الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

مخاضٌ عسير للحكومة ولا بوادر... هل يصمد الرئيس المكلف؟

المصدر: "النهار"
مخاضٌ عسير للحكومة ولا بوادر... هل يصمد الرئيس المكلف؟
مخاضٌ عسير للحكومة ولا بوادر... هل يصمد الرئيس المكلف؟
A+ A-

رغم كل الأجواء المتفائلة بقرب الولادة الحكومية في عطلة نهاية الاسبوع الماضية، تبددت هذه الأجواء، ليرحٓل التأليف الى مواعيد جديدة غير محددة، تتفاوت بين الثلثاء والخميس.

ورغم التحديات الخطيرة والداهمة التي فرضها اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني، على المنطقة عموما ولبنان في شكل خاص، والتي تفترض جهوزية داخلية لمواجهة اي تداعيات محتملة لانتقال الصراع الاميركي الايراني الى مستويات المواجهة المحمومة امنيا وعسكريا، يستمر المخاض الحكومي متعثرا.

ورغم خطورة الاوضاع المالية والاقتصادية التي تهدد البلاد بانفجار اجتماعي وبافلاس وانهيار محتم، فيما بدأت تحركات الانتفاضة الشعبية تتفلت من عقالها وانزلق الى اعمال الشغب والتكسير، وسط غياب أي أفق واضح على المديين القصير والمتوسط، تستمر الشروط والعقد مهيمنة على الملف الحكومي، ضاربة بعرض الحائط كل التحديات السابقة الذكر، وحتى اللاحقة منها والتي ستكون النتيجة الحتمية لاستمرار حال المراوحة والمماطلة التي تزيد الاوضاع تعقيدا وهشاشة في وجه الرياح العاتية الضاربة من كل حدب.

هكذا هي ببساطتها صورة المشهد الحكومي العالق على الحصة المسيحية بين مكونات الفريق الواحد، وهكذا هي بكل تعقيداتها، تلقي بثقلها على الرئيس المكلف حسان دياب الذي بدأ يستشعر الألغام الموضوعة في طريقه، من فريق العهد، فيما قدم الثنائي الشيعي كل التسهيلات للمضي في التأليف، وفق الشروط التي وضعها دياب لحكومته والكامنة في حكومة مصغرة من المستقلين واصحاب الاختصاص.

هذا الواقع، بدأ يطرح اكثر من علامة استفهام حول ما سيكون عليه موقف " حزب الله"، الذي يفترض ان يعبر عنه امينه العام السيد حسن نصر الله في الكلمة التي سيلقيها في حفل تأبين سليماني اليوم، علما ان نصر الله سيخصص كلمته لتناول الاغتيال والملف الاقليمي، الا ان مصادر قريبة من الحزب اشارت الى انه سيتطرق الى الملف الداخلي من باب الدعوة الى تحصين الجبهة الداخلية في مواجهة الاستحقاقات القادمة على البلاد.

وفي هذا السياق، استغربت مصادر سياسية سكوت الحزب عن المماطلة الحاصلة في الملف الحكومي، بعدما قدم وشريكه في الثنائي رئيس المجلس النيابي نبيه بري اسماء الوزراء الشيعة، ما يؤشر الى رغبة هذا الثنائي بالتعجيل بتشكيل الحكومة. وسألت هل يعطي نصر الله في كلمته اليوم الاشارة للافراج عن التشكيلة، رغم التزامه عدم التدخل في حصة الفريق المسيحي الذي يختصره في الحكومة العتيدة رئيس الجمهورية وتياره الوطني الحر بقيادة الوزير جبران باسيل، وتيار " المردة" التي تُرك له اختيار مرشحتين لتولي الحقيبة الوزارية المخصصة للتيار. والكلام عن مرشحتين وليس مرشحين يعود الى رغبة الرئيس المكلف بأن تكون حصة النساء في الحكومة الثلث.

بحسب المعلومات المتوافرة، ظلت عقدة التمثيل المسيحي الوحيدة امام دياب في ظل تمسك باسيل بحصرية تسمية الوزراء المسيحيين ( باستثناء ممثل المردة)، فضلا عن وضع فيتو على الاسم الذي اقترحه دياب لوزارة الخارجية وهو الوزير السابق دميانوس قطار، او حتى لوزارة الاقتصاد، حيث يصر باسيل على ان حصة رئيس الجمهورية تتمثل بالدفاع والعدل والاقتصاد، ولا يمكن التنازل عنها.

حتى الآن، لا تشي اجواء المشاورات الاخيرة الجارية على خط بعبدا- تلة الخياط واللقلوق، حيث يقيم باسيل حاليا، بأي تقدم يجعل الولادة وشيكة في الساعات المقبلة. وتكشف المصادر عن ترقب لكلمة نصر الله ليحدد في ضوئها مصير الحكومة، خصوصا وان فكرة تشكيل حكومة تكنوقراط في الظروف الدقيقة والاستثنائية الراهنة تقلق الحزب ولا تطمئنه الى الضمانات التي يمكن ان يحصل عليها من حكومة مماثلة، ومن رئيسها تحديدا.

أمّا على مقلب الرئيس المكلف، فبدأت التساؤلات تطرح بقوة اكبر هل يصمد في وجه الضغوط التي يتعرض بها، وامام الظروف في المنطقة بعد مقتل سليماني، اذا بقي منزوع الغطاء السني، الذي يهدده في الوقت عينه بسحب الغطاء الدولي عن حكومة مصنفة حكومة " حزب الله"؟

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم