في زمن غربة الدين والأهل والأوطان في أنفسنا، وبعد أن اغتيلت معايير الصدق والطهر والإخلاص في أعمالنا ودفنت تحت أقدام أعدائنا، وبكينا عليها مع الخوارج، وقبِلنا العزاء فيها نحن قاتليها في قصور سفهائنا، وكذبنا في مراثيها شعرًا ونثرًا، وذرفنا الأدمع أنهارًا من فيض ينابيع نفاقنا، وتماهت أشباحها في الصدور مع سيدها ومالك زمام أمرها: ظلام نفس أمّارة، وظلام قلب لم يشعل الإيمان أنواره، فهل يا ترى، يا أدمعًا حسبتك قناديل للظلمة أن تبددي دجى ليل أعمالنا؟!