الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

الهند: الاحتجاجات ضدّ قانون حول الجنسيّة تجدّدت... "معادٍ للمسلمين"

الهند: الاحتجاجات ضدّ قانون حول الجنسيّة تجدّدت... "معادٍ للمسلمين"
الهند: الاحتجاجات ضدّ قانون حول الجنسيّة تجدّدت... "معادٍ للمسلمين"
A+ A-

اندلعت احتجاجات جديدة في أرجاء #الهند الاثنين مع تنامي الغضب ضد قانون حول الجنسية اعتبر معاديا للإسلام، بعد مقتل ستة متظاهرين في شمال شرق البلاد وإصابة نحو مئتين آخرين بجروح في نيودلهي وحدها.

ويسمح القانون الجديد الذي أقره البرلمان للحكومة الهندية بمنح الجنسية لملايين المهاجرين غير المسلمين من ثلاث دول مجاورة. لكن معارضين يقولون إنّ القانون جزء من برنامج رئيس الوزراء الهندي القومي الهندوسي ناريندرا مودي، لتهميش المسلمين في الهند البالغ عددهم نحو 200 مليون نسمة.

ونفى مودي الاثنين ذلك. وكتب في تغريدة على تويتر، أن القانون الجديد "لا يؤثر على أي مواطن هندي من أي ديانة"، متهما "مجموعات مصالح راسخة" بإذكاء الاضطرابات "المحزنة للغاية".

وقال الرئيس السابق لحزب المؤتمر المعارض راهول غاندي، الاثنين على تويتر، إنّ القانون وإجراء تسجيل المواطنين على نطاق واسع الذي يُنظر إليه أيضا على أنه معاد للمسلمين، هما "أسلحة لاستقطاب جماعي أطلقها الفاشيون".

وكانت مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عبّر، السبوع الماضي، عن قلق من أن القانون "يبدو أنه يقوض الالتزام بالمساواة بموجب القانون المنصوص عليه في الدستور الهندي"، فيما أعربت واشنطن والاتحاد الأوروبي أيضًا عن قلقهما.

واندلعت احتجاجات جديدة الإثنين في دلهي وتشيناي وبنغالور ولوكناو، حيث حاول مئات الطلاب معظمهم من المسلمين اقتحام مركز للشرطة وألقوا وابل من الحجارة على عناصر الشرطة الذين اختبئوا خلف جدار، كما ظهر في لقطات بثها التلفزيون.

وفي شرق البلاد في كولكاتا عاصمة ولاية البنغال الغربية، تجمع الآلاف في مظاهرة كبرى دعا إليها رئيس الوزراء الإقليمي ماماتا بانيرجي ، وهو معارض شديد لمودي.

وخلال الأيام الأخيرة، أحرقت عربات قطارات فارغة في الولاية فيما استمر الاثنين انقطاع الانترنت.

وفي كيرالا في جنوب البلاد، وهي ولاية أخرى ترفض حكومتها تطبيق قانون الجنسية خرج المئات في احتجاجات. وكتب وزير مالية الولاية توماس إسحاق أنّ "نحتاج حاليا إلى توحيد عمل جميع القوى العلمانية".

وفي شمال شرق الهند، يعارض السكان المحليون حتى تجنيس غير المسلمين من الدول الثلاث خشية تهديد ثقافتهم من الهندوس الناطقين بالبنغالية. وهذه الدول هي باكستان وبنغلادش وافغانستان.

تجمع الطلاب مجددا الإثنين في الجامعة الملية الإسلامية غداة إطلاق الشرطة الغاز المسيّل للدموع على طلاب محتجين وضربهم بهراوات قبل اقتحام حرم الجامعة.

وأفاد الطالب شري كومار أنّ القانون "معاد للمسلمين ومناف لروح الهند وللأفكار العلمانية للهند".

وقال المتحدث باسم الشرطة ام اس راندهاوا إنّ الاحتجاجات أسفرت عن تدمير أربع حافلات ومئة سيارة خاصة وعشر دراجات هوائية تابعة للشرطة، مشيرا إلى أن عناصر الشرطة التزموا "بأقصى درجات ضبط للنفس وحد أدنى من استخدام للقوة" في مقابل "استفزازات".

وذكرت وسائل إعلام أن احتجاجات جرت أيضا في مدن بومباي والبنغال الغربية وأليغار وحيدر أباد وباتنا ورايبور الأحد والسبت.

في الوقت نفسه، قطعت السلطات في ولاية أوتار براديش في شمال البلاد خدمات الإنترنت في الأجزاء الغربية من الولاية في أعقاب تظاهرات في أليغار التي تضم جامعة كبيرة وعدد كبير من المسلمين.

وقالت السلطات إنها أوقفت 21 شخصا على هامش الاحتجاجات.

وتقع بؤرة الاحتجاجات الرئيسية في الولايات الشمالية الشرقية النائية بالهند التي تشهد توترا عرقيا منذ وقت طويل.

وفي ولاية آسام، لقي أربعة أشخاص مصرعهم في نهاية الاسبوع الفائت بعدما أطلقت الشرطة النار عليهم، فيما قُتل شخص آخر عندما أُضرمت النار في متجر كان ينام فيه. وسقط قتيل سادس بعدما تعرض لضرب مبرح أثناء تظاهرة.

ومساء الأحد في الولاية نفسها، وبعد أيام من أعمال الشغب والاشتباكات مع الشرطة، شارك نحو ستة آلاف شخص مساء الأحد في احتجاج، لكن دون الإبلاغ عن وقوع عنف.

القى رئيس الوزراء مودي باللوم في الاحتجاجات على حزب المؤتمر المعارض. وقال خلال تجمع جماهيري الأحد في ولاية جهارخند إن "حزب المؤتمر وحلفاؤه يؤججون الغضب بشأن قانون المواطنة، لكن سكان الشمال الشرقي يرفضون العنف".

وأشار إلى أن الذين يثيرون العنف "يمكن معرفتهم من ملابسهم"، وهو تصريح فسره البعض على أنه يشير إلى المسلمين.

وأكّد مودي، الذي يصر أنه لا يعادي المسلمين، أنّ القانون "صحيح بنسبة ألف بالمئة" وأن المسلمين من هذه الدول ليسوا بحاجة لحماية الهند.

وتطعن جماعات حقوقية وحزب سياسي مسلم بالقانون امام المحكمة العليا بحجة أنه ينافي الدستور والتقاليد العلمانية في الهند.

وقال الأستاذ بجامعة أوبسالا في السويد أشوك سواين ، إن حجم الاحتجاجات أغضب حكومة مودي التي تعاني من تباطؤ خطير في النمو الاقتصادي.

وأفاد سواين وكالة فرانس برس أنّ "الاحتجاج يحظى باهتمام دولي وينتشر ايضا في اجزاء مختلفة من البلاد. وهذا بالتأكيد سيزيد من الضغط على النظام عندما يفشل الاقتصاد".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم