الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

"داعش" يدعو إلى الزحف على بغداد وكربلاء الأكراد في كركوك وواشنطن تدرس "كل الخيارات"

المصدر: العواصم الأخرى – الوكالات
بغداد - فاضل النشمي نيويورك - علي بردى
A+ A-

حافظ مقاتلو تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) في العراق على المناطق التي سيطروا عليها فباتوا على مسافة اقل من 100 كيلومتر من العاصمة، وقت أعلنت واشنطن أنها تدرس "كل الخيارات" لمساعدة بغداد التي ابدت انفتاحا على غارات جوية اميركية. وفي خضم التطورات الامنية المتسارعة في هذا البلد، فرضت قوات البشمركة الكردية في خطوة تاريخية وللمرة الاولى سيطرتها الكاملة على مدينة كركوك المتنازع عليها بين العرب والاكراد من أجل حمايتها من أي هجوم محتمل، في تحرك لم يتضح ما اذا كان جرى بالتنسيق مع بغداد. وصرّح الرئيس الايراني حسن روحاني بأن ايران "ستكافح عنف وارهاب" المتمردين الجهاديين، من غير ان يذكر التحركات التي يمكن أن تقوم بها ايران لدعم بغداد. واوقفت طهران رحلات الطائرات المدنية الايرانية الى العراق وعززت الاجراءات الامنية على الحدود مع هذا البلد. ودعا الناطق باسم "داعش" ابو محمد العدناني عناصر التنظيم الى مواصلة الزحف نحو بغداد وكربلاء والنجف.


وفي وقت متقدم امس، تمكنت مجموعات من "داعش" من السيطرة على ناحيتي السعدية وجلولاء الرئيسيتين في محافظة ديالى العراقية. واوضحت مصادر عسكرية وأمنية ان المسلحين دخلوا الناحيتين المتنازع عليهما بين العرب والاكراد والواقعتين شمال بعقوبة على مسافة 60 كيلومترا شمال شرق بغداد وبسطوا سيطرتهم عليهما بعدما انسحبت منهما قوات الجيش والشرطة.
وتسود العاصمة العراقية منذ يومين اجواء من التوتر والترقب، وسط حال من الصدمة والذهول من جراء الانهيار السريع للقوات الحكومية في محافظتي نينوى وصلاح الدين، حيث بدت شوارع العاصمة اقل ازدحاما مما تكون عادة، بينما فضل بعض أصحاب المحال البقاء في منازلهم.
وأبلغت مصادر داخل مدينة الموصل التي سيطرت عليها "داعش" الثلثاء "النهار" ان الجماعات المسلحة دعت في بيان وزعته في المدينة جميع الموظفين الى العودة الى ممارسة مهماتهم الوظيفية. كما دعت رجال شرطة المرور وحماية المنشآت الى مزاولة عملهم، بملابس مدنية ومن دون حمل السلاح.
وأشارت الى ان اعداداً من عناصر "داعش" قامت بحملة واسعة لإزاحة حواجز الكونكريت والاسلاك الشائكة من الطرق، في مسعى لتعزيز شعور الثقة بها لدى المواطنين على ما يبدو، كما قامت بعرض عسكري كبير داخل المدينة.
وقالت مصادر مجلس النواب ان رئيس المجلس اسامة النجيفي قرر تأجيل الجلسة الطارئة التي كان مقرراً عقدها امس إلى إشعار آخر لعدم اكتمال النصاب. وافادت ان 128 نائباً فقط من مجموع 225 حضروا الجلسة. وعزت عدم إكتمال النصاب القانوني إلى غياب نواب ائتلاف "متحدون" بزعامة النجيفي.


الموقف الاميركي
وتحدث مسؤول غربي عن استبعاد واشنطن ارسال جنود الى العراق، لكن بغداد ابلغتها رسمياً انها منفتحة على فكرة غارات جوية لصد الهجوم الجهادي على اراضيها.
وقال الرئيس الاميركي باراك أوباما إن فريقه للأمن القومي يدرس "كل الخيارات" في ما يتعلق بالعراق، موضحاً ان "الرهان هنا هو ضمان عدم استقرار الاسلاميين المتطرفين بصفة دائمة في العراق أو في سوريا أيضاً".
وأعلن البيت الأبيض أن نائب الرئيس جو بايدن أبلغ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال اتصال هاتفي أن الولايات المتحدة مستعدة لتكثيف الدعم الأمني والتعاون مع العراق والتعجيل فيهما.
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن واشنطن قلقة من أعمال العنف في العراق وإن أوباما مستعد لاتخاذ "قرارات مهمة بسرعة" لمساعدة الحكومة العراقية في التصدي لأعمال العنف المسلحة المتزايدة التي يقوم بها متشددون.
وأعربت الولايات المتحدة عن خيبة أملها من رد القوات العراقية على التقدم السريع للمتشددين. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية جين بساكي: "إن أحداث الأيام الاخيرة نذير خطر... ثمة خلل هيكلي واضح ونحن محبطون من الخطوات التي اتخذها عدد من قوى الأمن".
وطالب الامين العام لحلف شمال الاطلسي أندرس فوغ راسموسن "بالافراج فوراً" عن نحو 50 تركياً محتجزين في القنصلية التركية في الموصل واستبعد تدخلا للحلف في العراق.


مجلس الامن
وأجمع أعضاء مجلس الأمن أمس على دعم الحكومة العراقية في مواجهتها "داعش"، داعين الى تسوية الأزمة السياسية في البلاد من طريق "حوار جامع". وعقد مجلس الأمن جلسة مشاورات استمع خلالها عبر دائرة تلفزيونية مغلقة الى إفادة من رئيس مهمة الأمم المتحدة للمساعدة في العراق “يونامي” الممثل الخاص للأمين العام بان كي - مون لدى بغداد نيكولاي ملادينوف، الذي شرح التطورات الأخيرة، وأبرزها سيطرة “داعش” على عدد من المدن ومنها الموصل.
وعقب الجلسة، قال رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري المندوب الروسي الدائم لدى المنظمة الدولية السفير فيتالي تشوركين لرجال الصحافة: "أعرب أعضاء مجلس الأمن بالإجماع عن دعمهم لحكومة العراق وشعبه في حربهما على الإرهاب"، مشددين على أن "كل الأعمال يجب أن تتم في الإطار الدستوري وتمتثل للقانون الإنساني الدولي ومعايير حقوق الإنسان". ونددوا "بشدة بكل الأعمال الإرهابية والمتطرفة أياً تكن دوافعها"، مؤكدين"الحاجة الى إجراء حوار وطني جامع".
ورداً على سؤال، نقل عن ملادينوف أن "بغداد محصنة جيداً ولا خوف عليها" من "داعش".
كذلك، عبر بان كي -مون عن "صدمته" من خبر خطف القنصل العام لتركيا وعدد من الديبلوماسيين العاملين في مدينة الموصل.ونقل عنه الناطق بإسمه ستيفان دوجاريك تنديده بـ"الهجمات الإرهابية" في محافظات الأنبار وبغداد وديالى ونينوى وصلاح الدين.
وأصدرت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة سامانتا باور بياناً قالت فيه إن الولايات المتحدة “تندد بشدة”بالهجمات الأخيرة التي شنتها “داعش”، معبرة عندعم بلادها للشعب العراقي والحكومة العراقية في حربها على الإرهاب.


فابيوس
وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس "إن تقدم الدولة الإسلامية في العراق والشام يعرض للخطر وحدة العراق وسيادته... إنه يمثل تهديدا خطيرا لاستقرار المنطقة". واضاف: "يتحتم على المجتمع الدولي مواجهة الوضع".


لافروف
¶ في موسكو، أبدى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس قلقه من التطورات الأخيرة في العراق، واصفاً إياها بأنها فشل تام للمغامرة التي قامت بها الولايات المتحدة وبريطانيا وخرجت من نطاق السيطرة.
وقال إن موسكو تتضامن مع حكومة العراق وشعبه اللذين يتوجب عليهما استعادة السلام والأمن في البلاد، "لكن أعمال شركائنا تثير كما كبيرا من الأسئلة". وأضاف: "أصبحت وحدة العراق موضع شك، فقد انتشر فيه الإرهاب، لأن قوات الاحتلال لم تعر أي اهتمام للعمليات السياسية الداخلية ولم تساعد الحوار الوطني واهتمت بمصالحها فقط". ولاحظ أن انسحاب القوات الأميركية من العراق جرى لأسباب سياسية وقت لم تكن القوات العراقية جاهزة لضمان سيادة القانون والنظام في جميع أراضي البلاد".
واتصل لافروف هاتفياً بنظيره السوري وليد المعلم وبحث معه في التطورات الأخيرة في سوريا والعراق.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم