الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

التوحش يلد وباء كورونا ويفتك بالإنسانية..."الحجر والعزل" يستحضران القرون الوسطى!

المصدر: "النهار"
ابراهيم حيدر
ابراهيم حيدر
Bookmark
التوحش يلد وباء كورونا ويفتك بالإنسانية..."الحجر والعزل" يستحضران القرون الوسطى!
التوحش يلد وباء كورونا ويفتك بالإنسانية..."الحجر والعزل" يستحضران القرون الوسطى!
A+ A-
ليست المرة الاولى التي تنخرط فيها البشرية في حرب ضد الأوبئة. لكنها المرة الأولى التي يواجه فيها العالم المعاصر وباء بحجم فيروس كورونا الذي وصفته منظمة الصحة العالمية بـ"عدو الإنسانية"، وهو الوباء الذي أجبر العالم كله على اتخاذ اجراءات العزل والحجر الصحي وتوقف الاعمال واغلاق الحدود، منعاً لتفشيه في شكل يؤدي الى خسائر بشرية ضخمة وتغيير في نمط الحياة على الكوكب. الكوكب يعاني اليوم لكنه يظهر إلى مدى وصل التوحش في استغلال موارد الأرض، أقله على ما أظهرته الناسا في صور التقطتها الأقمار الاصطناعية من تراجع كبير في مستوى تركيز ثاني أوكسيد النيتروجين الناجم في شكل رئيسي عن المركبات ومراكز انتاج الطاقة الحرارية، في مدينة ووهان الصينية، منشأ فيروس كورونا المستجد، وفي العالم كله. وسجلت أيضاً وكالة الفضاء الأوروبية الظاهرة عينها في شمال إيطاليا، كما لوحظ الوضع نفسه في مدريد وبرشلونة حيث فرضت تدابير الحجر على السكان منذ منتصف آذار الجاري وفق الوكالة الأوروبية للبيئة.الحقيقة ان البشرية تواجه ما لم تكن تتوقعه، إذ أن التوحش الرأسمالي في استغلال الكوكب والاستخدام اللاعقلاني لمصادره وتدمير الحياة البيئية بهدف الربح، وانهاء الفكرة الإنسانية في الكون أدت كلها الى كوارث ناتجة عن الاحترار المناخي وتركت الكثير من الاخطار على مستقبل الكوكب. وللمفارقة أن وباء كورونا وان كسب العالم معركته ضده بخسائر فادحة، سيترك تداعيات خطيرة على العلاقة بين البشر، ما لم تعيد الإنسانية صوغ اشكال الحياة الجديدة، وهو يختلف عن الأوبئة السابقة التي ضربت البشرية عبر التاريخ، حيث كانت تتمكن من بناء الحضارة من جديد وتعيد دورة الحياة الطبيعية وتمضي مجدداً في الاكتشاف.كأن العالم وصل إلى قمة ذروته قبل أن يضرب وباء كورونا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم