السبت - 04 أيار 2024

إعلان

التوجه شرقاً والدولة العميقة

الدكتور رامي عوده
Bookmark
التوجه شرقاً والدولة العميقة
التوجه شرقاً والدولة العميقة
A+ A-
إنها الإشكالية البنيوية وأزمة الهوية مجدداً في هذا اللبنان الكبير الذي نحتفل بمئويته هذا العام. ولو عرف الجنرال غورو عند إعلان لبنان الكبير أنَّ صنيعه سيكون عصيّاً على التطور السياسي، وأن روح الكيان الميثاقية ستصبح عقدة العقد ومتلازمة مَرضيّة لكل محاولة فتح كوة في جدار الكهف السياسي اللبناني، لكان، وبنِيّة غير استعمارية، وضع آلية دستورية لتطوير النظام. طبعاً من الطوباوية الطلب من الانتداب أن ينوب عن النخب الفكرية والسياسية الإصلاحية آنذاك حيث تشكلت "الدولة العميقة" للكيان الذي بنيت له بنى فوقية وتحتية لم تصل إلى صخرة التأسيس الميثولوجية المفترضة للفينيقيين الأوائل .لقد ولّدت الدولة العميقة، المتمثلة بتحالف البورجوازية المسيحية والإسلامية، فضلاً عن مزيج تكتلات ومصالح مصرفية ونخب ذات ثقافة غربية، لبناناً ذا وجه غربي، فرنكوفوني، مرسِّخة مركزية الغرب ومرجعيته. وجاء ميثاق 43 تتويجاً للبنان غربي، وميثاقاً لدولة عميقة جمعت النخبتين الإسلامية والمسيحية حول عُرف تقاسم السلطة والمحاصصة ضمن توليفة دستورية بنكهة فرنسية لـ"لبنان غربي" لم تستطع شبه الثورات والعواصف السياسية تغيير بوصلته السياسية والثقافية والاقتصادية. وأنشأ تحالف المصارف والنخبة السياسية والفكرية الدولة العميقة التي تغذت من مناهج معرفية وعلوم مصرفية وثقافة اقتصادية غربية (فرنكوفونية وأنغلو- سكسونية) رفدتها...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم