الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

"قواتيون" يسعون لانجاح جعجع "افتراضيا" في انتخابات الرئاسة

المصدر: "النهار"
رين بوموسى
رين بوموسى
A+ A-

في خضم المعركة الدائرة بين الأطراف اللبنانية على المستويات كافة، يجمع السياسيون على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها. ورغم هذا التوافق يبقى الشرخ كبيراً على المستويين السياسي والشعبي على اسم رئيس جمهورية لبنان المقبل.


الأسماء المطروحة للرئاسة كثيرة منها من صلب قوى "14 آذار"، وأخرى تنتمي الى قوى "8 آذار"، وبعض المستقلين. وأبرز تلك الأسماء المطروحة للرئاسة هي للقادة الموارنة الذين يتزعمون أكبر الأحزاب المسيحية في لبنان، من الرئيس أمين الجميل إلى رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون إلى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الى رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية وغيرهم من الأسماء المارونية المستقلة.
الحرب الضروس بين الأطراف بدأت منذ أن نالت الحكومة الثقة واشتعلت المواقع الالكترونية التي تستطلع آراء اللبنانيين. هذه الاستطلاعات أعطت الشعب اللبناني حرية اختيار الرئيس، بعيداً عن التعقيدات السياسية للمهمة الصعبة.
وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي، سيّما التابعة للجهات الحزبية، بصرخات تطالب بوصول شخصيات معينة الى سدة الرئاسة الاولى. واتاح المجال الافتراضي للقواعد الحزبية مباشرة حملاتها ولو على صعيد كوادرها والشباب المنخرط في صفوفها تصويتاً للرئيس المقبل.
في إحدى الليالي وبعد أن نالت الحكومة الثقة، صرخ أحد مناصري القوات اللبنانية "شباب بلشو تصويت للدكتور جعجع" عبر أحد المواقع الالكترونية الذي يستطلع آراء اللبنانيين لاختيار رئيسهم، واضعاً أسماء القادة الموارنة، وأسماء مرشحين مستقلين في قائمة الاختيارات.
طلب الشاب من رفاقه القواتيين الحاضرين، وحتى الغائبين منهم، ليس موضع صدفة . فالقوات اللبنانية، رغم أن "لا قرار رسميا من الحزب بالحشد للتصويت"، وفق ما شرح رئيس جهاز الاعلام والتواصل في حزب "القوات اللبنانية" ملحم رياشي لـ"النهار"، إلا أن اندفاع شباب "القوات" وحماستهم لـ"قائدهم الحكيم" جعلا الأمر وكأنه قرار رسمي "قواتيٌ" يلزمهم التصويت.
تشير أوساط الكوادر الشبابية إلى أن شباب القوات يتواصلون في ما بينهم ان عبر مجموعات على "واتساب" أو عبر صفحات تابعة للقوات اللبنانية على "فايسبوك". من خلال هذه الوسائط، يتواصلون في ما بينهم لتعميم القرارات المهمة المطلوبة منهم أو للتواصل وإيصال أفكارهم . وعبر تلك الوسائل، عُممت المواقع التي تستطلع آراء الشعب حول اختيار اسم رئيسهم، وبطبيعة الحال التصويت لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي يتم تداول معلومات بين "القواتيين" عن قرب اعلان ترشحه، ومنهم من يشير الى امكان حصول ذلك يوم الجمعة المقبل. 
أحد المتحمسين لـ"القوات" سأل ممتعضاً: "انو معقول يخسر الحكيم؟!"، كلام ذلك الشاب العشريني يؤكد اندفاع الكوادر تجاه "القائد" الذي رُسم في أحلامهم رئيساً للجمهورية اللبنانية المقبل. من فئات عمرية مختلفة، يرسل أحدهم للآخر الروابط الخاصة بمواقع التصويت. ويقول أحد المناصرين ان حملات التصويت تأتي في بعض الاحيان رداً على الحملات التي تقوم بها الأحزاب الأخرى للتصويت للمرشحين "الخصوم". ولا يخفى أنه في نظر "القواتيين" ، الخصم الأول والأخير لـ"الحكيم"، هو الجنرال عون. ويؤكد مناصرو القوات أن "الحزب (حزب الله) والتيار العوني يقومان بحملات للتصويت". مع العلم، انه يمكن لمناصري الاحزاب المتحمسين و "المتمكنين" تكنولوجياً التلاعب بوسائل معقدة لا يفصحون عنها بالنتائج، وكل تلاعب في نتيجة يؤدي الى تجييش تلقائي لدى فريق الخصم، وفق معلومات متداولة. 
ويقول رياشي ان القوات اللبنانية تتبع استراتيجية اعلامية "هادئة وموضوعية" في ما يتعلّق بالاستحقاق الرئاسي، وتسعى إلى اقناع النواب بالتصويت لسمير جعجع عبر التأكيد على ثوابت الحزب وثوابت قوى "14 آذار".
ويؤكد أن القوات "لم تصدر اي قرار يطلب من القواتيين ان يدلوا بأصواتهم لجعجع عبر استطلاعات الرأي بل إن الحملات التي تشجع على ذلك ليست إلا عفوية نابعة عن حب القواتيين لزعيمهم".
الانتخاب الالكتروني، ورغم أنه لا يؤخذ في عين الاعتبار، فانه يقدم لشباب "القوات" املاً باحتمال جلوس جعجع على كرسي رئاسة الجمهورية اللبنانية ، ولو "افتراضيا".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم