الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

الرأسمالية تحتمي بالخوف الجماعي

المصدر: النهار
العربي الحميدي/ المغرب
الرأسمالية تحتمي بالخوف الجماعي
الرأسمالية تحتمي بالخوف الجماعي
A+ A-

فعلة COVID -19 في شعوب مغتربة!

أما قبل أو أما بعد... لست ادري!

هو استفهام إلى أن يتضح البيان

في السؤال طرح جديد لرؤية شيء غير اعتيادي، ولم يخطر في حين من الأحيان على بال.

الدروس كانت نائمة في العقول إلى أن أتى المتوحش "الجائحة" ليطبق على الانسان بالغربة في بيته قبل عقله... إلى حين.

لا شك أن الإنسانية في ضيافة الوحدة والهلع، وضحية تآمر مشين على يد وحش الليبرالية اللعين.

ما يدعو إلى النبش في الماضي "لما تجهله الغالبية" من جوائح وحروب، وما معنى الانتماء والولاء، إلى الارتماء في أحضان "البروبغاندا" الليبرالية بالمفهوم الغربي لا إلى المعنى الإنساني قبل الوطني والديني.

اليوم الرأسمالية المتوحشة ترتعد في خوف وهلع على مصالحها. "الإنتاج والاستهلاك"

أمام هذه المرآة الرمادية يقف رأس المال مشدوهاً يبحث عن كل شيء يقاوم الداء.

لكن تفضحه معاناة مشاعر الانقسام والانفصام التي تحتويه، سواء بينه وبين نفسه، أو بينه وبين ربائبه، أو بينه وبين عبيده في مجتمعه، أو بينه وبين عدوه في الشرق "الصين وروسيا الاتحادية". رأس المال في تخبط والليبرالية من نفسها في تعب.

إن الغربة تكون دائماً معاناة مما هي فيه. فإما أن تكون صحوة ذات وضمير أو تصبح خنوعاً وركوناً.

فإذا ظلت الدولة في جانب مصالحها الخاصة مهملة المصلحة العامة، وجعلت الإنسان آلة وقطع غيار تحتاجه الآلة الليبرالية في منظومة الإنتاج فقط، وأصبح مهملاً، فإن الجائحة المقبلة ستكون أكثر تدميراً.

إن الأخلاق الغربية المستمدة من أخلاق كبار فلاسفة الإغريق بما تحمله من عنصرية، وقسوة وانفصال عن واقع الناس وحياتهم العملية، تعيش مفارقات كثيرة تظهر كل يوم في صفحات الوجوه والقرارات. ويستمر طرح الأسئلة الكبيرة والصغيرة من المواطن القابع في الوحدة والمكان، وفي أفكاره الفقيرة الفهم.

هل سيوجد تعبير متجانس بين الإنسان بقلقة وتوتره وحيرته واغترابه وتمرده واحتجاجه، ومنتجات حضارته؟

وهل جمهرة المثقفين ستكون أداة كشف وفضح وتوضيح ونقد القهر الاجتماعي والاستبداد السياسي والتعصب بمختلف أشكاله إلى آخر هذه الآفات الرأسمالية التي انتشرت في المجتمع المعاصر؟

أنا أشك في ذلك.

إن الرأسمالية المتوحشة تعرف أن قطاع غيارها غبيّ، بعد الأزمة سوف ينسى، وستعود الحالة النفسية إلى حالتها الطبيعية وسيرتمي في أحضان آلة الإنتاج والاستهلاك.

العربي الحميدي


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم