الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

إنجاز مرحلة الترميم الأولى لمقرّ فوج الإطفاء في بيروت... ووقفة تكريميّة صيداويّة للشهداء (صور)

احمد منتش
إنجاز مرحلة الترميم الأولى لمقرّ فوج الإطفاء في بيروت... ووقفة تكريميّة صيداويّة للشهداء (صور)
إنجاز مرحلة الترميم الأولى لمقرّ فوج الإطفاء في بيروت... ووقفة تكريميّة صيداويّة للشهداء (صور)
A+ A-

النخوة الصيداوية التي ظهرت بعد دقائق معدودة على الانفجار الكبير الذي دمر مرفأ بيروت وأحياء سكنية وتجارية كبيرة في العاصمة بيروت، والتي تجلّت في توجه كل فرق الإسعاف والإنقاذ والإطفاء إلى المنطقة المنكوبة وساهمت بفاعلية في إسعاف الجرحى ورفع الأنقاض والبحث عن جثامين الضحايا، لا تزال تتواصل يومياً على غير مستوى وصعيد، من خلال تواجد متطوعي تجمع المؤسسات الأهلية في #صيدا وجمعية التنمية للإنسان والبيئة وبالتعاون والشراكة مع بلدية صيدا ودعم مادي من جمعيات ومؤسسات محلية وأجنبية وخصوصاً من جمعية النجدة الشعبية الفرنسية، وأثمرت حتى الآن عن إرسال ثلاث قوافل من المساعدات الاستهلاكية والغذائية ولوازم التنظيف فضلاً عن أعمال رفع الأنقاض والتنظيف وتركيب العديد من الأبواب والنوافذ.

وفي مناسبة إنجاز أعمال الترميم الأولية لمقر فوج إطفاء بيروت المركزي وإنارة الساحة بالطاقة الشمسية، أقيمت في باحة المقر وقفة تكريمية للشهداء العشرة الذين سقطوا في الانفجار من عناصر الفوج أمام النصب التذكاري لشهداء الفوج شارك فيه محافظ بيروت مروان عبود ورئيس بلدية بيروت جمال عيتاني، ورئيس بلدية صيدا محمد السعودي، وقائد فوج إطفاء بيروت العقيد الركن نبيل خنكرلي، ورئيس تجمع المؤسسات الأهلية في صيدا ماجد حمتو، ورئيس جمعية التنمية للإنسان والبيئة فضل الله حسونة، وممثلون عن جمعية النجدة الشعبية الفرنسية، وجمع من المتطوعين من أبناء وأهالي صيدا.

بداية مع النشيد الوطني ونشيد الفوج والوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، ثمّ رحّب رئيس شعبة العلاقات العامة في الفوج الملازم أول علي نجم بالحضور، تلاه خنكرلي، مشيراً إلى أنّ "عناصر الإطفاء هم جنود مجهولون من جنود هذا الوطن الذين يعملون بصمت وإخلاص من أجل حماية الممتلكات والأرواح والأرزاق وهم فخورون بعملهم لدرجة الشهادة".

وأضاف: "مسيرتنا طويلة وشاقة، وأمامنا الكثير من الجهد والعمل لكن عزائمنا لن تهون مهما قست الظروف واشتدت المصاعب. نحن رجال الإطفاء علمتنا الحياة أن قلب مدينتنا هو المحبة وطرقها التسامح والعفو، وأن نعطي ولا ننتظر الرد على العطاء، هذه هي صفات عناصر الفوج.

ثم تحدث عيتاني وقال: "ضيفنا الغالي الرئيس محمد السعودي لم يفاجئنا بما يقوم به، ولكنه يجعلنا نعدّ العدة كي نكافئه بالأفراح في صيدا"، وترحّم على شهداء فوج الإطفاء متوجهاً إليهم: "قلوبنا معكم. صحيح أن قلوبنا انكسرت لكن زملاءكم في فوج الإطفاء يحملون الراية مكملين المسيرة الى الأمام لحماية بيروت وأهل بيروت، وقال: "نحن، كرئيس مجلس بلدي وكمجلس بلدي لبيروت وضعنا إمكاناتنا كافة ونحن على استعداد لمساعدة فوج الإطفاء على الاستمرار بأفضل حال وإلى الأمام إن شاء الله، بتجهيزه بأفضل التجهيزات وبتطويره وتطوير عمله لكي نكون على قدر الحمل الذي نتحمل مسؤوليته والتي هي حماية مدينة بيروت". وشكر رئيس بلدية صيدا وكل المؤسسات الأهلية القادمة من صيدا "والتي أبهرتنا بنشاطها وهمتها وعطائها لمدينة بيروت"، وقال: "لن ننسى عبارة بيروت ع كتافنا"، وتمنى "مكافأة صيدا وأهلها في أوقات الفرح".

بدوره، استهل السعودي كلمته بالترحم على شهداء فوج الإطفاء، وقال: "عشرة من خيرة شباب لبنان وإن شاء الله سيكون دمهم رحمة على الفوج وعلى مدينة بيروت"، وتمنى الشفاء لآلاف الجرحى الموجودين في المستشفيات، واضعاً "صيدا وإمكاناتها بتصرف مدينة بيروت".


وأضاف: "بيروت هي عاصمة كل لبنان، والمحبة لها كانت موجودة بلا شك وستبقى وتستمر"، وشكر كل المساهمين في إعمار مدينة بيروت ورفع الأذى عن الأحياء المنكوبة، منوهاً بما أسرّ له عيتاني من أن "مدينة بيروت ستنعم بكهرباء 24/24 من دون وزارة الطاقة"، متمنياً أن "تزول هذه الغيمة عن مدينة بيروت وعن كل لبنان".

وألقى حمتو كلمة المؤسسات الأهلية في صيدا. وشدّد على أنّ ذكرى شهداء الفوج ستبقى خالدة في قلوبنا ووجداننا، ووجه الشكر للنجدة الشعبية الفرنسية لتقديمها التمويل اللازم لإنجاز مرحلة الترميم وإنارة الساحة بالطاقة الشمسية وإعداد لوحة تحمل أسماء شهداء الفوج ووضعها عند النصب التذكاري، وهذه الأعمال نفذها متطوعو جمعية التنمية للإنسان والبيئة بمشاركة من تجمع المؤسسات الأهلية في صيدا.

وقال المحافظ عبود: "ما صنعتموه للبنان لم يسبق أن صنعه أحد، أسماؤكم، أسماء الشهداء، أسماء الجرحى ستبقى عالقة في تاريخ هذه المدينة لمئة سنة إلى الأمام. أنا أعرف مقدار محبة الناس وتقديرهم الكبير لكم، فعشرات الأشخاص يطلبون مني يومياً تكريمكم وإقامة التماثيل والنصب تذكاراً لشهدائكم، وهذا دليل على أن النكبة التي أصابت بيروت روتها بدمائكم"، متمنياً "ألا نعيش مرة ثانية هذا الحزن".

أضاف: "لكل الشعب اللبناني وأهل صيدا الذين عبّروا عن دينامية يعجز اللسان عن وصفها، إن هذه النكبة أظهرت مقدار محبة بعضنا لبعض وتضامننا وطيبتنا"، وأمل في أن "يكون ما حدث فاتحة لولادة لبنان جديد وأن يولد لبنان الجديد من هنا"، معرباً عن ثقته "بأن الحزن الكبير سيؤدي إلى انبلاج فجر كبير".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم