الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

من "مئويّة لبنان الكبير" إلى "مئويّة اللبنانات الصغيرة"

سركيس نعوم
سركيس نعوم
Bookmark
من "مئويّة لبنان الكبير" إلى "مئويّة اللبنانات الصغيرة"
من "مئويّة لبنان الكبير" إلى "مئويّة اللبنانات الصغيرة"
A+ A-
المسؤولون السياسيّون والدينيّون "زاحوا" اللبنانيّين بموضوعين مُهمّين في رأيهم منذ بدء السنة الحالية. الأوّل هو إقناع العالم من خلال الأمم المتّحدة بتبنّي لبنان مقرّاً دائماً لمؤتمر أو بالأحرى لمنظّمة حوار الحضارات باعتباره أنموذجاً لتعايش ناجح بين الحضارات والأديان والطوائف والمذاهب والإتنيات والأعراق يجب أن تقتدي به كل الدول التي تُعاني صراع المُنتمين إليها. وما أكثرها في هذا العالم. على هذا الصعيد قام رئيس الجمهوريّة بمجهود جبّار إذ أثار هذا الموضوع في لقاءاته مع عدد من رؤساء الدول، وكلّف وزير الخارجيّة جبران باسيل للعمل من أجله مع نظرائه في العالم. وقد حقّقوا نجاحاً في المحافل الدوليّة لكنّه لا يزال نظريّاً. وليس السبب انشغالها بموضوعات وقضايا مُهمّة أو أكثر أهميّة أخرى فقط، بل هو أيضاً الشعور بالحرج من الذي يجري في لبنان قبل الاحتجاج الوطني الأكبر في تاريخه الحديث وفي أثنائه وبعده والخوف من الذي قد يجري بعده. وما جرى قبلاً أظهر وبكل وضوح مؤسّسات دستوريّة مُفكّكة تُسيطر على كلّ منها طائفة قويّة أو حزباً قويّاً أو مذهباً قويّاً، ومواطنين مُرتبطين حرصاً على مصالحهم بالزعماء النافذين عندهم، واستمرار توزيع المرشّحين للتوظيف والمرشّحين للترقية في الإدارات الرسميّة انطلاقاً من دياناتهم ومذاهبهم رغم ما في ذلك من مخالفة واضحة للدستور. هذا فضلاً عن عودة اللغة الدينيّة والمذهبيّة إلى ما كانت عليه قبل حرب الـ 1975 وما أعقبها. وما جرى ولا يزال يجري في ظلّ "الاحتجاج الوطني" المُشار إليه من عراضات طائفيّة ومذهبيّة مُسلّحة بأعلام متنوّعة وشعارات وربّما أسلحة لكسر "قشرته الوطنيّة" الصغيرة، ولإعادة "الضالّين" من المشاركين فيه إلى بيت الطاعة ولإجبار المُنتمين إلى جهات أخرى بالعودة إليها، لا يقنع العالم بأهليّة لبنان لاستضافة مشروع حضاري كالمذكور أعلاه. وما تشهده المناطق من تخريب واعتداء على الممتلكات وربّما لاحقاً على الناس بحجّة مسؤوليّة بعضهم عن الحال النقديّة والاقتصاديّة المأسويّة في لبنان، قد يدفع العالم إلى تأسيس لائحة توحي بها أحداث لبنان المستمرّة من زمان تُدرج عليها أسماء الدول الفاسدة بمؤسّساتها وإداراتها وقياداتها وأحزابها ومواطنيها، والفاشلة والمشاركة في معظم الآفات التي يعانيها المجتمع الدولي.أمّا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم