الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

صدمة في أرمينيا: شبكة سريّة للتجارة بالأطفال... أطباء متّهمون بانتزاع مواليد من أمّهاتهم

المصدر: "أ ف ب"
صدمة في أرمينيا: شبكة سريّة للتجارة بالأطفال... أطباء متّهمون بانتزاع مواليد من أمّهاتهم
صدمة في أرمينيا: شبكة سريّة للتجارة بالأطفال... أطباء متّهمون بانتزاع مواليد من أمّهاتهم
A+ A-

أجبر أطباء سوزان باتفاكانيان على التخلي عن مولودتها عندما كانت تبلغ 16 عاما، لتصبح ضحية #شبكة_سرية_للتجارة_بالأطفال كشف عنها أخيرا في #أرمينيا.

وتروي سوزان التي باتت في سن الخامسة والثلاثين، قصتها لوكالة فرانس برس، بعيد توقيف رازميك أبراميان الذي يتولى منصب المدير وكبير أطباء التوليد في أكبر مستشفى للتوليد في العاصمة الأرمينية، في 18 كانون الأول، مع مساعده ومديرة ميتم يريفان.

هؤلاء الأشخاص الذين أطلق سراحهم لاحقا بكفالة، يشتبه في أنهم "استغلوا مناصبهم لفصل أطفال عن أهلهم، في إطار مؤامرة مع سبق الإصرار والترصد وبغية الحصول على رشى"، وفق لجنة التحقيق الأرمينية.

ولم يوضح المحققون عدد الحالات، ولا الفترة المعنية ولا المبالغ التي جمعتها الشبكة. غير أن سوزان ومحاميها يؤكدان أن أطباء، بينهم أبراميان، كانوا قبل نحو عقدين، ينتزعون الأطفال من أمهاتهم لبيعهم إلى أزواج آخرين للتبني.

وقد وقعت سوزان خلال المراهقة في غرام رجل يكبرها بخمس سنوات، بحسب تأكيدها. وبعد ولادة ابنتها ستيلا عام 2000، هددها الأطباء بالإبلاغ عن علاقتها مع الرجل للشرطة، واتهامه بـ"الاعتداء الجنسي على قاصر" في حال لم تتخل عن طفلتها.

وتقول الشابة بتأثر واضح: "كنت أبكي، لم أكن أريد ذلك". لكنها وقّعت على الوثيقة في نهاية المطاف تحت ضغط الطاقم الطبي.

وتوضح سوزان أنها حاولت بعد ثلاثة أيام استعادة طفلتها، لكنها لم تجد لها أي أثر في المستشفى، كما في دار الأيتام.

وتيقنت الوالدة بأن الطفلة بيعت في إطار شبكة تبنٍ سرية باتت في مرمى تحقيقات السلطات الأرمينية.

وينقل سامفيل ديلبنديان، محامي أبراميان، لوكالة فرانس برس عن الطبيب تأكيده لبراءته، قائلا: "موكلي يعتبر أن هذه الاتهامات عبثية ولا أساس لها من الصحة".

أما عن سوزان، فيقول إن الطبيب "لا يذكر هذه المرأة، فيما تظهر الوثائق الموجودة في المحفوظات أنها أنجبت طفلا على يده. لكن مرت عشرون سنة على الوقائع، فكيف تريدون لموكلي أن يذكر ذلك؟"

ومن جانب الحكومة التي وصلت إلى الحكم إثر ثورة سلمية في 2018، تسود صدمة. وقال رئيس الوزراء الإصلاحي نيكول باشينيان: "كيف يمكن مثل هذه الحيلة أن تكون موجودة في أرمينيا؟". وأقر بأن هذه الشبكة تنشط في البلاد "منذ سنوات طويلة".

وبحسب المحامي مارات كوستانيان الذي يدافع عن مصالح سوزان باتفاكانيان منذ 2013، فإن هذه الشبكة "أقوى من مافيا المخدرات"، وثمة شخصيات هامة ضالعة فيها من كبار المسؤولين السياسيين وفي الشرطة ودور التوليد والمياتم "ممن حوّلوا البلاد إلى حاضنة للأطفال".

ويقول: "بحسب معلوماتي، لم ينجح أحد بعد في إحقاق الحق أو استعادة طفلتها".

ويبدو أن السلطات عازمة على التصدي لهذه المشكلة، إذ إنها علقت كل عمليات التبني حتى إشعار آخر.

وفي تشرين الثاني، أعلنت الأجهزة الأمنية الأرمينية أنها فككت شبكة باعت 30 طفلا بالتبني لإيطاليين بين 2016 و2018. ولم توضح الشرطة ما إذا كان ثمة رابط مع الطبيب أبراميان.

وقد أرغمت الأمهات والنساء الراغبات في الإجهاض على الاحتفاظ بالحمل حتى النهاية، ثم التخلي عن مواليدهن.

وأطلقت السلطات هذا التحقيق بعدما تلقت سلسلة شكاوى، ولاحظت أن عمليات التبني على يد أجانب كانت أكثر بأربع مرات من تلك التي يقوم بها أرمينيون.

وثمة نحو 650 طفلا في عهدة دور الأيتام في البلاد، وفق الحكومة الأرمينية.

وبعد نحو عقدين، لا تزال سوزان باتفاكانيان تأمل في استعادة طفلتها، وهي تمتنع عن تأسيس عائلة قبل العثور على ابنتها ستيلا.

وتروي: "أنا مشتاقة إليها بشدة. أراها في المنام. هي تأتي إلي وتقول، أمي أنا أعيش بقربك، كفي عن البكاء".

واشترت سوزان أيضا قطعة أرض لتزرع فيها حديقة مخصصة لابنتها الضائعة.

كذلك، تدقق في كثير من الأحيان بوجوه الشابات في الشارع، أملا في التعرف إلى ابنتها.

وتقول باكية: "لن أتوقف يوما عن البحث"، حتى عندما "يصبح شعري رماديا".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم