الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

اتركوني أهذي

المصدر: "النهار"
سالي حمود
اتركوني أهذي
اتركوني أهذي
A+ A-

أنا سالي حمّود اعترف بما يأتي

أنا سالي حمّود

اتركوني أهذي.

لم تعد للمفاهيم معانٍ ولا تفسير للمعاني

الأمكنة تزدحم باللاشيء

الأزمنة تمضي خارج الأوقات

الأسماء تختفي منها التعابير

النظرات تطيش في متاهة العدم

الأيدي تتلمّس ذاتها في الهباء

الوجوه تنمحي فيها المشاعر واللهفات

اللهم الا ما انطبع على عدسات الكاميرات

وأرخى انعكاساته على الشاسات في أيدينا.

أنا سالي حمّود

أعترف أنّ العالم ترتخي مفاصله

أنّ الكون يهرّ كشجرة توتٍ عتيقة

أنّ الحياة تهرب من بين الأصابع

أنّ الأصابع تهرب من الأيدي

بدل أن نعيد ترتيب الذكريات فينا

ونعيد تشكيل أنفسنا بالأولويات

نرانا مشغولين بترتيب اللاشيء

وإدارة هذا الموت.

لا شيء هنا في الوقت الراهن. لا معنى. ولا تفسير.

هذا الوباء المستجدّ يحتلّ الأرض

هذه الأرض يحتلّها الخواء

هذا الخواء يحتلّ الأحاسيس

هذه الأحاسيس تتيه في الهواء العليل

هذا الهواء العليل يستلقي فوق غربة الجسد

إلى أين إلى أين أيّها القلب؟

الطرق مقفلة

الموت في الخارج هو الخيار الوحيد

الجوع في الداخل هو الخبز الوحيد

الاحتمالات تتراكم فوق الاحتمالات

وليس ثمة شمسٌ تعد بالفجر البعيد.

في الوقت المستقطع هذا

أنا سالي حمّود

أروي حقيقة ما يجري:

ثمّة مواجهاتٌ داميةٌ مع النفس

ثمّة أوجاعٌ وجوديةٌ تمنع العيش

ثمّة العواطف الكبرى تنتظر في الثلاّجات القلبيّة

ثمّة العشق لا باب ينفتح أمام عينيه

ثمّة الجسد الحميم يعتريه الصقيع والعماء

وحدها هذه الذكريات

وحدها تحيا

تأكل ما تبقى من الطعام المحفوظ لأيّام الشدّة

من أجل أنْ تصنّع ضجيجها المؤرق

أنا سالي حمّود

يعنيني من كلّ هذا أنّي أعترف.

يخرج من حلقي في هذه اللحظة سؤالٌ مدوٍّ:

لماذا ينطفئ حريق الشغف؟

لماذا تترمّل الرغبة؟

ولماذا يعلن القلب استقالته الى أجل غير مسمّى؟

اللااحتمالات هي وحدها الاحتمالات

الرعب هو الرواية

وهو عنوان الرواية

وهو الأبطال

وهو الأحداث

وهو الزمان وهو المكان

الراوية تروي

لا شيء سيبقى على حاله اليوم

وبعد اليوم

الناس يتغيّرون

المفاهيم تتبدّل

الأعمال ستختبر نماذجها غير المكتملة

العلاقات الانسانيّة

مَن يستطيع يا ترى

أنْ يرسل زورقًا لينقذ العلاقات في خضمّ البحر الأهوج

المشاعر أيضًا

مَن يأتي في الليل او النهار

ليضيء شعلة المشاعر؟!

مَن يعش ير!

الاستحقاقات داهمة

الرهانات كثيرة

اللااحتمالات هي وحدها الاحتمالات.

أنا سالي حمّود

لا أتقن الهرب

ولا أطيق الانتظار

سأختبر اللااحتمال

من أجل أنْ أضمن الاحتمالات كلّها.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم