الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

تيتا لوريس... تحية لجبروتك

رين بوموسى - لبنان
Bookmark
تيتا لوريس... تحية لجبروتك
تيتا لوريس... تحية لجبروتك
A+ A-
ما أكتبه اليوم عزيز على قلبي. أكتبه تحية لروح جدتي من أبي التي رحلت في العام 1999. أتذكّر جدّتي جيداً (وأنا حفيدتها البكر). هي لوريس بشير مشعلاني بوموسى. بيضاء البشرة، عينان زرقاوان. جميلة إلى حدّ هائل، حادّة بمواقفها، حنونة، صلبة، ومؤمنة بأن "الرّب يمهل ولا يهمل".أكثر ما يذكّرني بجدتي هي الكتابة التي لم تتوقف عنها يوماً. درست مهنة التمريض، ومارستها سنوات حتى تزوّجت جدي، وانتقلت من المريجات البقاعية إلى كفرسلوان، لتصبح "ممرضة الضيعة".كل مَن يسأل عن جدّتي يجدها في الأفراح والأتراح. حبّها للعطاء أعظم من أي حبّ. كنتُ في الثامنة من عمري، وقبل 13 يوماً من قربانتي الأولى، عندما خسرناها. لم يخبرني أحدٌ أنها فارقت الحياة. لكنني شعرتُ بذلك برغم صغر سنّي. بعد أربعة أيام من رحيلها، اصطحبني والدي وأخي عند جدّي. من دون انتباه، جلستُ في المكان عينه حيث كانت تدرّسني التعاليم الدينية واللغتين الفرنسية والعربية، وإذ بجدّي يدخل باكياً: "مين كان يقعد هونيك؟". كسرتني بغيابها؛ هي التي علمتني حبّ الحياة، ذهبت إلى غير رجعة. جدتي ككلّ الأمهات اللواتي عشن الحرب الأهلية، انكسرت مرات،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم