الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

الصين تمارس "فن الحرب" بحذر

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

تتفوق الصين التي تملك اكبر جيش في العالم بكثير على جارتها اليابان في مجال البوارج البحرية والطائرات والنفقات العسكرية لكن خبراء يرون ان بكين تعرف انها لن تستفيد في شيء من اي مواجهات.


وفي حين تتنازع القوتان الاسيويتان على سيادة جزر غير مسكونة، زار وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل الاسبوع الماضي طوكيو وبكين على التوالي وتطرق صراحة الى التوترات الاقليمية.


وجدد تاكيد دعم الولايات المتحدة الى اليابان وتبادل بعض العبارات الشديدة اللهجة مع جنرالات الجيش الصيني.


وحذر هيغل بكين من اي عمل احادي الجانب من اجل تسوية النزاعات الحدودية في حين رد عليه جنرالات النظام ان سيادة الصين على الارخبيل المتنازع عليه مع طوكيو "لا تقبل المساومة".


لكن رغم هذه المواقف العدائية والزيادة باكثر من 12 بالمئة في الميزانية العسكرية الصينية في 2014 - ثاني ميزانية في العالم بعد الولايات المتحدة - يشك المحللون في ان تكون بكين مستعدة فعلا لاي مواجهات سواء كانت متعمدة ام لا.


وفي حين تحاول البلاد البروز ك"قوة مسؤولة" على الساحة الدولية "يتوقع ان تبدي القيادة حذرا شديدا ويقظة عندما يتعلق الامر بشن عملية عسكرية مهما كانت" وفق ما قال لفرانس برس آرثر دينغ الخبير في الجامعة الوطنية شينغشي تايوان.


واعتبر دينغ ان القوات اليابانية وحتى دون الاستفادة من تحالفها مع واشنطن ومن "الدرع" الاميركي "في وضع افضل حاليا" اذ تتمتع بتدريب وتجهيزات افضل.


واصبحت جزر سنكاكو التي تديرها اليابان لكن تطالب بها الصين باسم دياويو باستمرار مسرح دوريات يقوم بها خفر السواحل والوكالات غير العسكرية في البلدين.


وعلى الرغم من خطر ارتفاع حدة التوتر احيانا، اتهمت طوكيو خلال 2013 فرقاطة صينية بانها صوبت رادار نيرانها على سفينة حراسة يابانية، اي على وشك اطلاق النار.


ووضعت اول حاملة طائرات صينية هي لياونينغ في الخدمة قبل 18 شهرا. وأفاد تقرير دولي من معهد الدراسات الاستراتيجية (اي اي اس اس) نشر في شباط ان قوات بكين تفوق عدديا القوات اليابانية في كافة المجالات تقريبا.


وكان الجيش الشعبي الصيني يضم 2,3 مليون جندي السنة الماضية مقابل 247 الفا و150 من القوات اليابانية. وكانت لدى الصين 2525 طائرة (مقابل 630 في الجانب الياباني) و6840 دبابة (مقابل 777) و66 غواصة قتالية (مقابل 18) وفق المعهد.


وكذلك فاقت الميزانية العسكرية الصينية التي بلغت بـ112,2 مليار دولار خلال 2013 ميزانية اليابان (51 مليار دولار).


لكن الصين ما زالت تعاني من نقص في عدة مجالات حسب المعهد الذي اشار الى قلة الخبرة القتالية وتساؤلات حول معنويات قواتها ونوعية تدريباتها وضعف الكوادر والثغرات في اسلحة الغواصات.


وخلص التقرير الى القول ان الجيش الصيني في كثير من الجوانب "يظل نوعيا ادنى من عدة قوات مسلحة في المنطقة ذات التكنولوجيا الاكثر تقدما مثل اليابان وكوريا الجنوبية وتظل بعيدة جدا وراء الولايات المتحدة".


واضافة الى ذلك وفي عامل ردع كبير، تبقي الولايات المتحدة نحو خمسين الف جندي منتشرين في الارخبيل في عدة قواعد استراتيجية مثل اوكيناوا على مسافة اقل من ساعة عن الجزر المتنازع عليها مع بكين.


ويرى كازوهيسا اوغاوا الخبير العسكري الياباني ان "القوات اليابانية ليست مدربة على ان تكون مستقلة" بل مكملة للدعم الاميركي الكبير.


وقال انه اذا كان الخطاب الحربي الذي تعتمده الصحافة الرسمية الصينية والحزب الشيوعي يبدو معدلا بالحذر الذي تبديه حكومة بكين، فليس غريبا ان تكون استراتيجيتها واضحة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم