الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

شاشة - "لو ما التقينا": المسلسل المظلوم

فاطمة عبدالله
شاشة - "لو ما التقينا": المسلسل المظلوم
شاشة - "لو ما التقينا": المسلسل المظلوم
A+ A-

مؤسف أنّ محطة لبنانية لم تلتفت إلى مسلسل لبناني، اشترته محطة قطرية. "لو ما التقينا"، عمل مظلوم، حظّه قليل، أصداؤه خجولة. تعرضه "بي إن دراما" المشفّرة، من بطولة يوسف الخال وسارة أبي كنعان. فيه ما يشفع، ويُبقي المشاهدة ممتعة.

العمل (كتابة ندى عماد خليل، إخراج إيلي الرموز) يحاكي ماضياً مُعمّداً بالدم. هي قصّة ولدين مُعذَّبين، تربّيا على الذنب والعقدة النفسية: يوسف الخال في دور هادي، عديم الثقة بالحياة؛ ونتاشا شوفاني في دور شقيقته ندى، أم عزباء، تموت بدافع الكراهية، بعدما تصدمها سيّارة جدّها الحاقد، فتقتلها وجنينها.

الخال في ملعبه: رومانسيّ، يُشغّل مشاعره كلّها، فيرفع بُحسن الأداء مستوى العمل. يملأ مكانه؛ كفّة ميزانه راجحة. كأبي كنعان وهي تثبت نفسها ممثلة عفوية، خارج الـ"أوفر" ومعادلات الجمال البلاستيكيّ. ثنائي وجد في الحب خلاصاً، فالحياة بلا رحمة، صفعاتها مؤذية.

هشاشة الإنتاج وأداء البعض، في كباش مع مفاجآت القصة وإمساك البعض الآخر أدوارهم بثقة. مسلسل "حميمي"، تشعر بصداقة معه، وإن شرَّع لك أبواب انتقاده. يشفع له معدنه القريب إلى مجتمعات تشرّب أبناءها كؤوساً مُرَّة وتورثهم الخسارة والخيبة.

ليست مقنعة همجية الجد إلى هذا الحد، ولا أداء عصام الأشقر. هنا "تخبيصة" المسلسل. صحيح أنّ عالم الأمراض النفسية هائل، وسلوكياته قد لا تخطر على بال، لكنّ أداء الأشقر بدا هزيلاً، والتنفيذ ركيك المستوى. تفلت إشكالية "الشرف" و"العار" من يدي الجد المهووس بالانتقام، فتأتي النتيجة أقرب إلى المبالغة السيئة. النتيجة كما شاهدناها، لا ثقل فيها ولا عبرة.

هنا أيضاً إشكاليات الحبّ المجنون واستحالة الإنجاب، في مقابل طفولة تدفع ثمن والدين مُهشَّمين، لا يجمع بينهما رابط عاطفيّ. جوزف حويك بدور رجل تتمنّاه كلّ امرأة في محنتها، مروره يمنح أملاً بأنّ الدنيا لا تزال بخير. فيفيان أنطونيوس ويوسف حداد، ضحيّتا الفوارق الهائلة بين الحلم والواقع؛ ونعمة بدوي، الأب الطيّب، لا يُعوَّض.

[email protected]

Twitter: @abdallah_fatima

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم