"حزب الله" وشعار الدولة المدنية: ضرب الثوار وتحصيل قانون انتخاب

لعلّ من سخرية القدر أن يتزامن رفع شعار الدولة المدنية من المحور الدائر في فلك "حزب الله" مع واقعة اقتحام ساحة الشهداء على مشارف إضاءة شمعة مئوية لبنان الكبير، بعدما اعتدى شبان ساروا في مواكب دراجات نارية على المنصة التي أعدتها مجموعات من المجتمع المدني تحضيراً لمؤتمر صحافي كان من المقرر أن يعقد مساء الثلاثين من آب الماضي. وأقدم المقتحمون على رمي عدد من أجهزة الصوتيات أرضاً وعملوا على تكسير المقتنيات وعاثوا خراباً في الممتلكات الخاصة واعتدوا فجأة بالضرب على شباب الانتفاضة. طبعاً، ليس من المستغرب في استعادة تفاصيل هذه الواقعة المتكرّرة فصولها من اعتداءات مناصري "حزب الله" المنهجية على المنتفضين منذ بزوغ انتفاضة السابع عشر من تشرين الأول الفائت، التأكيد أن المناصرين وحزبهم يحتكمون الى منطق الخداع والمناورة حين ينادون بالدولة المدنية؛ فكيف للمطالب بدولة مدنية الاعتداء على رمز الدولة المدنية المتجسد بشباب المجتمع المدني؟ وليس المقصود في استعادة تفاصيل هذه الواقعة، "تكبير الحجر" وتوقّع كفّ المعتدين عن تبني شعارات لا تمت إلى حقيقة أعمالهم بصلة، باعتبار أن كثراً اعتادوا في دولة المزرعة على تبني الخطابات والشعارات الرنانة الخاوية من المضمون؛ لكن كان بالحريّ أن يحتكم هؤلاء - حفظاً...