الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

هو أدرى، المسيو لودريان

سمير عطاالله
Bookmark
هو أدرى، المسيو لودريان
هو أدرى، المسيو لودريان
A+ A-
قبل ثلاث سنوات انتخبت فرنسا شاباً مجهولاً يدعى ايمانويل ماكرون، رئيساً للجمهورية. كان الوجه المغمور مفاجأة للعالم، في سلسلة رجال الجمهورية الخامسة التي أعلنها ديغول العام 1958، لكن تلك كانت عادة فرنسا في اطلاق "الموضة". منذ ان انقلبت على الملكية باسم الثورة والشعب، لم تكف عن التململ تحت شعار التغيير. حتى ديغول، المنقذ من الاحتلال النازي والخيانة البيتانية والذي انتزع الفرنك من هزاله، حتى هو، انفجر الفرنسيون في وجهه، وهتفوا لسقوطه، ومضى الى قريته قامة فوق الجميع، لا يتنازل، لا يساوم، ولا يحيد.اسس ديغول الجمهورية الخامسة، بعد عقود من تغير الجمهوريات. وخجلاً منه، ووفاء للقيم التي تركها في مسيرته الطويلة، لم يتجرأ أحد على الخروج منها. حتى الاشتراكي فرنسوا ميتران. الذي تغيّر هو الحزب الديغولي وغيّر اسمه وشعاره تماشياً مع بداهة الحداثة. ولم تعد صورة الاليزيه، سيدة أولى مثل ايفون ديغول، ترفض دعوة وزير الى العشاء في الاليزيه لأنه طلق زوجته، بل جاء نيكولا ساركوزي متأبطاً مغنية ايطالية حسناء، وتبعه فرنسوا هولاند، ومعه خليلته وابناء من دون زواج مدني، كانوا يسمّون في الادبيات "ابناء غير شرعيين". وفي الجارة الايطالية يعرفون بـ"أبناء الحرام".تتغير الأزمنة، إذن. هكذا انتخبت فرنسا، شاباً، لا هو ديغولي ولا اشتراكي، ولا ينتمي الى أي من مواصفات الجمهورية الخامسة، سوى انه – إذا شئت – يشبه جورج بومبيدو، الخلف الأول، في كونه خريج فلسفة ومصرفياً سابقاً لدى آل روتشيلد.شكل ماكرون...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم