إزالة خيم في منطقة الجمل - صور لتنفيذ مشروع "الإرث الثقافي"... هذه حقيقة الخلاف

من زار صور، لا بدّ أنه زار أيضاً منطقة الجمل التي تشتهر بإمكانية الغطس فيها، وبمياهها النقية، والتي تحيطها خيم يقصدها السياح وأهالي المنطقة خلال فصل الصيف، للسباحة وتناول الأطعمة اللبنانية المتنوعة بأفضل الأسعار. 

حالياً، خلاف كبير يجري في مدينة صور حول هذه الخيم، إذ تقوم البلدية بتنفيذ مشروع بدعم من الاتحاد الأوروبي يحمل عنوان "الإرث الثقافي"، وفي مراحل التنفيذ سيكون هناك إزالة للخيم ونقلها إلى الطريق الأعلى، الأمر الذي سيحلّ مشكلة الصرف الصحي التي يُعاني منها الأهالي من جهة، ويزيد من المساحة المخصصة للعامة من جهة أخرى، إضافة إلى تجميل شكل المنطقة.

إلا أنّ أصحاب الخيم خائفون من ألا تُعاد إليهم بعد انتهاء المشروع وانتقال التراخيص إلى أشخاص آخرين. وأكّد الناشط في المجتمع المدني وفي "مجموعة حراك صور" مهدي كريم أنّ خوف أصحاب الخيم يعود إلى تفشي الفساد في البلاد، وبالتالي المطلوب من رئيس البلدية إيضاح تفاصيل المشروع، لذلك وجّهنا رسالة رسمية إلى رئيس البلدية طالبناه فيها بعقد لقاء مع الناشطين والمعنيين للإجابة عن الأسئلة كافة.

رئيس بلدية صور حسن دبوق أوضح لـ"النهار" أنّ أصحاب الخيم يطلبون ضمانة يمكن اعتبارها شبيهة "بصكّ استملاك" ولا يمكنني تقديمها إذ إن هذه الأراضي ملك عام ولا يحق لي التصرّف بها". وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ الخيم على شاطئ صور هي تعدٍّ على الأملاك البحرية، إلا أنّه ومنعاً من قطع أرزاق الناس، أكدّ دبوق على إعادة الاستثمارات إلى أصحاب الخيم الحاليين لمدة 3 سنوات على الأقل، ومن بعدها تُعدّ الأفضلية لهم أيضاً ولكن وفقاً للمناقصات.

ولفت دبوق إلى أنّ المشروع يهدف إلى إعادة الشاطئ للعامة من جهة، والحفاظ على البيئة البحرية من خلال معالجة مشكلة الصرف الصحي عبر ضخّها إلى الشبكة العامة وإيصالها إلى شبكة المعالجة شمال مدينة صور، وسيضم "ترّاس" يستوعب 64 شخصاً وقاعة تستوعب 24 شخصاً إضافة إلى طريق يتيح المجال للسيارات بالمرور في حالات الطوارئ، إضافة إلى وحدة تضم حمّامات للعموم، ويمكن لجميع الزوّار النزول إلى الشاطئ والسباحة دون الحاجة إلى أن يجلسوا عند الخيم أو الاستراحات.