الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

الرجل حين يسأل المرآة: من الأجمل؟

ليال كيوان بو عجرم
A+ A-

يقول محمد "إن الرجل لا يحتاج الى إضافات متعددة كي يبرز جماله، من ثياب أو مجوهرات أو حرير أو مساحيق أو غير ذلك، لكن لا ضير إذا أجرى عملية تجميل في وضع معين". أما رافي فيقول، "من منا لا يحافظ على جماله؟ ففي هذا الزمن، الشكل الخارجي مهم جداً سواء للمرأة أو الرجل، ولكن اهتمام الرجل بشكله يريد به جذب النساء بالتأكيد وأنا مع عمليات التجميل الضرورية منها طبعاً. ومن الطبيعي أن يحافظ الرجل على وسامته ومظهره وصحته، وهذا حق مشروع ومع هذا فالرجل يبقى رجلاً والمرأة تبقى امرأة. وأنا أزور الصالونات للقيام بـ "مانيكور" و"بيديكور".


كيف يهتم الرجل بمظهره الخارجي؟
من المتعارف عليه أن المرأة هي الأكثر اهتماماً بمظهرها الخارجي وأناقتها، لكن هذا الحديث كان في الماضي البعيد، أما اليوم فقد أصبح الرجل منافساً قوياً وشرساً في هذا المجال، فدخل الى عالم الأناقة وبدأ يواكب آخر صيحات الموضة من بابها العريض ليكون النجم في كل المناسبات، فيتماشى على وقع الموضة من دون أن يستغني عن الكلاسيكية، فيحدث ثورة جمالية في عالمه الرجولي. وأصبح الإهتمام بالجمال مشتركاً بين المرأة والرجل في عالم الأناقة والجمال، بحيث أصبحنا نرى لجوء بعض الشباب الى صالونات التجميل بغية العناية بالبشرة والبنية الجسدية، فيقوم بتقليم أظافره وتنظيف بشرته كما حاجبيه وإزالة الشعر الزائد من جسده. كما يلجأ بعضهم أيضاً الى العيادات التجميلية لإجراء عمليات كفيلة بأن تظهرهم بصورة أجمل وأكثر إشراقاً.
ولم يعد الرجل يُهمل مظهره ويغضّ النظر عن الاهتمام ببشرته وكل متطلبات الجاذبية، بل أصبح يخصّص جزءاً من حياته اليومية لممارسة بعض النشاطات الرياضية ولمعالجة المشكلات الجلدية أو التخلص من الوزن الزائد والعناية بالأظافر والشعر. إذاً أصبح الرجل يهتم أكثر فأكثر بأن يظهر بأناقة وجاذبية لا تخلوان من السحر والتكامل الفيزيولوجي. ويؤدي المظهر دوراً كبيراً في جذب النظر وإعطاء صورة مميّزة لصاحبه حتى أنه في بعض الأحيان يفتح بعض الأبواب في وجهه. ومع ثورة الموضة في عصرنا هذا، وفي ظلّ الخيارات الواسعة أمام الرجل، أصبحت المهمة صعبة عليه لا سيما ان الموضة لا يُمكن أن تُتبع عشوائياُ وإنما اختيارها بإتقان وأن يكون لكل مناسبة سحرها الخاص. فعلى الرجل أن يعرف كيفية اختيار كل ما يحتاج اليه بما يتناسب مع شخصيته وتكوين جسمه، لذا عليه الإنتباه في اختياراته لكي لا يقع في فخّ الأخطاء الشائعة لا سيما في ما يتعلّق بتنسيق الثياب ومستلزماتها.
ووسط هذا الكم من المتطلبات لمواكبة العصر، تعددت مشكلات الرجل اليوم فهي لم تعد محصورة في الوزن الزائد او معالجة حب الشباب، بل أصبحت هناك مشكلات أكثر إزعاجاً وشيوعاً كتساقط الشعر الناتج من أسباب عدة أبرزها وراثية أو نوعية المأكولات أو ظروف الحياة وتأثيرها في الحياة النفسية له. هذه المشكلة تؤثر نفسياً وجسدياً على حياة الرجل، لذا ومع تطور العلاجات لم يعد هناك شيء مستحيل، بحيث يمكن التخلّص من تساقط الشعر من خلال تقنية الليزر التي تعمل على زراعة الشعر من دون اللجوء الى الجراحة.


عمليات التجميل بين الرجال!
يؤكد الاختصاصي في الجراحة التجميلية الدكتور عدنان فراجي "أن الأعوام الأخيرة شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة الرجال الذين يجرون عمليات التجميل". وأضاف أنه حتى سنوات قليلة خلت "كانت النسبة الكاسحة من عمليات التجميل التي تجرى من نصيب النساء، وكانت نسبة الرجال لا تزيد عن 10 في المئة أو 15 في المئة من مجمل العمليات. لكن في الآونة الأخيرة شهدت عيادات التجميل ازدياداً مطرداً من جانب الرجال، وأستطيع أن أؤكد أن نسبتهم من مجمل عمليات التجميل التي تجرى تصل إلى 30 في المئة". ويعتقد فراجي أن هذا الارتفاع يرجع إلى أسباب عدة، "بالإضافة إلى العمليات الضرورية التي تتطلب تدخل جرّاح التجميل لعلاج بعض العيوب او التشوّهات، أدى التطور الكبير الذي طرأ على جراحة التجميل في الأعوام الأخيرة دفع الرجال الى الإقبال عليها خصوصاً كبار السن، من دون خوف أو تردد مثل السابق. كما زاد إقبال الشباب صغار السن على عمليات التجميل بسبب اطلاعهم على أخبار عالم التجميل في وسائل الإعلام والحوار المفتوح بينهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتأثرهم بثقافة الجمال أو التجميل السائدة في مثل هذه الوسائل، كل ذلك ساهم في زيادة نسبة إقبال الرجال على عمليات التجميل".
وبحسب فراجي، تكمن أكثر عمليات التجميل شيوعاً عند الرجل في "شفط الدهون ليبرز في إطلالة ساحرة وأنيقة، لذلك نرى معظم الرجال يلجأون الى الرياضة كوسيلة أوّلية للمحافظة على الجسم المثالي وشدّ العضلات لتفادي أي ترهل. ولم يعد مفهوم "البوتوكس" يعني النساء فقط وإنما أصبح يطاول الرجال أيضاً، فتشكل تلك الحقن العلاج الأفضل لإخفاء التجاعيد تحت العينين والجبين".


ماذا يقول علم النفس؟
يستهل الاختصاصي في علم النفس الاجتماعي الدكتور كمال بطرس كلامه بالقول إنه "لا شك في أن هناك ثورة من نوع آخر تشمل اليوم الرجال ليصبح مفهوم الإهتمام بالجمال لا يقتصر على النساء فقط. ففي الاعوام الأخيرة تعرفت النساء كما الرجال الى صرعة التغيير وحب العناية بجمالهم، وذلك بفضل النضوج والوعي التام لمتطلّبات الجمال وحسن الإختيار. لذلك لم يعد اهتمام الرجل بمظهره أمراً غير مالوف بل أصبحنا في عصر يولي فيه الرجال أهمية كبرى لمظهرهم ويعملون جاهدين على علاج كل المشكلات التي تعترض جمالهم، ليكون اليوم شريكاً مع المرأة في كل المجالات حتى في عمليات التجميل". لكن في المقابل، يشير بطرس الى المبالغة والإفراط في الاعتناء بالمظهر والشكل من الرجال، ففي يعض الحالات يصل الأمر الى حالة مرضيّة تسيطر على صاحبها، "ويشير علم النفس الى التوهّم المرضي، وهو ظاهرة نفسية فيها يتوهّم بعض الرجال أنهم في حاجة إلى عملية تجميل رغم عدم الحاجة فعلياً إليها، وعندها تكون الرغبة في التجميل ناجمة عن شعور بالنقص وهذا يُفسّر على أنه نوع من أنواع حب الظهور ولفت الانتباه نتيجة شعور بالنقص في الذات، الأمر الذي يجعل الفرد يبحث عن فعل أي شيء للبروز أمام الآخرين". واستثنى بطرس من ذلك ما يجري لمعالجة عيب خلقي أو تشوّه، مؤكداً أن الخلل النفسي يكمن في البحث عن عمليات بهدف التجمّل وتغيير الشكل ولفت الانتباه. ويقول "إن ثمة اختلافاً كبيراً بين المرأة والرجل من الناحية النفسية، خصوصاً أن النساء يرغبن في الظهور بصورة جميلة إما لأزواجهن أو بين المجتمعات النسائية، ولكن اهتمام الرجال المفرط بعمليات التجميل ناجم عن شعور بالنقص".
كذلك يلفت الى أن بعض الرجال يعانون من التوهم المرضي، "فمثلاً قد يعاني الرجل من فقدان الشهية العصبي بحيث يتوهم أنه يعاني من الوزن الزائد رغم أن الحقيقة غير ذلك تماماً، فيلجأ إلى جرّاح التجميل لعمل جراحة لشفط الدهون من أجل التخلص من الوزن الزائد رغم أنه ليس في حاجة إلى هذه العملية. هذا التوهّم من الممكن أن يكون السبب في لجوء البعض إلى عمليات تجميل ليس بحاجة اليها، فقد يشعر أن أنفه كبير أو أن التجاعيد تغزو وجهه رغم أن أحداً لم يلفت نظره الى ذلك، ولا توجد حاجة الى ذلك في الواقع".


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم