الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

هل يتأقلم الموارنة مع الفراغ الرئاسي؟

بيار عطاالله
A+ A-

الاسوأ في ما يجري حالياً سواء على صعيد سلسلة الرتب والرواتب ام التعيينات وملف الجامعة اللبنانية وموظفي الادارة العامة هو عنوان "التأقلم مع الفراغ عملانياً بحيث يصبح انتخاب رئيس للجمهورية هو من باب لزوم ما لا يلزم".


هذا الكلام كان ولا يزال عنوان المداولات التي يجريها "عقلاء" الموارنة فيما بينهم، على ما تقول اوساط متابعة لما يجري في جولة وفد الشخصيات والهيئات المارونية على القيادات التي اتفقت على ان لا تتفق على ما يبدو، وأتى الكلام الاخير لرئيس تكتل "التغيير والاصلاح" عن الامن والتحذير من اهتزاز الاستقرار ليضع المزيد من علامات الاستفهام حول خلط اوراق ما، يجري التحضير له تمهيداً للدخول في تسويات سياسية معينة تفضي الى انتخاب رئيس للجمهورية، وذلك في استعادة لأحداث السابع من ايار والتي أدت الى انتخاب قائد الجيش انذاك ميشال سليمان رئيساً للجمهورية.
الخشية في الاساس لدى الاوساط المسيحية والمارونية "العاقلة" من الدخول في فراغ مزمن يضرب كل مقومات الميثاقية والحياة الديموقراطية في لبنان ومعها ما تبقى من التوازن الدقيق بين الطوائف. والاخطر وسط كل هذا المشهد ان احداً لا يود الدخول في لحظة تأسيسية ولا الدفع باتجاهها سوى طرف واحد "معتّلم" رغم نفي ذلك تكراراً، لكن الوقائع المتراكمة على الارض تشير الى نقيض ذلك. والانكى في كلام الاوساط ما ينقل عن السفراء الاجانب وتشديدهم على أهمية الاستقرار في حين أنهم يتجاهلون من يهدد الاستقرار ومن يمتلك السلاح والقدرة على استخدامه في ظروف محددة معروف وقادر ولا يحتاج الى موافقة الديبلوماسيين وارائهم عند شروعه في تنفيذ مخططاته.
وتعقب الاوساط على ما يجري بأن نموذج الاستقرار المطلوب اعتماده لا يشي ابداً باحترام الميثاقية، واذا كان مثال استبدال حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بحكومة الرئيس تمام سلام التي يراد منها "ان تؤمن الاستقرار بالمعايير الديبلوماسية"، الا ان هذا الامر وفي معايير المسيحيين وكل الغيارى على الصيغة والميثاقية والعيش المشترك لا يعني الا معادلة واحدة: "أننا ربحنا الحكومة وخسرنا رئاسة الجمهورية بما تمثله من موقع متقدم للمسيحيين وضمانة لهم في السلطة الاجرائية".
ينتظر البعض عودة البطريرك الراعي من الاراضي المقدسة، لكي يشرعوا في صفحة جديدة من المداولات، لكن الواضح ان لا شيء جدياً حتى الساعة بين الزعماء الموارنة الاربعة وخطوط الاتصالات تكاد تكون شبه مقطوعة باستثناء التواصل بين الرئيس أمين الجميل الطامح الى الرئاسة من دون أن يعلن ذلك والعماد ميشال عون الذي يبحث عن الدعم لحملته الانتخابية الرئاسية وأصبحت مواقفه معروفة لجهة المطالبة باختياره رئيساً توافقياً. وفي حين تؤكد اوساط قريبة من الجميل الانفتاح على كل الطروحات والتواصل مع العماد عون لتأمين انتخاب رئيس، الا أنها تؤكد على استبعاد مقولة "انا او لا أحد" في حراك الجميل الانتخابي الذي وأن كان يحبذ ان يحمل مشروع الرئاسة الاولى ورؤيته لها الى قصر بعبدا الا انه مع حل "يحفظ الشراكة والحياة الديموقراطية بعيداً عن الصفقات والتسويات المشبوهة اياً كان الرئيس".
مسألة اخرى تثير الهواجس وتتصل بالدعوات التي اخذت تنطلق مطالبة باجراء الانتخابات النيابية قبل الانتخابات الرئاسية، مع ما يعنيه ذلك من اطلاق عجلة التشريع في المجلس النيابي على غاربه والهاء اللبنانيين عن الموضع الرئيس المتمثل في مهمة انتخاب رئيس للجمهورية من جدول أعمال المجلس لتصبح امراً ثانوياً، وذلك في اطار المضي في استهداف موقع المسيحيين الاول في الجمهورية. وسلم الاولويات يجب ان يبدأ حسب الاوساط بانتخاب الرئيس لتبدأ بعدها مقاربة الملفات الواحدة تلو الاخرى وما سوى ذلك ليس "الدوران في دوامة الفراغ الى ما لا نهاية".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم