الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

غبريال أسيون أحد بُناة اهراءات القمح لـ"النهار": صلابتها حمت المنطقة خلفها وقلّلت من حجم الدمار

فرج عبجي
فرج عبجي
غبريال أسيون أحد بُناة اهراءات القمح لـ"النهار":  صلابتها حمت المنطقة خلفها وقلّلت من حجم الدمار
غبريال أسيون أحد بُناة اهراءات القمح لـ"النهار": صلابتها حمت المنطقة خلفها وقلّلت من حجم الدمار
A+ A-


أحزنه كثيراً عدد الشهداء والضحايا الذين سقطوا في انفجار المرفأ، والدمار الذي أصاب الأهراءات التي عمل على بنائها على مدى 3 سنوات، لكنه فرح جداً لأنها خفّفت كثيراً من الخراب الذي كان من المتوقّع أن يضرب المنطقة الواقعة خلفها، ويدمّرها تدميراً شبه كامل، كما حصل في الأشرفية والجمّيزة والمدوّر ومار ميخايل والجعيتاوي. المهندس غبريال أسيون، الذي شغل منصب نائب المدير التنفيذي للشركة التي نفّذت بناء الأهراءات تحدث لـ"النهار" عن أهم التفاصيل التي ميزت هذا الإنجاز العمراني الذي شارك في تشييده بثبات على الأرض، وأظهرت قوته عدم قدرة الانفجار على تدميره بالكامل.

لم يكن يعلم فتحي، نجل غبريال، أن والده شارك في بناء هذه الأهراءات التي أصبحت حديث الناس بعد تفجير المرفأ لصلابتها، ومن باب الصدفة رآه يقرأ كتيباً صغيراً وسأله: "من أين أتيت بهذا الكتاب عن الأهراءات؟"، فأجاب الوالد: "أنا شاركت بإعمارها وأعرفها جيداً". فحمل الكتيب مع نجله وتوجّها إلى مكاتب جريدة "النهار" بعدما التقط صوراً له أمام العمل الهندسي الذي اجتاحه الانفجار. والأكيد أن الأهراءات جنّبت "النهار" والمنطقة المحيطة دماراً كان ليكون أكبر من الذي أصابها. وأكد أسيون ذلك قائلاً لـ"النهار" إن "الأهراءات حمت المنطقة الواقعة خلفها بسبب صلابة الأساسات المدعّمة بشكل كبير في الأرض بالباطون المسلح وتلاصق الأقسام الثلاثة المصفوفة جنباً إلى جنب والتي شُيدت في الوقت نفسه بطريقة صلبة جداً".

وأضاف أن "أساسات الأهراءات مغروسة في الأرض على عمق 13 متراً على الاقل ، فهذه الأرضية قمنا بها بالطريقة القديمة، حيث كنا نحفر الأرض بقوة لتدعيم الأساسات، والأرضية صُبَّت قبل البدء بتشييد الأهراءات المشكَّلة من 3 خلايا، الدائرية والوسطانية والصغرى، وهي كناية عن 3 صفوف مؤلفة من 14 خلية، وتدمر الصف المواجه لمكان الانفجار، فيما حمى الصفان الآخران بيروت الغربية، وخفف من نسبة الدمار".

وعن مدة إنجاز المشروع، قال أسيون: "بدأنا بتنفيذ المشروع في العام 1969 وأنهينا الأعمال في العام 1971، وقمنا بعمل ضخم، وكنا نعمل ليلاً ونهاراً، ما دفع بالرئيس شارل حلو إلى النزول وتهنئتنا فرداً فرداً على هذا الإنجاز، بحيث تمكّنا من إتمام العمل في الوقت المحدد وبالقيمة المالية التي رصدت له من دون أي كلفة إضافية".

أسيون البالغ من العمر 85 عاماً، صعد درج النجاة في "النهار" حتى الطابق السادس ليتحدث عن إنجازه العمراني ويبدي استعداده لإعطاء أي نصيحة للشركة التي ستعيد بناء الأهراءات متمسكاً بالكتيب الصغير الذي يوثق مشاركته في هذا العمران والذي بقي له بعدما التهمت نار الحرب في العام 1982 مكــتــبــه واحــرقــت كــل خــرائــط المشروع.

وقال: "أنا جاهز لأي استشارة للشركة التي تريد إعادة بناء الأهراءات مجدداً التي تبلغ سعتها 120 الف طن، وأفضّل أن يتم فحص الأساسات أولاً قبل البدء بأي شيء آخر، فإذا كانت سليمة يمكن البناء عليها بسهولة بعد إزالة الصفين المتبقيين من الخلايا، فالأوتاد التي يبلغ عددها بين الـ2300 الى 2500 مغروسة بين 13 و20 متراً تحت سطح المياه من الباطون المسلّح". وأوضح أن "دراسة الأهراءات قام بها خبراء وشركات من الدنمارك والسويد، وهم من أشرف على التنفيذ مع شركة تشيكية وشركة رودولــف اليــاس الــذي كــنــت أعمل معه".

وكشف أيضاً أن قسم المعدات الهيدروليكية دمر بالكامل مع غرفة الإدارة الواقعة في أسفل الأهراءات. وأوضح أن "هذا الجزء كان يُعنى بعملية تفريغ القمح من السفن ونقلها إلى المخازن دمر بالكامل ولم يبق منه شيء".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم