الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

"الأميركية" تباشر إعادة الهيكلة بتسريح 850 موظفاً... إجراءات مؤلمة (صور)

المصدر: "النهار"
"الأميركية" تباشر إعادة الهيكلة بتسريح 850 موظفاً... إجراءات مؤلمة (صور)
"الأميركية" تباشر إعادة الهيكلة بتسريح 850 موظفاً... إجراءات مؤلمة (صور)
A+ A-

باشرت الجامعة الأميركية في بيروت إعادة الهيكلة لتجاوز الوضع المالي الصعب والظروف الاقتصادية التي تضغط على وجود المؤسسة نفسها. فباشرت إدارة مستشفى الجامعة AUH بإبلاغ عدد من الموظفين والعمال بإنهاء خدماتهم، وبلغ عددهم في مرحلة أولى 850 موظفاً، منهم من يعمل منذ 3 سنوات وبعضهم الآخر منذ أكثر من عقدين، وهو ما وصفه رئيس الجامعة البروفسور فضلو خوري بالإجراءات المؤلمة أمام أعتى أزمة تواجهها منذ تأسيسها.

قرار الاستغناء عن الموظفين ما كان سيصير واقعاً لو لم تكن الأزمة في ذروتها، علماً أن للجامعة ومستشفاها لدى الدولة مبالغ تفوق الـ150 مليون دولار، وهي لم تتلق أي مساعدة لتجاوزها، فقررت مواجهة العاصفة قبل أن تطيح بوجودها واستمراريتها رسالة أمل في لبنان وفق خوري نفسه. وقد جاءت قرارات التسريح بعد في إطار إعادة الهيكلة وبعد مفاوضات واتفاقات مع نقابة الموظفين في المستشفى والعاملين في الجامعة، وهو أمر لم يكن مفاجئاً على رغم الضجة التي أثيرت في هذا الموضوع، إذ أن رئيس الجامعة كان أعلن في لقاء مع "النهار" نشر في 16 حزيران الماضي انها ستضطر الى اجراءات تقشفية وقرارات مؤلمة، واخراج عدد من موظفيها وكادرها في المؤسسة بنسبة 25 في المئة. فقد كان الرهان سابقاً في اعمار المستشفى الجديد ان لبنان سيستقطب كل العرب في الاستشفاء، ليتبين أن المشكلات كانت أكبر منه. فالجامعة ورغم الأزمة لم ترفع أقساطها، وهي تقدمت منذ أكثر من سنتين بمجموعة مبادرات ونبهت من الانزلاق نحو مزيد من الانهيار.

الواقع أن الأزمة لا تطال الجامعة الاميركية وحدها، بل أن البلد يغرق اكثر، وقد يجد مئات الآلاف من اللبنانيين أنفسهم عاطلين عن العمل. فالواقع الصعب والمأسوي الذي عبر عنه الموظفون المصروفون، واتهموا خلاله السلطة التي أوصلت البلاد الى هذا الوضع، لم يغيّب المسؤولية التي أعلنتها الجامعة، خصوصاً وأن بين المصروفين معيلون وبينهم من يعاني من أمراض، فقررت تسريح الموظفين، بالتوازي مع انشاء شبكة اجتماعية تجعل من الذين يتم الاستغناء عنهم قادرين على الاستمرار. وأبرز القرارات التي كان كشفها رئيس الجامعة لـ"النهار" هو الموافقة على استمرار أولاد المستغنى عنهم المقبولين بالدراسة في الجامعة مجاناً، مع تأمين صحي كامل. كذلك تقرر فتح العيادات للطبقة المتوسطة والفقيرة تبدأ في مرحلة أولى لأهل الجامعة ثم تتوسع للناس. أما التعويضات فتدفع بين سنة وسنتين للمسرحين، على الرغم من عملية التقشف التي حدثت في الجامعة الأميركية، ومن بينها خفض رواتب كبرى، وإعادة ترتيب وضع المستشفى والمختبرات والإدارات في الجامعة، وتفعيل العمل وتحفيز الموظفين على العطاء.

أجواء الجامعة والمستشفى كانت مليئة بالحزن، ولم تكن الوقفة الاحتجاجية لتمنع قرار إعادة الهيكلة والسير بالإجراءات المؤلمة، ولا كانت الإجراءات الامنية بسبب توترات ولا مشكلات، إذ أن إدارة المستشفى والجامعة فضّلت عدم التحدث عن الموضوع طالما أن القرارات معلنة وهي كانت تدار ضمن مفاوضات لضمان حقوق المصروفين وعدم تركهم في الشارع.

الأزمة تطال الجميع، فيما نقابة الممرضات والممرضين قالت في بيان أنه "رغم التحذيرات المتتالية في أكثر من مناسبة من الخطر المحدق بالقطاع التمريضي ومدى تأثيره وخطره على صحة الناس، لم تتحرك ضمائر المعنيين لمحاولة إنقاذ العاملين في المهنة من الواقع الأليم وإيجاد الحلول الإنقاذية المناسبة. وها هي الإجراءات التعسفية والصرف الجماعي للعاملين في التمريض يحط رحاله اليوم، في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، الصرح الإستشفائي العريق، وهو أمر خطير وينذر بكارثة في القطاع الصحي اذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه".

وتجمّع عدد من المصروفين خارج حرم المستشفى الجامعي، معبّرين عن غضبهم أمام وسائل الإعلام التي فتحت الهواء لنقل مأساتهم. وحمل أحدهم الرسالة التي تلقاها لانهاء خدماته، راسماً علامات استفهام حول مستقبله والمصير الأسود الذي ينتظره في هذا البلد.

وشهد الحدث تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي حيث جرى تشارك صور وفيديوات أظهرت وجود اجراءات أمنية واكبت عملية الصرف التي كانت مرتقبة اثر رسالة الدكتور خوري المؤلمة في 15 حزيران الماضي.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم