الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

ثلاث سنوات من النزاع في سوريا.. ولا حل في الافق

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

يدخل النزاع في سوريا عامه الرابع بدون ان يلوح في الافق اي حل دبلوماسي او عسكري حيث لا يزال الرئيس بشار الاسد في السلطة وتزايد نفوذ الجهاديين في صفوف المعارضة المسلحة في ظل عدم وجود استراتيجية واضحة لدى الاطراف الدوليين.


ومع سقوط اكثر من 140 الف قتيل وتهجير الملايين وزعزعة استقرار منطقة باكملها، تبدو الصورة قاتمة جدا لكن على غرار السودان والصومال دخلت سوريا لائحة "النزاعات التي لا يمكن حلها" كما يرى كريستوفر فيليبس الباحث في مركز شاتام هاوس في لندن.


وبالاضافة الى ذلك فان المجموعة الدولية اليوم حولت انظارها الى اوكرانيا حيث تدور ازمة كبرى بين الروس والغرب، وهي تخوض اساسا صراع قوة حول الملف السوري.


واضاف فيليبس "انه امر مأساوي بالنسبة لسوريا ان تندلع الازمة الاوكرانية الان" مشيرا الى ان تدهور العلاقات بين الغربيين والروس لن يشجع موسكو، ابرز حليف لنظام الاسد، على تليين مواقفها في الملف السوري.


وقد بدد فشل مفاوضات جنيف في كانون الثاني وشباط التي جمعت للمرة الاولى ممثلين عن النظام السوري والمعارضة، الامال الدبلوماسية بالتوصل الى حل سياسي للنزاع رغم نفي العواصم الغربية ذلك.


وهكذا تساءل وزير الخارجية الاميركي جون كيري "كم من الوقت استغرق انهاء محادثات السلام حول فيتنام؟ واتفاقات دايتون (حول يوغوسلافيا السابقة)؟ هذه الامور لا تحل في شهر واحد".


لكن تصاعد قوة المجموعات الجهادية في صفوف مقاتلي المعارضة يضاف اليه الانقسامات وفقدان مصداقية المعارضة "المعتدلة"، لجم اندفاعة الغربيين الداعمين للمعارضة والذين "لا يريدون لا بشار ولا الاسلاميين" كما قال مصدر اوروبي.



والغربيون بالواقع قلقون جدا من رؤية مئات من رعاياهم يذهبون للقتال في سوريا ويتشددون ضمن مجموعات جهادية.


وقال فيليبس "على مدى سنتين، اعتبرت سوريا ازمة سياسية وبالتالي فان الخطاب السياسي تركز على ان بشار الاسد فقد كل شرعية ويجب ان يرحل. لكن كلما طالت الحرب كلما شهدنا ظهور مجموعات مرتبطة بالقاعدة وكلما اصبحت سوريا تشكل هاجسا امنيا".


وقال دبلوماسي غربي في نهاية 2013 ان "وجود اكثر من الف جهادي في سوريا قدموا من اوروبا يثير قلقا جديا لدى الدول التي يتحدرون منها ولهذا السبب تريد اجهزة الامن في هذه الدول استئناف تعاونها مع سوريا".


لكن مصدرا فرنسيا نفى ذلك قائلا "الاسد ليس شريكا في المعركة ضد الارهاب".


الا ان رحيل الاسد الذي كان يطالب به الغربيون منذ اندلاع النزاع، لم يعد على جدول الاعمال.


فالاتفاق حول تدمير ترسانة الاسلحة الكيميائية التي جرى التفاوض عليه بين الروس والاميركيين لتجنب ضربات غربية على سوريا، اعاد اعطاء شرعية للاسد الذي اعلن ايضا ان هناك فرصا قوية ان يترشح لولاية ثالثة خلال الانتخابات الرئاسية المرتقبة في حزيران.


وقال الخبير دافيد غارينشتيان- روس امام لجنة برلمانية اميركية "من الواضح الان ان سقوط الاسد لم يعد حتميا كما كان يعتقد الكثير من الاخصائيين قبل سنة".


وعسكريا، يبدو انه لا النظام المدعوم بقوة من روسيا وايران، ولا المعارضة المسلحة المدعومة من السعودية وقطر قادران على حسم المعركة و"السيناريو الاكثر ترجيحا هو ان الحرب ستستمر عشر سنوات اضافية او حتى اكثر".


وكتب انتوني كوردسمان في مذكرة لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "نظرا لفشل الدبلوماسية والحرب على حد سواء حتى الان، يبدو ان سوريا ستبقى مقسومة لعدة سنوات بين قسم يسيطر عليه النظام وقسم اخر خاضع لسيطرة فصائل متصارعة من المعارضة المسلحة".


لكن آدم بازكو الباحث في مركز نوريا الدولي في باريس قال ان تراجع اهتمام الغرب "الذي ترك مفاتيح الملف في ايدي اطراف المنطقة" سيكون له ثمن مشددا على عواقب وجود ملايين اللاجئين السوريين في دول اخرى وشبان غربيين يغادرون من اجل الجهاد في سوريا.


وذكر بانه "اذا كانت سوريا بعيدة بالنسبة للولايات المتحدة، فانها على حدودنا نحن الاوروبيين" مضيفا "حتى وان جادلنا من وجهة نظر المصالح الاستراتيجية فمن غير المنطقي ترك الوضع يستمر على هذا النحو".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم