الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

إعادة بناء شجرة الميلاد: حرقها فتنة مكشوفة

المصدر: "النهار"
طرابلس- رولا حميد
إعادة بناء شجرة الميلاد: حرقها فتنة مكشوفة
إعادة بناء شجرة الميلاد: حرقها فتنة مكشوفة
A+ A-

هزأ الطرابلسيون بكل فئاتهم من حادثة إحراق شجرة الميلاد عند مستديرة النيني-المعرض، في طرابلس. ليست المرة الأولى التي ترتفع فيها هذه الشجرة، ولا شجرات أخرى زينت أحياء المدينة في موسم أعياد الميلاد ورأس السنة، وفي هذه النقطة بالتحديد، مرّت تسعة أعوام، وترتفع الشجرة فيها عالية، مزدانة، كأنها تستقبل الوافدين من الخارج إلى طرابلس.

الطرابلسيون بكل فئاتهم يقتنون الشجرات الميلادية، وتربّوا في مدارسها وفي بيوتهم على رؤيتها، ينتظرونها عاماً بعد عام، بعد أن باتت بالنسبة لهم رمزاً للفرح، من جهة، وللوحدة الوطنية التي يتمسكون ويفتخرون بها، ويرفضون أي تفرقة بين الطوائف والمذاهب، من جهة أخرى.

ورفضاً لحادثة حرق الشجرة فجر اليوم، تجمع ناشطون وفعاليات طرابلسية معروفة عند مستديرة النيني-المعرض، وبدأوا بإعادة تكوينها بأيديهم، وهم مدركون أن ما جرى فجراً، لعبة معروفة، وفتنة سخيفة لن تؤثر على المدينة العريقة بانفتاحها على كل الناس.

كذلك، ربطت بعض الفعاليات بين الحادثة وبين التحركات الاحتجاجية التي برزت فيها طرابلس متقدمة على سواها من حيث كثافة النشاط، وديمومته، ورأت أن إحراق الشجرة هدف لتشويه صورة التحركات، ومنها الإساءة إلى طرابلس عامة، مؤكدين على أن العمل مكشوف، والحركة معروفة، وهي من عمل الزعران "كلن يعني كلن"، بحسب تعبير القاضي نبيل صاري.

صاري قال لـ"النهار": "علمتني والدتي أن لا شيء في الحياة يخيف، لكن ربما الانسان لوحده يخاف. وأريد أن أقول لكل من يحاول أن يشوّه صورة طرابلس عبر تضخيم قصصها أحياناً، أو عبر تشويه صورتها أحياناً أخرى، هي صورة نمطية أعطيت لطرابلس، عبر تجويعها، لن تستمر".

صاري وصف الطرابلسيين بـ"الناس الواعيين"، وقال: "الأيام ستثبت أن لا تفرقة إسلامية-مسيحية، ونحن نقول إن هذه المدينة باقية والوطن باقٍ، والزعران "كلن يعني كلن".

وقال نقيب أطباء الأسنان السابق الدكتور منذر كبارة: "طرابلس بلد التعايش والمحبة. ليس أمراً جديداً. طول عمرنا نعيش معاً دون أي خلاف بين الطوائف، ونحن لا نفرق مذهبياً لا بين المسيحيين والمسلمين ولا بين السنّة والشيعة والدروز والعلويين، يهمنا أن يعرف العالم أنه في هذا الظرف بالذات، ارتُكبت هذه العملية، وهي عمل مأجور، ومفضوح مائة بالمائة، فقد مضت تسع سنوات والشجرة تقام هنا، لكنها بقيت، ولم تتعرض لأذى إلا في هذا الظرف بالذات".

وقال: "نعرف أن زعماء الطائفية أكثر ما يهمهم أن تقع هذه الأحداث لأن دورهم مبنيّ على لعب هذه الألعاب، وإذا زالت الطائفية، هم زالوا، ولذلك نستنكر الحادث، ونعرف أن المفتعل مدسوس، وهو من المأجورين. تكفيه خمسة دولارات لأن يحرق بلداً. لذلك، لا تخيفنا حادثة كهذه، ونريد من الواعين من أهل البلد ومن كل المناطق اللبنانية أن يعرفوا أن طرابلس ليس عندها هذه النزعة".

منى مصري، عابرة للطريق، توقفت عند حرق الشجرة: "أستنكر حرق الشجرة. وهذه الرسائل أصبحت فيلماً قديماً. لبنان وطن للجميع، ونحن لا نستطيع إلا أن نعيش معاً على هذه الأرض، ومهما حاولوا لن ينجحوا بتفريقنا، واستمرارهم باستمرار النهج الطائفي، ونحن لا نريد طائفية، بل أن نعيش كلنا معاً بسلام وأمان".

وتوجهت إلى بعض الحكام: "أنتم الذين تزرعون الفتنة، لن تنالوا لا من الشعب اللبناني، ولا من الثورة الموجودة أصلاً لإزالتكم، أنتم يا زعماء الفساد. نحن كمسيحيين ومسلمين ومن كل الطوائف، نحب بعضنا، أكثر منكم، ونحن الشعب نحب لبنان، وأنتم تحبون مصالحكم فقط. سترحلون بينما لبنان باقٍ".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم