الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

تضارب حول فعّالية عقار Remdesivir وآمال مُعلّقة على Tocilizumab... باحث في علم الأوبئة يشرح عبر "النهار"

المصدر: النهار
ليلي جرجس
ليلي جرجس
تضارب حول فعّالية عقار Remdesivir وآمال مُعلّقة على Tocilizumab... باحث في علم الأوبئة يشرح عبر "النهار"
تضارب حول فعّالية عقار Remdesivir وآمال مُعلّقة على Tocilizumab... باحث في علم الأوبئة يشرح عبر "النهار"
A+ A-

شكّل فيروس #الكورونا لغزاً طبياً وعلمياً لم ينجح الأطباء والباحثون من تفكيكه بعد، وبينما تتسابق أكبر شركات الأدوية وعلماء الأوبئة للتوصل لعلاجات أو لقاحات في علاج فيروس #كورونا المستجد، تصدر نتائج تجارب سريرية لتناقض بعض النتائج السابقة حول علاج ما، أو تعلن عن عدم فعالية هذا الدواء مع مرضى كوفيد-19.

ما شهدناه بالأمس مع عقار رمديسيفير Remdesivir أكبر دليل على تضارب المعلومات حول معركة الأدوية، القصّة بدأت عندما سرّبت الدراسة الصينية قبل أن تسارع شركة ""غيلياد ساينس" الأميركية لتؤكد عدم استكمال الدراسة وبالتالي عدم قدرتها على انتهاء التحاليل. لكن في 29 من الشهر الجاري نشرت مجلة "ذي لانست" الطبية أنّ عقار رمديسيفير "لم يعطِ فوائد سريرية مهمة" لدى المرضى، ونحتاج إلى دراسة موسعة أكثر، لتسارع شركة "غيلياد" عن إعلانها بإنتهاء دراسة المقارنة بين 5 أيام مقابل 10 أيام، مشيرة إلى اجرائها دراسة أخرى في المعهد الوطني للأمراض الصدرية والجرثومية في أميركا والتي ستعلن عنها قريباً. بالتزامن مع اعلان الشركة، كان الدكتور أنطوني فاوتشي، خبير الأوبئة ومستشار الرئيس الأميركي دونالد #ترامب، يعلن من البيت الأبيض، أن" نتائج الدراسة الموسعة التي أجريت بإشراف المعهد الوطني لامراض الحساسية و الأمراض الجرثومية أظهرت ان دواء رمديسيفير ترك أثرا واضحاً، مهماً وايجابياً في تقليص فترة شفاء مرضى فيروس كورونا المستجد".

المعركة اليوم شرسة، تتخطّى الحدود الطبية والعلمية. نفوذ الدول تتسابق أيضاً في هذه الحرب البحثية، فهل نشهد على تضارب جديد؟ ومن سيكسب المعركة في نهاية المطاف؟ 

يعود الباحث في علم الفيروسات والأمراض الوبائية الدكتور حسن زراقط إلى بداية الوباء، حيث "عُلّقت آمال كبيرة على الدراسات التي تُبشر بنتائج واعدة وإيجابية في غضون أشهر. لكن الإسراع في بعض الدراسات والتسابق مع الزمن لإيجاد علاج للمرضى أدى إلى تعذر الوصول إلى دراسات محكمة ومدروسة بشكل جيد، ما أدى إلى اهتمام أقل بنوعية الدراسة وفق البروتوكول العلاجي، والتركيز أكثر على السرعة لبدء هذه الدراسات، وإعطاء دواء للمرضى قد يُساعده. وهذا الأمر له مردود سلبي، فالدراسات لم تشهد تخطيطاً جيداً، وهناك غياب لمجموعات المرضى للمقارنة بينها، بالإضافة إلى الشوائب التي تُسجل في تقييم الطبيب المتابع لحالات المرضى... كل هذه العوامل لعبت دوراً في وصولنا إلى هذه المرحلة، والتضارب الحاصل في المعطيات، والتقارير المتناقضة. حتى الدراسات التي شهدت تخطيطاً جيداً تحتاج إلى وقت لصدور نتائجها النهائية. 

أما بالنسبة إلى العلاجات الحالية التي تُجرَّب على المرضى اليوم، فهي على نوعين وفق زراقط:

* النوع الأول: مضاد حيوي ضد الفيروس (anti viral) 

* النوع الثاني: علاج مساعد أو متمم للعلاج الأول ويعمل على مناعة الإنسان. 

وكثر الحديث، الأسبوع الماضي، عن بعض هذه الأدوية، ومنها عقار رمديسيفير الذي قيل إن لديه فعالية ضد فيروسات #الكورونا بشكل عام، منها السارس والميرس واليوم كوفيد_19، وقد تمّ تطويره في البداية للإيبولا. ومؤخراً أثبتت المختبرات والتجارب الحيوانية نتائج إيجابية وواعدة لهذا الدواء في وجه مجموعة من الفيروسات. ولكن خلال الأسبوع الماضي، نُشرت دراسة غير محكمة كانت بمثابة مراجعة لمرضى كانوا يتلقون علاج الاستخدام الرحيم، وقد أظهرت أن الثلثين من هؤلاء المرضى تماثلوا للشفاء أو تحسنوا سريرياً. إلا أن مشكلة هذه الدراسة أنها غير محكمة وتفتقر إلى وجود مجموعة أخرى من المرضى للمقاربة بينهما والتثبت من نتيجة العلاج. صحيح أن هذه الدراسة تُعطي آمالاً لفعالية هذا الدواء إلا أنه لا يمكن البناء عليها".

وأوضح أن "ملخصاً عن دراسة سريرية أجريت في الصين وخلصت نتائجها إلى أن رمديسيفير ليس لديه هذه الفعالية المعوّل عليها، إلا أن هذا الملخص سحب فوراً وأصدرت الشركة بياناً تؤكد فيه عدم إنجازها كل البيانات التحليلية للنتائج، منوهةً أنها لم تستكمل نتيجة عدم وجود حالات جديدة ومرضى كافيين لاستكمال البروتوكول العلاجي".

إذاً، "نحن ما زلنا في المنطقة الرمادية بالنسبة إلى هذا العلاج، خصوصاً أن فترة العلاج تراوح بين 5 و10 أيام وهو متوافر بكميات قليلة عند الشركة المصنعة. كما أن إعطاءه يتطلب وجود مجموعة أخرى من المرضى يتلقون علاجاً وهمياً (placebo) إلا أن المرضى أو أهالي المرضى يصعب عليهم الموافقة على أخذ العلاج الوهمي عوض العلاج الدوائي الحقيقي. وهذه نقطة أخلاقية على الباحثين الالتفات إليها، ولا يمكن إنكار أن هذه الناحية تُصعّب الدراسات وتُخفّف قدرتهم على العمل عليها. لذلك كان الحل في العمل على مقارنتها مع أدوية أخرى تجريبية واعتماد الدواء الأكثر فعالية على المرضى". 

وفي رأي زراقط، أن "عقار رمديسيفير في حال كانت له فعالية فسيكون عند الاستخدام المبكر، لأن مرض الكوفيد_19 ينقسم إلى شقين:

* الشق الأول: الضرر الذي يحدثه الفيروس في الجسم 

* الشق الثاني : الضرر الناتج عن ردة فعل الجسم. في حال كان للجسم ردة فعل مناعية قوية أو ما يُسمى بالعاصفة المناعية تكون بمثابة حرب عشوائية أو مكثفة على مكان الفيروس وتتسبب بضرر في الجسم. بالإضافة إلى مرضى الضغط والسكري والذين لديهم مشاكل صحيّة أخرى والذين يواجهون مضاعفات صحية بعد إصابتهم بالفيروس. وهنا يأتي دور الأدوية المساعدة مثل دواء فTocilizumab.

ما هو إذاً الـtocilizumab؟ يشرح الباحث في علم الفيروسات والأمراض الوبائية أنه "عبارة عن مضاد حيوي ضد مركب مناعي يفرزه الجسم للقضاء على الفيروس. ولكن عندما يتم إفرازه بكمية كبيرة يؤدي إلى ضرر كبير في الجسم مثل فشل في الأعضاء. لذلك في حال أعطينا مضاداً حيوياً (Interleukin 6) قد نُخفف من الأضرار الجانبية التي تحدث عند بعض المرضى. علماً أنه قد تمّ تطوير هذا المضاد الحيوي للأشخاص الذين يعانون من الروماتيزم".

وأضاف أنه "تمّ التداول بدراسة فرنسية تضمنت مجموعتين من المرضى، تتألف كل مجموعة من حوالى 60 شخصاً. وقد وجدوا أن المجموعة التي تناولت الـtocilizumab شهدت على نسبة وفاة أقل، وعدد أقل من المرضى احتاج إلى تنفس اصطناعي. وتعتبر هذه النتائج مبشرة إلا أننا لم نشهد بعد على الدراسة التفصيلية للحكم والبناء عليها. 

أما بريطانيا فتعتمد الـTocilizumab ضمن دراسة واسعة اسمها recovery trial تشمل آلاف المرضى، ويُعطى من ضمن مجموعة من العلاجات المتنوعة. وبالتوازي مع ـtocilizumab يوجد دواء مشابه إسمه Sarilumab إلا أن الأول أظهر فعالية أكبر. وبناء عليه، يمكن القول إنه حتى الساعة نحن في مرحلة ترقب، نشهد على دراسات كثيرة، والعلاجات التي تُعطى اليوم هي ضمن تجارب سريرية أو من أجل الاستخدام الرحيم كمحاولة لإنقاذ المريض. عادةً، في الأمراض الفيروسية نبدأ بالعلاج في مرحلة مبكرة لتفادي تطور الحالة، أما في حالة الكوفيد_19 فنحن نختبر هذه العلاجات التجريبية لنبني على الشيء مقتضاه. 

وما نشهده من تضارب وتجارب في العلاجات نجده أيضاً في مسألة اللقاحات، حيث طوّر حوالى 80 لقاحاً ولكن حالياً يوجد 6 لقاحات دخلت مرحلة التجارب السريرية. "ما زلنا في المرحلة الأولى من الدراسات، ويبقى الأساس التأكد من مدى استخدام اللقاح، ومن ثم ندخل في المرحلة الثانية وهي مدى تجاوب الأشخاص الذين تلقوا اللقاح ومراقبة ردة الفعل المناعية التي قد تحميهم من العدوى. والتقديرات تشير إلى عدم توفّر اللقاح قبل سنة أو سنة ونصف السنة، في حين أعلن باحثون في جامعة أوكسفورد عن توصلهم إلى لقاح سيكون متوافراً في أيلول (حوالى مليون لقاح جاهز للاستخدام) وتعتبر مدة قياسية في عالم الأوبئة". 









الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم