300 شخص يعملون على تصنيع وتركيب وتجميع الجزيرة. تجرى عملية التصنيع في ثلاثة مواقع: ففي قبرشمون وحارة صخر في جونية تصنع قطع الجزيرة، أما في طرابلس فيتم جمعها على أن تنتهي الأعمال في العام 2015.
تتميّز الجزيرة الاصطناعية بخصائص السفن العادية، فهي تنتقل في البحار والمحيطات من مكان الى آخر، وتمكن الاقامة في الجزيرة الاصطناعية والتعامل معها على أساس أنها سطح جزيرة طبيعية.
لا يحلم عبدالله ببناء هذه الجزيرة فقط بل يطمح الى تاسيس مشروع هندسة بحرية انطلاقا من لبنان من حيث بدأت الحضارة الفينيقية التي اشتهرت بالملاحة البحرية في العالم. ويؤكد ضو لـ"النهار" ان هذا المشروع سيفتح آفاقا لمستقبل مزدهر للهندسة البحرية في العالم.


تموّل المشروع شركة "جزيرة جونية العائمة" التي يمتلكها ضو بالشراكة مع السعودي طلال علي الشاعر، أما عملية التنفيذ تبقى ضمن اطار عمل شركة "Beirut International".
يقول ضو ان الجزيرة كان من المفترض أن ترى النور قبل سنوات، وهنا يشير الى عوائق كثيرة واجهت عملية البناء من جانب الدولة اللبنانية: الانطلاقة الأولى حددت في العام 2007، من ثم 2009، و2011، أما اليوم يجزم ضو أن "المعطيات التي تمتلكها الشركة تؤكد أن عملية اطلاق الجزيرة الاصطناعية ستكون في مطلع العام 2015".


اهمية المشروع



ولم يتوقف ضو عند العوائق التي واجهته، "المعوقات كانت كثيرة بسبب جهل البعض وسوء النية"، مؤكداً أن "لا معركة مع الحالة في البلد اي "تركيبة لبنان".. فالقليل من الصبر من ذوي العقول الراجحة والطموحة تدفع الوطن نحو الأمام.. ونحن قررنا ان لا نتأثر بهذا الجو السلبي ومضينا في عملنا".
رغم مأساوية الوضع الذي يعيشه لبنان، يصمم عبدالله على بناء الجزيرة الاصطناعية "لبنان بلدي مني مستأجرو مش رح تمرق مرحلة فيها شوية زعران يخلوني غير اعتباراتي .. هيدا البلد للأوادم". وأشار الى أن "اهمية المشروع انه اول تطبيق عملي في أكبر خرق علمي في الهندسة البحرية يحدث في لبنان... فلبنان ليس كما يصور في وسائل الاعلام المتمثل بـ"أبو رصاصة" و"أبو عنتر".
تتضمن الجزيرة منتجعا سياحيا كاملا لكل فئات المجتمع، "في إمكان الزائر أن يشرب قهوته اليومية مقابل مبلغ زهيد أو أن يتناول العشاء بمبلغ أكبر". تبلغ مساحة المتن الرئيسي للجزيرة الاصطناعية نحو 3600 متر مربع، أما مساحة مجموع المباني تبلغ نحو 13 ألف متر مربع". وسيستمتع الزائرون بالفنادق والملاهي الليلية والمطاعم والمقاهي التي ستملأ الجزيرة العائمة.  


[[video source=youtube id=IWRSJO45sOA]]


 [email protected]


Twitter: ReineBMoussa


 


 


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم