الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

أوستراليا تقدّم حمايتها لمواطني هونغ كونغ: بيجينغ غاضبة... وتحذّر

المصدر: "أ ف ب"
أوستراليا تقدّم حمايتها لمواطني هونغ كونغ: بيجينغ غاضبة... وتحذّر
أوستراليا تقدّم حمايتها لمواطني هونغ كونغ: بيجينغ غاضبة... وتحذّر
A+ A-

مهدت #اوستراليا الطريق، الخميس، أمام منح آلاف من مواطني #هونغ_كونغ المقيمين على أراضيها الإقامة الدائمة، ردا على إجراءات قمعية للصين بحق المعارضة، ما أثار ردا غاضبا من بيجينغ.

وقال رئيس الوزراء الاوسترالي سكوت موريسون إن حكومته بصدد تعليق اتفاق تبادل تسليم الملاحقين بين هونغ كونغ وبلاده، إضافة إلى تمديد صلاحية التأشيرات الممنوحة لنحو عشرة آلاف شخص من هونغ كونغ يقيمون في اوستراليا وفتح الباب أمام آلاف آخرين يرغبون في بدء حياة جديدة على الأراضي الاوسترالية.

وقال موريسون إن هذه الإجراءات اتخذت ردا على فرض الصين قانونا صارما جديدا للأمن القومي في هونغ كونغ معتبرا أن القانون "يشكل تغييرا أساسيا في الظروف" في المدينة التي تحظى بحكم شبه ذاتي.

وقال خلال مؤتمر صحافي إن "أوستراليا تقوم بتعديل قوانينها. قوانيننا السيادية وبرنامجنا السيادي للهجرة، أمور تقع على عاتقنا وتخضع لاختصاصنا القضائي، بما يعكس التغيرات التي نراها تحدث هناك".

وردت بيجينغ منددة بالإجراءات الاوسترالية، ووصفتها بأنها انتهاك "للمبادئ الأساسية للعلاقات الدولية".

وحذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تجاو ليجيان، قائلا إن بيجينغ "تحتفظ بحق اتخاذ مزيد من الإجراءات، وستتحمل اوستراليا جميع العواقب".

وأضاف: "أي محاولات لقمع الصين لن تنجح".

وقالت وزيرة الخارجية الاوسترالية ماريز باين إن إجراءات الصين في هونغ كونغ نوقشت في وقت سابق الخميس مع الشركاء الأمنيين ضمن ما يسمى تحالف "العيون الخمس"، وهم إضافة إلى أوستراليا، نيوزيلندا والولايات المتحدة وبريطانيا وكندا.

وجاء إعلان موريسون غداة قيام الصين بفتح مكتب جديد لجهاز الأمن في هونغ كونغ، لمراقبة تطبيق القانون الذي يعاقب على أنشطة تخريبية وانفصالية والإرهاب والتواطؤ مع قوى أجنبية.

والقانون الذي جاء في أعقاب احتجاجات مطالبة بالديموقراطية تخللتها أحيانا أعمال عنف، هو أكبر تغيير جذري في الحريات في هونغ كونغ منذ أن أعادتها بريطانيا إلى الصين في 1997 بموجب اتفاقية تعهدت الحفاظ على نمط الحياة فيها لخمسين سنة.

ونددت الصين بالانتقادات الواسعة للقانون، ومن المتوقع أن يتسبب قرار اوستراليا تقديم حمايتها لمواطنين من هونغ كونغ أن يفاقم التوتر القائم فعلا بين الدولتين.

وكانت بيجينغ فرضت في الأشهر القليلة الماضية رسوما جمركية على عدد من السلع الاوسترالية المستوردة، وعرقلت التجارة في سلع رئيسية أخرى ردا على إجراءات أوسترالية لمواجهة تدخل صيني على أراضيها.

والصين التي تعد أكبر شريك تجاري لاوستراليا ومنافسا على النفوذ في منطقة الهادئ، غضبت خصوصاً عندما قادت كانبيرا الدعوات لإجراء تحقيق في أصل فيروس كورونا المستجد.

بدورها تقوم نيوزيلندا بإعادة النظر في علاقاتها بهونغ كونغ على خلفية القانون الجديد، وفق ما أعلن وزير الخارجية وينستون بيترز الذي أشار إلى أن ذلك "يشمل اتفاقيات تسليم الملاحقين وفرض قيود على صادرات سلع استراتيجية والنصائح المتعلقة بالسفر".

وعلقت كندا أيضا اتفاقية تبادل تسليم ملاحقين مع هونغ كونغ فيما عرضت الحكومة البريطانية مسارا نحو الجنسية لأكثر من 3 ملايين من سكان هونغ كونغ.

- تمهيد لإقامة دائمة -

قلل موريسون من أهمية أسئلة عما إذا كان الموقف بشأن هونغ كونغ يمكن أن يؤدي إلى مزيد من ردود الفعل الانتقامية من الصين. وقال: "سنتخذ قرارات تتعلق بما هو في مصلحتنا وسنتخذ قرارات بشأن قوانينا وتحذيراتنا وسنفعل ذلك بعقلانية ورصانة وثبات".

وبدا غير آبه بالرد الغاضب للصين، إذ أصدر بعد ساعات بيانا مشتركا مع نظيره الياباني شينزو آبي في أعقاب اجتماع قمة عبر نظام الفيديو، انتقدا فيه إجراءات بيجينغ لإحكام السيطرة على بحر الصين الجنوبي الاستراتيجي.

وفي إشارة مبطنة إلى الصين دان الزعيمان "التطورات السلبية الأخيرة" في المنطقة بما في ذلك عسكرة جزر متنازع عليها و"الاستخدام الخطير والمهدد" لسفن بحرية و"ميليشيا بحرية" ضد سفن دول أخرى.

وبموجب الإجراءات الت أعلنت الخميس يحق لنحو 10 آلاف مواطن من هونغ كونغ يعيشون في اوستراليا بتأشيرات دراسة أو عمل، البقاء فيها لخمس سنوات إضافية، مع مسار للحصول على إقامة دائمة.

وقُدم البرنامج أيضا لمقاولين أو عمال مهرة يرغبون في المجيء إلى اوستراليا في المستقبل.

وقال "إذا كانت هناك أنشطة تجارية ترغب في الانتقال إلى اوستراليا، لخلق وظائف وجلب استثمارات وتحقيق فرص لاوستراليا، سنكون استباقيين وسنسعى لتشجيع ذلك".

وتذكر هذه الإجراءات برد اوستراليا على أحداث ساحة تيان انمين القمعية عام 1989 عندما قدمت كانبيرا الملاذ لآلاف الطلاب الصينيين وعائلاتهم.

لكنها تناقض سياسات الحكومة الحالية المحافظة التي تفرض قيودا على الهجرة.

وقال موريسون إنه لا يستبعد تهافتا على تقديم طلبات لتأشيرات جديدة من سكان هونغ كونغ لأسباب منها القيود المفروضة على السفر للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.

وأضاف أنه سيكون "من المؤسف جدا" إذا حاولت الصين منع أهالي هونغ كونغ من الاستفادة من العرض الاوسترالي.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم