الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

لقد اقتربت الساعة الصفر: فاجِئوهم بـ"التدبير السلميّ رقم 3"

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
لقد اقتربت الساعة الصفر: فاجِئوهم بـ"التدبير السلميّ رقم 3"
لقد اقتربت الساعة الصفر: فاجِئوهم بـ"التدبير السلميّ رقم 3"
A+ A-

قبل الاستشارات، وقبل التكليف والتأليف، ماذا تنتظرون لتستعيدوا نبض الشارع، الشارع كلّه، وإيقاعات الأرض كلّها؟

إنّها مسألة توقيت. وها هو، الآن، التوقيت المناسب.

لقد قيل لي ليل أمس إنّكم تعقدون اجتماعاتٍ تنسيقيّةً متواصلة وغير مسبوقة، لإعادة تنظيم الأرض، وتجييشها، وإنّكم تُعِدّون العدّة لنسج شبكةٍ متراميةٍ من لجان العمل الميدانيّ في العاصمة والمناطق، على الأرض وعبر مواقع التواصل، استعدادًا للساعة الصفر.

لا تتأخّروا. فاجِئوهم في عقر وقتهم، في عزّ نشوتهم، وهم يهمّون بالخطوات الأولى لتأليف الحكومة المشؤومة.

لا تنتظروا مباشرة الاستشارات. ولا التكليف. ولا التأليف. ولا... البيان الوزاريّ.

لقد اتّفقوا في ما بينهم على تحصين سلطاتهم، بحكومةٍ "منهم وفيهم"، تقترح، لا الحلّ الوطنيّ الديموقراطيّ المشرّف، بل الهرب إلى الأمام، بمواصلة احتقار الشعب، وازدراء أوجاعه وأحلامه، من خلال "حكومةٍ تجميليّةٍ جامعةٍ"، تضمّ أطراف السلطة، وأجنحة المحاصصات، وعصابات السرّاق والنهب. وتضمّ "اختصاصيّين" مائعين، مهمّتهم تلقّي الأوامر والانصياع لتعليمات السلطة السياسيّة. وتضمّ – يا للمفارقة – "حراكيّين" و"مدنيّين"، انتهازيّين متسلّقين، مهمّتهم تبديد الثوّار والمنتفضين على الأرض، بشقّ صفوفهم، وشرذمة اتّحادهم.

لقد انتهى زمن "التجميل" و"الترقيع" والتنازلات الشكلانيّة المهينة.

إنّهم يهدّدونكم بالإفلاس. بالانهيار. بالجوع.

ويهدّدونكم بانفلات الأمن، وبالحرب الأهليّة، التي هم زعرانُها وقطّاعُ طرقها ومتاريسها وشوارعها المتقابلة، وهم هم مفبركوها وقادتُها.

ويهدّدونكم – ربّما من حيث يدري بعضكم أو لا يدري – بـ"خيمٍ مدنيّةٍ حراكيّةٍ ثوريّة"، قد تكون موجودةً – الآن – على الأرض. فانتبِهوا.

إنّهم يحضّرون لكم حكومةً تعجب الخاطر، ذات طعمٍ "أمنيّ – طائفيّ – اختصاصيّ - مدنيّ"، لا لبس في مذاقه المرّ.

وستعلن هذه الحكومة، ما يشبه "حال الطوارئ".

وستلاحقكم هذه الحكومة، ليس في الشوارع والبيوت والمقاهي والجامعات والمدارس فحسب، بل ستلاحقكم في أحلامكم، وستقمعكم واحدًا واحدًا، بالجملة وبالمفرّق، لتكونوا عبرةً لكلّ مَن يفكّر في التمرّد والانتفاض، حاضرًا ومستقبلًا.

فماذا تنتظرون؟

أقلبوا الطاولة على مؤامراتهم اللاوطنيّة واللالبنانيّة.

هذه الطاولة، أقلبوها سلميًّا، لكن بالضغط الأعظم الذي يقطع أنفاسهم وحبال أفكارهم وخططهم الجهنّميّة.

إنّهم ماكرون، خبثاء، وأشرار.

ولن يتورّعوا.

قبل أنْ يفاجئوكم بـ"التدبير الأمنيّ رقم 3"، فاجئوهم بمثله، سلميًّا، لكنْ صاعقًا، جامحًا، جارفًا.

هكذا، بهذه الطريقة، تنزعون الورقة الوحيدة من أيديهم، ولا يبقى واحدٌ منهم واقفًا على رجليه.

لقد قتلوا داني أبو حيدر، وانتحروه. دم هذا الرجل في أعناقهم.

وقتلوا قبله ناجي الفليطي، وانتحروه. دم هذا الرجل في أعناقهم.

وكانوا قتلوا جورج زريق، وانتحروه. دم هذا الرجل في أعناقهم.

هذه هي البداية. وسيقتلون الكثيرين، تيئيسًا وتجويعًا وإذلالًا وقهرًا. "مش فارقة معهم".

وعندما يعلنون التدابير الأمنيّة رقم 3، سيقتلون الكثيرين منكم، قريبًا جدًّا، قبل أنْ ينطحوا الحيطان، وييأسوا من أنفسهم، ومن مشاريعهم، وينتحروا.

لا تَدَعوا التوقيت المناسب يفلت من أيديكم.

لقد اقتربت الساعة الصفر. عليكم بـ"التدبير السلميّ رقم 3".

الشباب يستحقّ. الحرّيّة تستحقّ. لبنان يستحقّ. فماذا تنتظرون، أيّها الأحرار؟!

[email protected]

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم